رغم المفاجآت العديدة والمنافسة الشرسة التي تشهدها بطولة كأس العالم 2014 لكرة القدم المقامة حاليًا بالبرازيل، فرض شهر رمضان المعظم نفسه بقوة ضمن أبرز الموضوعات التي تشغل بال كثيرين من المشاركين في البطولة والمتابعين لها. ومع تواجد عدد كبير من اللاعبين المسلمين ضمن المنتخبات المشاركة في المونديال البرازيلي، أصبح موقف هذه الفرق من صيام لاعبيه وموقف اللاعبين أنفسهم من الأمور التي تفرض نفسها بقوة علي المونديال. وتتزامن غرة شهر رمضان، اليوم السبت، مع انطلاق فعاليات دور الستة عشر للبطولة، والتي يعتبرها كثيرون البداية الحقيقية للبطولة. ولكن مايزال الموقف من صيام شهر رمضان غامضًا بالنسبة لكثير من اللاعبين، بل إن موقف بعض اللاعبين قد يدخله في دوامة من الخلافات مع فريقه أو مدربه. ويأتي المنتخب الجزائري في صدارة الحديث لأنه الفريق الذي يضم أكبر عدد من اللاعبين المسلمين من بين الفرق المشاركة في دور الستة عشر بعد خروج المنتخب الإيراني صفر اليدين من الدور الأول للبطولة، كما خرج المنتخب البوسني من الدور الأول. ويسود الغموض موقف المنتخب الجزائري من صيام رمضان رغم التقارير التي تشير في مجملها إلي وجود انقسام بالفريق بين مؤيد لضرورة الصيام والحفاظ علي الفريضة وغير مؤيد يري أن اللاعبين في مهمة وطنية، وأن طبيعة المنافسة الصعبة في البطولة يمثل مبررًا كافيًا للإفطار. وذكرت صحيفة 'الهداف' الجزائرية الرياضية علي موقعها الإلكتروني، أن المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش كان متفهمًا للاعبيه الذين أرادوا أن يصوموا طيلة الأيام التي سيقضونها في البرازيل خلال الشهر الكريم. وكشفت الصحيفة أنه قال للاعبيه 'صوموا في الأيام العادية التي ستكتفون فيها بالتدريبات وأفطروا يوم نواجه ألمانيا'، حيث يلتقي المنتخب الجزائري نظيره الألماني بعد غد الإثنين في دور الستة عشر للبطولة. وأشارت الصحيفة إلا أن خليلودزيتش نصح اللاعبين بالإفطار يومها، ولم يصدر قرارًا إجباريًا يلزمهم بالإفطار. ولكن عدد كبير من اللاعبين، وفي مقدمتهم عبد المؤمن جابو نجم الفريق، أكد علانية أنه يرفض الإفطار ويصر علي الصيام لأنه لا يري ما يمنعه، حيث يستطيع اللعب جيدًا وهو صائم. ورفض خليلودزيتش الحديث مع الإعلاميين بشأن صيام لاعبيه في شهر رمضان، خلال مشاركتهم في البطولة، مؤكدًا أنه يرفض الحديث عن هذا الأمر تمامًا، وذلك في المؤتمر الصحفي عقب التعادل '1/1' مع نظيره الروسي في ختام مباريات الدور الأول. وقال خليلودزيتش، خلال المؤتمر، 'نحن هنا للحديث عن كرة القدم وليس للحديث عن الإسلام وعن شهر رمضان أو الصيام'. كما لم تعلن المنتخبات الأخري التي تضم لاعبين مسلمين ضمن صفوفها، مثل فرنسا وألمانيا ونيجيريا، موقفها بشكل واضح ويبدو أنها تركت لللاعبين، حرية اتخاذ القرار. وبينما رفض كثير من لاعبي هذه المنتخبات الكشف عن قرارهم، أعلن بعض اللاعبين عن موقفهم صراحة، وسبق للمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة أن أكد حرصه علي الصيام حتي في أيام المباريات مثلما يفعل خلال مسيرته مع ريال مدريد الأسباني، وفي المقابل، أكد فريق آخر ومنهم اللاعب الألماني مسعود أوزيل، أنه يفضل الإفطار لأن عمله يتطلب هذا ولأنه لا يستطيع الأداء بنفس القوة خلال فترة الصيام، لاسيما وأن مباريات المونديال تقام في نفس توقيت الصيام، علمًا بأن موعد الإفطار في البرازيل يكون بعد الخامسة والنصف بالتوقيت المحلي. تجدر الإشارة إلي أن مباراتي بعد غد الإثنين يشارك فيهما العدد الأكبر من اللاعبين المسلمين في دور الستة عشر، حيث يلتقي المنتخب الجزائري نظيره الألماني في بورتو أليجري ويلتقي المنتخب الفرنسي نظيره النيجيري في العاصمة برازيليا. وتتمتع المدينتان بطقس معتل يميل للبرودة في بورتو أليجري، مما يجعل مهمة اللاعبين الصائمين أكثر سهولة، مما هي عليه في مدن أخري تتسم بالحرارة الشديدة.