أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن العلاقات المصرية الإماراتية ليست وليدة اليوم، فمصر كانت في مقدمة المعترفين بنشأة اتحاد الامارات في عام 1971، وبالمثل كانت في مقدمةِ الداعمين لثورة 30 يونيو، تلك الثورة التي أَعلنت عن زوال ليل الجهل والتخلف والرجعية، وبزوغ فجر التقدم والاعتدال والحداثة. وأضاف، خلال اللقاء الذي نظمه نادي دبي للصحافة، بحضور نخبة كبيرة من الصحفيين المصريين والإماراتيين، أن نصر أكتوبر المجيد، سيظل أحد الشواهد العظيمة، لمساندة الامارات العربية الشقيقة لمصر، وهو خير دليل لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول الشقيقة. فالمصريون سيظلون يُقّدرون جيلاً تلو الجيل بكل اعتزاز وتقدير، الدور العظيم الذي قام به المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طَيّب الله ثراه، في مساندة جيش مصر في تحريرِ الأرض، واستردادِ الحق المغتصب. وقال: لن ننسي جُملته الشهيرة : إن 'النفط العربي ليس أغلي من الدم العربي ولكل شيء قلب وقلب الأمة العربية هو مصر'. ولن ننسي قراره برهن نفط دولته لتوفير السلاح للجيش المصري، كما لن ننسي دعمه التنموي بعد الحرب، ولسوفَ تظلُ مدينة الشيخ زايد في مصر، وغيرها من المشروعات العملاقة كترعة الشيخ زايد، خير شاهد علي حبِ الفقيد لمصر وشعبها. واستطرد: أودُ أن أنتهزَ هذه المناسبةِ، لأُعرب عن عميق شكري، وخالص تقديري، لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لما يحرص عليه من دعمٍ لمصر، ومساندةٍ للإرادةِ الحرةِ لشعبِها، فلسوف تظلُ مصرَ دولةً وشعباً، تذكر موقِفَهُ النبيلَ والمشرف ومن ورائه شعبه الأصيل في دعم ثورة 30 يونيو. وأضاف رئيس الوزراء: دعوني أردد معكم ما أكده السيد رئيس الجمهورية في أكثر من مرة، بأن أمن الخليج خط أحمر، لا ينفصل عن الأمن القومي المصري، فارتباطُ مصر بمحيطها الخليجي، ارتباطٌ لا انفصام فيه، وأمرٌ حتمي لا مناص عنه. وأشار المهندس إبراهيم محلب إلي إن الدور الحيوي الذي تقوم به دولةُ الاماراتِ الشقيقةِ اليوم، من أجل دعم الاقتصاد المصري، ومساهمتها المُقَدّرة في عمليةِ النهوضِ بالاقتصادِ المصري في هذه المرحلةِ الفارقة، لن ينساهما كل مصري ومصرية، وسيُكتَبان بمداد من نور في تاريخ العلاقات بين البلدين. فدعم الإمارات الشقيقة لمصر والمشروعات التي تُشارك فيها، لا يقتصر علي قطاع معين، بل يمتد لجميع المجالات، الصحية : مثل إنشاء مستشفي الشيخ زايد آل نهيان بمنشأة ناصر، وإقامة الوحدات الصحية بالقري الأكثر احتياجاً، وتطوير خطَي إنتاج الأمصال واللقاحات. والسكنية : مثل إقامة وحدات سكنية. والتعليمية : مثل بناء المدارس. والزراعية : مثل بناء الصوامع. والتجارية : مثل تدشين مشروع التدريب من أجل التشغيل، وإعداد دراسات مالية واستراتيجية لبعض المشروعات، ودعم مشروعات للأزهر الشريف. والبنية الأساسية : مثل استكمال إنشاء شبكات الصرف الصحي والإنارة بعدد من القري. والنقل : مثل تطوير مزلقانات خطوط السكك الحديدية، وإقامة