مما لا شك فيه أن الإعلام بشتي صوره يُعد المرآة الحقيقية التي تعكس حركة المجتمع ويعبّر عن مشكلاته وطموحاته بشرط أن تتوافر فيه المصداقية .. وإذا كان الإعلام المركزي يلتقط صور المجتمع بكاميرا عن بُعد فإن الإعلام المحلي هو الأقدر علي إلتقاط الصورة بعدسة الزووم المكبرة وخاصة إذا كان هذا الإعلام مرئياً لأن تأثيره في سلوكيات المجتمع كبير جداً من حيث إقتحامه حياتنا ودخوله حتي غرف نومنا .. قررت عمل تحقيق إستقصائي تحت عنوان القناة الثامنة في عيون المشاهدين بعد قراءتي لخبر يقول أن هناك لجنة من شبكة القنوات الإقليمية في ماسبيروا قامت بزيارة للقناة الثامنة بأسوان للوقوف علي مدي الإمكانيات الفنية والتقنية الحديثة التي تؤهل القناة للعودة للبث علي النايل سات ففوجئت هذه اللجنة بأن القناة تعمل بلا إمكانات تذكر لدرجة أن العاملين بقسم الأخبار قاموا بشراء جهاز كمبيوتر علي نفقتهم الخاصة لمتابعة الأخبار والأحداث المحلية !! كما أبدت اللجنة إندهاشها من عدم تشغيل بعض الأجهزة الفنية الحديثة والتي تم إرسالها للقناة منذ عدة شهور وتعطل بعضها عن العمل بسبب عدم وجود كوادرهندسية مؤهلة لتشغيل وصيانة الأجهزة والمعدات الحديثة !! كان هذا هو الخبر وبين أيديكم الآن التحقيق : يري الأستاذ أحمد طه النقر الكاتب الصحفي بالأخبار : أن القناة الثامنة لم تؤد دورها الأساسي وهو بحث مشكلات الإقليم بصورة عصرية متميزة بل علي العكس أصبحت برامجها مكررة تزيد من تسطيح وتهميش وعي المواطن الصعيدي ولم تكن لسان حال المواطنين بل كانت لسان حال المحافظين والمسؤلين الذين يحاولون دائماً تجميل الصورة ووضعها أمام أعيننا علي غير حقيقتها وكأن العاملين بالقناة أصبحوا مكاتب للعلاقات العامة بالمحافظات .. أما الأستاذ عبدالمنعم رغيب ' باحث إجتماعي ' فيري أنه في ظل هذا الفيضان الهادر من القنوات الإعلامية التي تنزل علينا عبر الفضاء فإنه يجب علي القائمين بإدارة القناة الثامنة بإعادة التفكير في الرسالة الإعلامية تقنية ومضموناً فوسائل الإعلام ليست ترفاً بغرض الترفية والتسلية وإضاعة الوقت وإنما مهمتها نشر مفاهيم التنمية والتعليم والثقافة وتنمية الوعي وإذكاء الحوار البناء الراقي وترسيخ القيم والأخلاق الفاضلة وتبني مشكلات الناس وآمالهم وآلامهم بشئ من الجرأة والحقيقة حتي تحظي بالمشاهدة والمتابعة. حمدي قاسم ' فني بالقناة الثامنة ' كنت أتمني أن تطرحوا سؤالاً هو : كيف تؤدي القناة الثامنة دورها في ظل فقر الإمكانيات والموارد ؟! فالقنوات الإقليمية عموماً تفتقد لأبسط المعدات الإعلامية ومع هذا فنحن – القناة الثامنة – حصدنا أكثر من جائزة في مهرجانات الإذاعة والتليفزيون ' برنامج كنوز نوبية ' ونجحنا في إظهار العادات والتقاليد الأصيلة والعريقة التي تخص الصعيد بالإضافة إلي ذلك سلطنا الضوء إلي نبذ العادات السيئة مثل الثأر والعصبية وغيرها. الأستاذ محمود محمد محمود 'مدرس' يقول إن معدي البرامج في القناة الثامنة في حاجة إلي جملة من الأفكار الجديدة المستوحاة من البيئة الصعيدية الجنوبية .. لأن معظم برامجها مأخوذة من القنوات الرئيسية والفضائية فصارت مسخاً مشوهاً لهذه القنوات ولم تعبر عن واقع إقليمها بشكل جيد . وأضاف الأستاذ أحمد الملك المدير العام لجريدة أخبار طيبة المحلية بالأقصر بأن العالم اليوم لا يقتنع إلا بالخطاب الأكثر تأثيراً والبيان الأكثر سحراً والتحكم الأكثر تقنية والقناة الثامنة تعيش فوق برج عاجي ولا علاقة لها بالعالم .. في الختام نرجو من القائمين علي القناة الثامنة قراءة وتحليل هذا التحقيق الذي يحمل نقداً شديداً لآداء الثامنة لعله يمثل تحدياً لتحقيق آمالنا في إزدهار لؤلؤة الجنوب و تصبح جديرة للصعود للفضاء مرة أخري ..