أحلامك كبري.. وآمالنا عظمي.. وثقنا فيك.. لأنك كتبت وثيقة ولائك، وانتمائك.. بدمك.. وشجاعتك.. وإيمانك الأبدي.. بوطن نريده، باسقًا علي الدوام. ومصوبًا لأشرعته صوب السماء. ولكن.. مصر المكلومة.. لاتزال حبلي بمخاض الألم، والوجع.. ينتظر شعبها الذي جبل علي الصبر، أن تتقاطر عليه ثمار عطائه اللامحدود، عبر سنوات الضنك، والعذاب. الفقراء ياريس، ينتظرون فتح 'مسام' لهم في جبل 'الإعياء' كي يستردوا، ولو جزءًا يسيرًا من حقهم المهضوم علي الدوام، في وطن، يفترشون فيه الأرض.. ويلتحفون بالسماء. هل بعثت بموفديك 'الثقاة' إلي مستشفيات بلداننا، في صعيد مصر، ودلتاها.. ليطلعوك علي رحلة العذاب اليومية لملايين المعذبين في مستشفيات يعمها الخراب، والإهمال؟.. هل بعثت بمن يفتش في مكاتب الصحة، والمراكز الطبية المنتشرة في الأرياف.. بلا أطباء، ولا أجهزة، ولا مستلزمات؟ هل تعلم ياسيادة الرئيس، أن مدارس في قرانا المتناثرة، في جنوب الوادي، وشماله.. يتكدس فيها التلاميذ كالقطط إلي جوار بعضهم؟.. وهل تعرف أن هناك 'مدارس' تفتقر إلي 'حمامات نظيفة'.. بل إن بعضها يخلو من الحمامات أصلاً؟ هل تدرك كم يتلوي شبابنا من الألم؟.. بعد أن فاض به الكيل، وضاق به الحال بعد أن طال صبره، وتمدد حتي 'بلغ السيل الزبي' حين أدرك أن 'طابور البطالة' متوقف في محطة 'اللافعل' دون أمل في تزحزحه من مكانه؟ لا شك أنك تعلم 'ياريس' أن هؤلاء الشباب عدتنا وعتادنا في المحن، والملمات الكبري.. أصبحوا نهبًا لأفكار ضالة.. ومضللة.. ومرتعًا خصبًا للغربان السود.. تتقافز من حولها، ساعية لاستلاب عقولها. نتحدث 'ياريس' عن شبابنا.. في كل وقت، وحين!!.. ولكن ماذا فعلنا له.. لا شيء لشديد الأسف!! تركناه نهبًا للمتربصين بالوطن، والساعين لهدم بنيانه،.. فتحنا عقوله علي بوابات صدئة، وأبواق خربة، ونفوس شرهة.. حولنا موجة عقوله صوب ترددات لا تنطق إلا بما هو كريه.. وناقم علي الوطن.. ولم نسع لحوار جاذب معه.. يغرس فيه قيم الولاء، والانتماء، والعطاء، والتضحية. كيف يا سيادة الرئيس، تمضي كل هذه الشهور، فيما كل مؤسساتنا، تفشل في وضع ملامح، لخطة، تنتشل بها شبابنا من الإحباط الذي خيم علي نفوسهم، والقلق المسيطر علي عقولهم، والتردي الذي هوي إليه بفعل واقع مرير؟! مازلنا.. رغم الآمال الكبري المعقودة عليكم، نتعامل مع الوطن بنظام 'القطعة' نعالج كل حالة حين يدهمنا الخطر.،. ونسعي لسد كل 'نقيصة' حين تتكشف أمامنا، بفعل التجربة. هل يعقل يا سيادة الرئيس أن عصرًا، تتعرض فيه مصر لغزوات، وحروب، من كل اتجاه، ولا نستطيع أن نوظف ما لدينا من إمكانات إعلامية جبارة، وأدوات فكرية مؤثرة، وقدرات عظمي في مجالات شتي، لخدمة قضيتنا الوطنية، في الدفاع عن مصرنا ضد كل من يريد بها سوءًا؟! نحن للأسف، لا نجيد سوي لغة الكلام، والتعبيرات الشائهة، والعبارات المنمقة، والصور المتردية.. أما التخطيط المحكم، والمنظم، والقادر علي الفعل، فبيننا، وبينه آلاف الفراسخ، والمسافات. مصر تحتاج لهزة قوية.. ورجة عنيفة.. توقظ فيها من لا يزالون ممتكئين علي أرائكهم.. وكأنهم جبلوا علي الصمت.. وهو صمت يقود حتمًا إلي 'هلاك مؤكد'.