الكباري، وتوفير أتوبيسات لهيئة النقل العام. وغيرها من المجالات التي تمس حياة المواطن، مما يجعلها حاضرة معه في كل لحظة. وأكد أن الشعب المصري العظيم لا ينسي أبدا من يقف بجانبه ويسانده، من الممكن أن ينسي من لم يقف بجواره، ولكن من يبعد عن مصر كثير من الاحيان يكون هو الخاسر. وقال إن العلاقة بين البلدين تطورت لتصبح علاقة مصير واحد، وهذا هو الوقت لجمع شمل اللحمة العربية، ككل، فالهجمة شرسة، والمخطط كان أن يتم زعزعة دولة تلو الاخري، في خطة محكمة لتفكيك الدول العربية، استراتيجية مبنية علي الهدم، ولولا ستر الله، وارادة الشعب لكانت مصر ستلقي مصير جيرانها، ولو وقعت مصر في المخطط كانت المنطقة كلها ستتغير، واليوم هناك موجة قوية، وسعي دائم للمساندة في مرحلة في منتهي الحساسية والدقة. وردا علي سؤال عن الدور الواجب القيام به لتصحيح صورة الإسلام في هذه المرحلة، قال: علينا دور مضاعف، حيث نريد ان نُفهم ديننا لغير المسلمين، هذه مسئوليتنا، وسنحاسب لأننا لم ندافع عن ديننا، ضد من أساء لصورة الدين الاسلامي، وربطوه بالارهاب، وهو أبعد ما يكون عن ذلك، هذه رسالة كبيرة للدفاع عن ديننا، وهذه المعادلة الصعبة الاعلام له دور كبير فيها، كيف ندافع عن ديننا، وكيف نعلم النشء الدين الصحيح. وقال: الاعلام، والثقافة، والتعليم عليها دور كبير، ونحن كدولة علينا دور ايضا في الدفاع عن شعوبنا من التطرف والالحاد والارهاب، وهذه دعوة للاعلام كيف نستطيع ان نوصل رسالة للداخل والخارج أن الاسلام ليس داعش، ولا قطع الرقاب، ولا الارهاب، وسنحاسب ان لم نقل قول الحق، وعلي الاعلاميين ان يحملوا هذه الرسالة. من جانبه نقل الدكتور سلطان الجابر، وزير الدولة الاماراتي، تحيات الامارات قيادة وشعبا للمصريين، مشيرا الي ان العلاقة بين البلدين بنيت علي اسس متينة، ولها دعائم قوية، وهناك اتفاق واضح وصريح علي اهداف الامتين. وقال: في لقائي مع الرئيس السيسي لمست مصر الجديدة، رأيت روحا جديدة، طموحا، املا مبنيا علي أسس جد وصدق في العمل البناء الجاد، وطاقة ايجابية، رأيت حبا متبادلا بين الرئيس والجانب الاماراتي، وهذه هي المعادلة التي كان ينتظرها الوطن العربي. وخاطب الاعلاميين بالبلدين قائلا: عليكم مسئولية كبيرة في نشر الوعي والثقافة، والفكر الصحيح، والبعد عن التطرف، والالتزام بالمعايير المهنية، مشيرا الي انه لا يوجد امامنا سوي النجاح. وعن المشروعات التنموية الاماراتية، التي يتم تنفيذها في مصر، قال: المعايير التي تم بناء عليها اختيار هذه المشروعات كان الهدف منها ان تصب في مصلحة المواطن المصري البسيط، وان تكون الاستفادة من هذه المشروعات في اسرع وقت. وقال: هناك شواهد علي ان القطاع الخاص في مصر له دور كبير في التنمية، ونري ان هناك فرصا واعدة، من خلال خطة اقتصادية طموحة تعمل عليها الحكومة المصرية، من خلال قوانين ومحفزات تجذب المستثمرين، المصريين والاماراتيين، وعلينا النظر بجد في الفرص الاستثمارية الواعدة، وان تكون هناك شراكة بين مستثمري البلدين.