أعلنت سويسرا تجميد أموال الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وكذلك رئيس كوت ديفوار لوران جباجبو الذي هزم في انتخابات الرئاسة في بلاده ولايزال مستمسكا بالسلطة. وقالت رئيسة سويسرا ميشلين كالمي "الأربعاء" إن ممتلكات وأموال الرئيسين قد تم تجميدها بقرار تم تنفيذه علي الفور. وفي فرنسا، أعلن مصدر ملاحي أن السلطات الجمارك الفرنسية احتجزت الجمعة الماضي بمطار شارل دو جول بباريس طائرة كانت متوجهة إلي تونس وعليها شحنة معدات لحفظ الأمن لحساب نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. وأوضح المصدر أن وزارة الخارجية الفرنسية تدخلت من اجل التحفظ علي هذه الطائرة التي كانت تحمل علي متنها طلبية لحساب نظام بن علي من شركة فرنسية متخصصة في تصنيع المعدات الخاصة بقوات الشرطة. من جهة اخري، عاد الزعيم المعارض التونسي منصف المرزوقي إلي بلده ليكون في مقدمة شخصيات المعارضة المقيمة في المنفي التي عادت إلي الوطن، بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي جراء موجة احتجاجات عارمة في مختلف مدن البلاد في الوقت الذي افادت فيه الانباء بأن الحكومة الجديدة ستعقد أول اجتماع لها غدا الخميس. وذكرت احدي القنوات الفضائية الأربعاء أن مشاورات تجري حاليا بين اتحاد الشغل والمعارضة لحل أزمة الحكومة. وحظي المرزوقي -الذي يترأس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المحظور- باستقبال حار، حيث احتشد نحو 200 شخص من أنصاره، ورددوا الأغاني والهتافات حين ظهر في منطقة الوصول داخل المطار. وكانت أول كلمات يقولها للحشد إن "الثورة يجب أن تستمر"، وأضاف أن "اليوم هو يوم انتصار عظيم، لأنه أصبح بإمكاني أن أكون في بلد حر". ويعتزم المرزوقي السفر إلي بلدة سيدي بوزيد '265 كلم جنوب العاصمة' لزيارة قبر محمد بوعزيزي، وهو شاب عاطل عن العمل أشعل النار في نفسه احتجاجا علي معاملة السلطات له، ثم توفي في وقت لاحق، وهو حدث أطلق موجة الاحتجاجات التي أجبرت بن علي علي التخلي عن الحكم ومغادرة البلاد. وقرر المرزوقي العودة بعد قليل من تعهد رئيس الوزراء محمد الغنوشي بإجراء انتخابات جديدة واستعادة الديمقراطية، ورفع القيود علي الأحزاب السياسية، وقال إنه يفكر في خوض أي انتخابات رئاسية مبكرة لاختيار بديل لبن علي. وكان المرزوقي فر من تونس في التسعينيات وعاد منذ ثلاث سنوات، لكنه غادر البلاد مرة أخري بعد شهرين، قائلا إنه لا يمكنه أن يعمل بسبب مضايقات السلطات. كانت الأنباء الواردة من تونس قد افادت في وقت سابق الاربعاء بأن الحكومة الجديدة ستعقد أول اجتماع لها غدا الخميس. وذكرت احدي القنوات الفضائية الأربعاء أن مشاورات تجري حاليا بين اتحاد الشغل والمعارضة لحل أزمة الحكومة. وفي مسعي لنزع فتيل الخلاف استقال الرئيس المؤقت فؤاد المبزع ورئيس الوزراء محمد الغنوشي من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي كان يتزعمه الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. لكن الاتحاد العام التونسي للشغل قال انه علي الرغم من أن هذه الخطوة ايجابية الا أنها ليست كافية لكي يعيد وزراءه الي حكومة الوحدة الجديدة. في الوقت نفسه،تظاهر مئات المواطنين بوسط العاصمة تونس قرب شارع الحبيب بورقيبة والشوارع المحيطة الأربعاء وعدد من المدن التونسية, لليوم الثاني علي التوالي, احتجاجا علي تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية التي تم الإعلان عنها أمس الأول, وذلك علي الرغم من استقالة رئيس الجمهورية المؤقت فؤاد المبزع ورئيس الوزراء المؤقت محمد الغنوشي من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي 'الحاكم سابقا' وقد تمركز المتظاهرون في منتصف شارع الحبيب بورقيبه يطالبون بحكومة تضم كل فئات الشعب "حكومة مستقلة", لا تضم أي أحزاب سياسية حتي لا يتسبب هذا في صراعات حزبية لا تتحملها الاوضاع الراهنة لتونس. وينظم المظاهرة الاتحاد العام للشغل في تونس وبعض القوي الشعبية, وقامت قوات الأمن بتطويق المتظاهرين من كل الجوانب ..كما حلقت طائرة هليكوبتر بالقرب من موقع المظاهرة , ولم تقع حتي اي اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن. وطالب المتظاهرون بحل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقا, واستقالة كل الوزراء الذين ينتمون اليه وتشكيل حكومة انتقالية لمدة شهرين او ثلاثة لتسيير أمور البلاد.