لا يجادل أحد في حق الغاضبين والمهمشين، والمقهورين في مصر من التعبير السلمي عن رأيهم فيما يجري في البلاد، ومطالبتهم بالتغيير .. فالأحوال في مصر، سواء علي الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي بلغت مرحلة غير مسبوقة من التردي .. وتحول الوطن برمته إلي مأزق، يعيشه أبناءه الذين ضاعفت الحكومات المصرية المتعاقبة من معاناتهم .. وحالت بينهم وبين الشعور بالأمن النفسي والاجتماعي، بل والسياسي. فالمواطن المصري مقهور في لقمة عيشه، وفي بحثه عن وظيفة مناسبة .. وفي سعيه لمعالجة أولاده وذويه .. وتردت أوضاعه لدرجة غير مسبوقة .. وهو مقهور سياسيًا، فمجالات اختياره لنوابه وممثليه تحت قبة البرلمان باتت كلها مرهونة بيد أمين التنظيم بالحزب الوطني أحمد عز ومن يسبغون عليه الحماية والرعاية والحصانة .. أصبح المواطن غير آمن علي نفسه، ولا أولاده، ولا مستقبله .. فهل لا يستحق مثل هذا المواطن أن يغضب مطالبًا بالتغيير. الغضب مشروع في ظل تدهور الأوضاع علي كافة المستويات، وانسداد أفق الحياة السياسية في مصر، واستمرار مسلسل الفساد بلا هواده .. ولكن الأمل، أن يحرص الجميع .. سواء من الغاضبين، والمحتجين، أو رجالات الأمن والنظام علي أمن هذا الوطن .. فالدعوة إلي التظاهر والاحتجاج في الخامس والعشرين من يناير يجب أن تظل دعوة للتغيير السلمي، وليست دعوة للعنف والتخريب وتدمير مقدرات الوطن.