لم يفت الدبلوماسيون الامريكيون في برقياتهم التي تم تسريبها عبر موقع ويكليكس الشهير التعليق عن كل شاردة وواردة في العالم العربي، فبعيدا عن السياسة ولباس الرؤساء العرب واشاراتهم وملامحهم تحول الدبلوماسيون الي نقاد سينما واعلاميين وتحدثوا عن اثر الاعلام الامريكي والسينما في حرف السعوديين عن التطرف ومساعدة السلطات في حرب الافكار. ومن اهم التقارير التي تكشف عن دور الاعلام السعودي في تمرير اجندة امريكا تقرير اعدته قنصلية جدة بناء علي اقوال مخبرين قولهم ان القنوات الفضائية السعودية التي تعرض برامج ومسلسلات درامية امريكية من مثل 'نساء يائسات'، وبرنامج 'ليت شو ويذ ديفيد ليترمان'، و'فريندز'' تؤثر علي الشباب السعوديين وتقنعهم من اجل التخلي عن العنف اكثر من ملايين الدولارات التي تنفقها امريكا في مجال الدبلوماسية العامة. ويقول تقرير ان البرامج الامريكية لا تتعرض للرقابة لانها تنقل عبر الفضائيات وبترجمة عربية خاصة 'ام بي سي-4'. ويقول التقرير ان البرامج يسمح بها كجزء من 'حرب الافكار' التي تقوم بها المملكة ضد العناصر المتشددة. ويقول التقرير الذي حمل عنوان 'ديفيد لترمان: عامل تأثير' فالبرامج تركت تأثيرا اكثر من تأثير قناة 'الحرة' التي انفقت عليها امريكا الملايين. ويقول التقرير ان جاذبية ممثلين من مثل ايفا لونغوريا وديفيد شويمر وجنيفر انيستون ناجحة تجاريا اكثر من التلفزيون الدعائي الامريكي 'الحرة' والتي كلفت دافع الضرائب الامريكي 500 مليون دولار. وينقل التقرير عن مسؤوليين اعلاميين سعوديين كبيرين في مملكة الاعلام السعودية قولهما 'ان الامر هنا يتعلق بحرب الافكار والبرامج الامريكية علي ام بي سي وروتانا 'القناة التي يملكها روبرت ميردوخ' تعمل علي كسب الناس العاديين في السعودية بطريقة لم تتمكن فيها الحرة وغيرها من الدعاية الامريكية عمل ذلك'. ويقول التقرير ان 'السعوديين مهتمون بالتعرف علي العالم الخارجي وكل واحد يريد الدراسة في امريكا ان كان باستطاعتهم ذلك، ومنجذبون للثقافة الامريكية بطريقة لم تسجل من قبل'. ويقول تقرير ايار 'مايو' 2009 ان شعبية القنوات واسعة لدرجة ان روتانا تبث اخبار شبكة فوكس نيوز القناة اليمينية المتطرفة التي دعمت بقوة التدخل العسكري في الشرق الاوسط'. واخبر الدبلوماسيون الامريكيون واشنطن ان موضوعات معينة في السينما الامريكية وتجذب السعوديين: البطولة والاخلاص في مواجهة الفساد 'مثل جورج كلوني في مايكل كلايتون'. وافلام تدعم السلوكيات من مثل 'تلك الدراما التي تصور زوجا امريكيا يعتني بزوجته التي تعاني من الادمان علي الكحول، حيث تقوم بتكسير السيارة وادوات المطبخ عندما لا تقوم بالاعتداء عليه وعلي الاولاد'، ويحبون افلاما تصور احترام القانون فوق ملاحقة المصالح الشخصية 'ال باتشينو وروبن ويليامز في انزومينيا'.