استقبل خط نجدة الطفل فجر أمس استغاثة من أحد المواطنين الشرفاء، يفيد بعثوره علي طفلين بأحد أحياء الجيزة يبلغان من العمر ما بين عامين ونصف وأربع أعوام، وهما موجودان بدون أي مرافق أو رعاية، فاصطحابهما إلي قسم شرطة الجيزة وتم تحرير محضر بالواقعة رقم 9504 بتاريخ 10/6/2014 الساعة 4.30 فجرأمس '، ولكنه فوجيء من الضابط بان وضع الطفلين داخل أحد غرف الحجز مما أصاب الطفلان بالذعر، علي الفور تقدم المواطن ببلاغ علي خط نجدة الطفل16000، وأبلغ عن الواقعة بكل تفاصيلها. وفور تلقي البلاغ تم توجيه اخصائي اجتماعي إلي قسم شرطة الجيزة لمتابعة حالة الطفلين وضمان حسن معاملتهما داخل القسم، وقد استمر الاخصائي بصحبة الطفلين حتي تم عرض المحضر علي النيابة وتم اصدار قرار نيابة بايداع الطفلين باحد دور الرعاية، وفور استلام قرار النيابة اصطحب اخصائي خط نجدة الطفلين إلي احد دور الرعاية الشريكة بخط نجدة الطفل، حيث تم التنسيق مع الدار من خلال المركز الرئيسي لخط نجدة الطفل. وتم استقبال الطفلين بمقر دار الاقامة كما تم توقيع الكشف الطبي عليهما لضمان سلامة بدنيتهما كما تم تنظيفهما وصرف ملابس جديدة لهما وتقديم الطعام ومن جانبها.. صرحت الدكتورة عزة العشماوي أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، بأن الطفلين ليسا من أطفال شوارع كما يتبين من مظهرهما ولكنهما ربما يكونا ضحايا تفكك أسري أو انهما تائهان من أسرتهما، لذلك سيتم عمل نشرة بصورهما داخل كافة أقسام الشرطة لمطابقة أوصافهما مع أوصاف الأطفال المبلغ بفقدانهم. وأشارت الدكتورة عزة العشماوي إلي أن هذا البلاغ فجر أمامنا مجموعة من التحديات التي تقف عائقا أمام تقديم الحماية والرعاية للأطفال في حالات الخطر، أهمها عدم قيام الأسرة بالرعاية اللازمة لاطفالها مما يعرضهم لمثل تلك الحوادث والتي تجعلهم فريسة سهلة أمام مافيا الاتجار بالأطفال واستغلالهم، وأن بعض أقسام الشرطة لازالت تتعامل مع قضايا الأطفال المعثور عليهم وكانهم متهمين فلا يوجد لديها مكان لاستقبالهم سوي مقر الحجز، كما أنه لابد من بقاء الأطفال بمقر القسم لحين العرض علي النيابة مهما استغرق ذلك من وقت الأمر الذي يعرض الأطفال للاجهاد والانهاك النفسي، كما أن دور الرعاية التابعة للجمعيات الأهلية في هذه الحالة ترفض قبول الطفل دون الحصول علي المحضر الرسمي من قسم الشرطة. وأكدت الأمين العام، 'أن المجلس يبذل جهود مضنية لحماية أطفال مصر ولكننا نحتاج دائما إلي التعاون والتكاتف من كافة أجهزة الدولة لتيسير الإجراءات في هذا الشأن، فاذا كنا اليوم والامس تمكنا من انقاذ بعض أطفالنا من خطر الوقوع ضحية لعصابات الاتجار بالأطفال لكننا سوف نتمكن غدا من انقاذ جميع أبنائنا ولكن لن يكون ذلك إلا من خلال تعاون جاد من كافة الجهات المعنية'. وطالبت من الأسر التي تتعرض للتفكك وعدم قدرة الوالدين الاحتفاظ بالأبناء بضرورة التوجه بهم إلي أحد مؤسسات الرعاية لتسليمهم بدلا من تركهم في الشارع فريسة لعصابات الاتجار بالبشر.