دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، كافة التونسيين إلي التضامن والتكاتف والحفاظ علي مكاسب البلاد وحماية المؤسسات الخاصة والعامة من أعمال التخريب والعنف. وأكد الرئيس التونسي، أنه مدرك تماما لمطالب الشباب التونسي الباحث عن العمل ويحس بمعاناتهم ويسمع أصواتهم وتصله رسائلهم. وقال إنه يضع التشغيل في مقدمة أولويات الحكومة، مذكرا بالتعهد الذي أعلن عنه في خطابه يوم 10 يناير 2011 بتوفير 300 ألف موطن شغل خلال هذا العام والعام المقبل، مجددا تأكيده علي تمسك الحكومة بقيم الديمقراطية وكفالتها لحرية التعبير السلمي ولحرية التظاهر السلمي وإتاحة فرص الحوار السياسي الحر حول جميع قضايا البلاد بمشاركة جميع الأطراف الوطنية. وأوضح أن الندوة الوطنية التي دعا لعقدها في شهر فبراير المقبل، ستتناول موضوع التشغيل كأولوية بالإضافة إلي الموضوعات السياسية وكل ما يتصل بتعزيز المسار الديمقراطي في تونس وتوسيع دائرة المشاركة في الحياة العامة وحرية الإعلام ومكافحة الفساد وتعزيز ثقافة وتقاليد حقوق الإنسان. كما أكد أنه أعطي توجيهاته الصارمة للجهات المسئولة بتأمين حق التظاهر السلمي وعدم استخدام العنف في مواجهة المواطنين، مضيفا أن إراقة دم أي تونسي أمر محزن جدا له شخصيا ولكل التونسيين وأنه يتعاطف ويتضامن مع كل الضحايا الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة. ودعا الرئيس زين العابدين بن علي، في ختام تصريحه، جميع المواطنين وكل الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني، إلي التوحد ضد العنف والفوضي وأعمال التخريب وإلي مساعدة الدولة في مواجهة الأقلية الشاذة التي تعمد إلي التخريب وحرق الممتلكات العامة والخاصة. كما دعا الجميع إلي الانحياز بقوة إلي خيار الحوار والتعاون من أجل المصلحة العليا لتونس. وفي نفس السياق انسحب الجيش اليوم، الخميس، من العاصمة التونسية حيث تمركزت وحدات خاصة تابعة للشرطة في وسط المدينة، غداة ليلة هادئة فرض خلالها حظر للتجول غداة الإعلان عن مقتل شاب بالرصاص في المواجهات التي وقعت مساء أمس، الأربعاء، في مدينة التضامن. وانتشرت مدرعات ووحدات التدخل التابعة للشرطة في مكان دبابات الجيش في جادة الحبيب بورقيبة وقرب ساحة برشلونة علي مقربة من محطة كبيرة لقطارات الضواحية الجنوبية والترامواي. وعلي صعيد أخر أعربت كندا عن قلقها من تطورات الأوضاع الداخلية في تونس، علي خلفية المظاهرات التي اجتاحت الشوارع التونسية، والتعامل الأمني معهم. وقال لورانس كانون، وزير الشئون الخارجية الكندي "إن كندا قلقة من تدهور التظاهرات السلمية في تونس إلي عنف علي نطاق واسع. ونشعر بقلق خاص من قبل تقارير عن أعمال عنف خلال التجمعات العامة، حيث قتل كثير من الناس، وجرح آخرون واعتقل عدد كبير". وأضاف كانون أن "كندا تحث السلطات التونسية علي كبح قوات الأمن التابعة لها ، والدخول في حوار مفتوح مع المجتمع المدني للبحث عن حلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها البلاد "، مشيرا إلي أن بلاده تعتقد بأن احترام حقوق الإنسان والديمقراطية ضروريان لضمان السلام والرخاء والأمن في تونس.