أكد مصطفي عثمان وزير الاستثمار السوداني أن الحكومة السودانية واثقة من أن مصر تستعيد حاليا استقرارها وتستعيد ريادتها في المنطقة، متوقعا أن تسير الأمور إلي الأفضل. وأشار السيد عثمان، في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين، عقب لقائه مع وزير الخارجية سامح شكري، إلي أن مباحثاته مع الوزير شكري تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين التي وصفها بأنها 'إستراتيجية'، وأوضح أن العلاقات الإستراتيجية لابد من تحويلها إلي مشروعات عملية تخدم البلدين والشعبين. وأكد الوزير السوداني أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للسودان فتحت الباب واسعا للتنسيق في كل المجالات، وكذلك التنسيق علي المستوي الإقليمي والعالمي، وأن هناك قضايا كثيرة مشتركة بين البلدين تحتاج إلي المزيد من التنسيق بين البلدين، وأن لقاءات الرئيس السيسي مع القيادة السودانية ورئيس الوزراء الإثيوبي فتحت التعاون الإقليمي بما ينعكس علي الاستقرار في المنطقة. وأضاف أن الفترة المقبلة ستشهد لقاءات مكثفة بين الوزراء المختصين في الحكومتين المصرية والسودانية لتحويل هذه العلاقة لمصلحة الشعبين والبلدين والمنطقة العربية، وشدد علي أن زيارة الرئيس السيسي للسودان كانت زيارة مهمة جدا في وقت مهم وفتحت المجال واسعا ليغطي كاف المجالات السياسية والإقتصادية واستثمار التعاون في القضايا التي تهم المنطقة، مؤكدا أن الرئيس السوداني عمر البشير سيزور مصر في وقت لاحق لاستكمال المباحثات. وحول الاستثمارات المصرية، قال الوزير السوداني إن الاستثمارات المصرية المنفذة حاليا علي أرض الواقع في السودان، تقدر بنحو مليار دولار وأن المصدق منها يصل إلي نحو 15 مليار دولار والتي لم تنفذ بعد، وأعرب عن أمله في أنه من خلال التنسيق الثنائي في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والتجارة يستطيع أن نستفيد من هذه الاستثمارات. وردا علي سؤال حول الطريق البري شرق النيل، أجاب وزير الاستثمار السوداني أنه سيتم افتتاحه خلال الشهر الجاري وسيكون خطوة كبيرة لتيسير حركة التجارة بين البلدين، وأن الطريق الغربي، كاد يكتمل وسينتهي خلال شهرين أو ثلاثة أشهر علي أقصي تقدير، حيث سيتيح الفرصة لسير الشاحنات من مدينة الإسكندرية إلي 'كيب تاون' بإفريقيا، حيث يعد طريقا إستراتيجيا. وفيما يتعلق بقضية سد النهضة، أكد الوزير السوداني أن مصر والسودان يعدان طرفين في اتفاقية عام 1959، وأن لقاء رئيس الوزراء الإثيوبي مع الرئيس السيسي أزال الكثير من الجمود وفتح المجال واسعا أمام التعاون، وأن الموضوع ليس مواجهة من جانب مصر والسودان، ضد إثيوبيا وإنما تعاون ثلاثي ينعكس علي المنطقة بأكملها.