استطاعت عناصر الدولة الإسلامية المزعومة والمسماة بداعش السيطرة علي مناطق واسعة في شمال وغرب العراق ومنها محافظة نينوي، وصلاح الدين، وديالي والأنبار، وكركوك ثم مؤخرا قيامهم بعمليات إرهابية استطاعوا خلالها السيطرة علي مدينة الموصل وقراها بعد انسحاب القوات العراقية التي كانت متمركزة، ثم تفوقهم علي قوات البشمركة الكردية واستيلائهم علي القري العراقية كشنكال وقتلهم لأهالي المنطقة وبخاصة الأقليات الدينية من مسيحيين ويزيديين وشيعة وأكراد ومطاردة الهاربين بجبال سنجار، مما يرجح بارتكاب مجازر جماعية في تلك المنطقة ما لم تتدخل القوات العراقية والدولية لوقف ذلك، وقد كشفت جمعية الهلال الأحمر العراقي بالأمس من حصولها علي معلومات تفيد بقيام تنظيم داعش باقتياد نساء من المسيحيين واليزيديين من أهل الموصل إلي مكان مجهول يرجح أنه مطار تلعفر لبيعهن كسبايا والزواج منهن بالإكراه وفق مفهوم نكاح الجهاد الذي تتبناه الجماعات الإرهابية، مع قتلهم للكثير من الرجال وتسببهم في موت الأطفال والعجائز الذين فروا إلي المناطق الجبلية في ظروف صعبة وهو ما يشكل جريمة ضد الإنسانية وحقوق الإنسان. وما يؤكد صحة ذالك هو إعلان النائبة الكردية في البرلمان العراقي قيان دخيل التي أعلنت بالأمس أن 500 من نساء سنجار احتجزن كسبايا من قبل تنظيم داعش الإرهابي بمطار تلعفر وتم عرضهن علي المقاتلين للزواج أو سعيهم لبيعهن كسبايا لصالح تمويل تنظيم داعش وهي جرائم لم تعهدها الإنسانية من قبل الأمر الذي يتطلب موقف دولي حاسم لا يعتمد علي مجرد الإدانة من جانب الدول العظمي التي تقف وراء انتشار ظاهرة الإرهاب في بعض الدول العربية والأفريقية مما يتطلب التدخل السريع لإنقاذ المدنيين الضعفاء والعزل من تلك الجرائم والمجازر التي يتعرضون لها من قبل الإرهابيين. وبنفس النسق فقد سبق وقام تنظيم إرهابي مشابه في نيجريا وهو تنظيم بوكو حرام في شهر إبريل الماضي باختطاف 200طفلة من إحدي المدارس بمدينة شيبوك شمال نيجريا إلي أماكن مجهولة من أجل بيعهن وتزويجهن قصرا وسط صمت العالم الذي لم يتحرك بشكل إنساني وأخلاقي تجاه حقوق النساء بالعالم رغم ما تتشدق به مؤسساتهم وهيئاتهم الأممية ليل نهار بخصوص تلك الحقوق الأمر الذي يعتبر نقطة سوداء علي جبين الدول العظمي التي تظهر بالعالم علي أنها راعية الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في الوقت الذي تصبح فيه السبب الرئيسي وراء انتشار تلك التنظيمات الإرهابية التي تصدر الإجرام والشر إلي هذا العالم