في حوار اجراه موقع الامارة طالبان اكدالشيخ مولوي عبدالكبير عضو الشوري القيادي لإمارة أفغانستان الإسلامية وقائد التنسيق في الولايات الشرقيةان اي سلام في ظل تواجد القوات الأجنبية شائعات السلام والمفاوضات دعاية جوفاء ، ولا أصل لها. * أعلن كبير إدارة كابل كرزاي في الأونة الأخيرة قائمة بأسماء 69 أعضاء ما يسمي بمجلس السلام العالي، بتركيبة خليط من قادة الأحزاب السابقة، وتضم علاوة علي بعض الوجوه المشهورة عدداً من المسؤولين السابقين في إمارة أفغانستان الإسلامية، كيف تنظرون إلي أهمية هذا المجلس وتأثير أعضائه ودورهم في جانب الصلح والسلام؟ ** المجالس والمحاورة تعد من الأصول والتقاليد لدي الأفغان من أجل حل المنازعات والمشاكل الداخلية، لكن ليس من خلال هذا المجلس المعلن حالياً؛ لأن هذا المجلس كون من أجل مصالحهم وأهدافهم الخاصة ، وإلي حد كبير أعضاءه أناس يساندون الأمريكيين، وإن كانوا يتباهون بأنهم قادة الجهاد وشخصيات جهادية ، لكن بما أنهم الآن واقفون إلي جانب الاحتلال الأمريكي ؛ فلا حيثية ولامكانة لهم كما كانوا يتمتعون بها أيام الجهاد ضد الروس. وهكذا هؤلاء بضعة أشخاص المحسوبون علي الإمارة الإسلامية الذين لهم العضوية في ما يسمي بمجلس السلام؛ فهم لن ينوبوا الإمارة الإسلامية أبداً، بل هم أنفسهم تحت مراقبة وأسر الأمريكيين. * بما أنكم تردون كل مبادرة للسلام وتجيبونه بالنفي، وتصرون علي الجانب العسكري، ألا تعتقدون بأن هذا يدل علي ضعفكم نوع ما في الجانب السياسي؟ ** يكون السلام والصلح ممكناً في أفغانستان بأن يضمن في نتيجته خروج القوات الأجنبية المحتلة ، ويتهيأ المناخ لإقامة نظام إسلامي في البلد ، وتحقيق هذا الهدف غير منظور وغير ممكن في ظل تواجد القوات الأجنبية. *لاشك في أنه إبان حكم إمارة أفغانستان الإسلامية دارت معارك عنيفة في الجانب الشمالي من مدينة كابل، وكذلك في عدد من الولايات في شمال البلد، وقد قتل آلاف الأفراد في الجانبين، وتم أسر وإيذاء أعداد مماثلة، فبطبيعة الحال قد لايكون جو الثقة بينكم وبين أهالي الشمال قوي في الوقت الحاضر أيضاً، ولربما لم تضع نقطة النهاية لتلك المتاعب والمنازعات الحاصلة نتيجة المعارك. فهل اتخذتم خطوات لحل تلك المشاكل، وإيجاد جو من الإعتماد، أم تنوون إتخاذها في الوقت الحاضر؟ ** هذا الأمر واضح وضوح الشمس بأن الإمارة الإسلامية لم تكافح باسم القومية ، واللغة والمنطقة والأثنية، ولم تقاتل أحداً لتلك الأمور، إن الإمارة الإسلامية إبان حكمها السابق كان في عضويتها جميع شرائح البلد ولهم مشاركة وحصة فيها بما فيه الشمال، والآن أيضاً توجد فيها تشكيلات جهادية لكل ولاية من الشمال إلي الجنوب ومن الشرق إلي الغرب وللجميع سهم ومشاركة فعالة فيها ، وما ذكرتم من المشاكل والمتاعب إبان حكم الإمارة في شمال البلد، يجب أن نقول في عبارات واضحة بأن الإمارة الإسلامية لم تقاتل أهالي الشمال، ولم تكن لها عداوة مع أحد باسم المنطقة واللغة، بل كانت القتال مع من كان سداً ومانعاً في سبيل أهداف الإمارة الإسلامية النبيلة وهي الأمن والسلام الشاملين في كافة ربوع البلد ، وإقامة النظام الإسلامي فيه، وهذا المانع والسد إن وجد في الجنوب تم قتاله ومكافحته بنفس الطريقة. إن إمارة أفغانستان الإسلامية تنظر إلي جميع أقوام البلد وأطيافه بنظرة واحدة، وتأمل من جميع أفراد الشعب بمن فيهم أهل الشمال المتدينين بأن يملؤوا أكثر فأكثر خنادق الجهاد وثغوره ضد العدو المحتل ويفضحوا ويبطلوا دسائس الإعداء العلنية والخفية. * في رسالة بمناسبة تهنئة عيد الفطر السعيد المنصرم لسماحة الملا/ محمد عمر'مجاهد' علاوة علي النقاط الطيبة، فيها إشارة إلي كيفية تكوين النظام ومشخصاته، ومن تلك النقاط إسناد العمل إلي أهله، وتفعيل نظام الشوري ، لو تفضلتم إلقاء الضوء علي ماهية مشخصات أهلية العمل في اطار الإمارة، بمعني هل يمكن رؤية الأهلية وقبولها علاوة علي طلاب العلم الشرعي ورجال الدين في العلوم العصرية واللياقة التخصصية؟ ** في حكم الإمارة الإسلامية السابق أيضاً لم تضع من الحسبان مشاركة الأشخاص المتخصصين، بل فقط في بعض المناصب العليا من الدوائر، وظفوا العلماء الكرام وطلاب العلم، أما بقية الموظفين في تلك الدوائر جميعهم من الناس المتخصصين الذين كانوا يقمون بالخدمة، ولاشك بأن الإمارة الإسلامية إن وصلت إلي الحكم مرة أخري بنصرة من الله العلي القدير، سوف تولي إهتماماً كبيراً لإدخال الكوادر والرجال المتخصصين في إطار الإمارة وتوظفيهم لسير الأمور في أحسن الوجه. وحول هذا الجزء من السؤال هل أنتم ترون دائرة الأهلية في الإمارة فقط في طلاب العلم الشرعي، او الدراية الدينية!! أقول، ليس الأمر كذلك، بل الأصل الأهم هو الأهلية والتقوي في العمل ، ومن وجد فيه هاتين الصفتين فهو الأهل والإختيار الأنسب في إطار الإمارة. * لاشك بأن أي نظام يصل إلي الحكم في أفغانستان، من أجل أن يبقي مستحكماً ومتيناً، لابد أن يكون له سياسة جامعة وشاملة، بحيث يمكن في نتيجتها اقامة علاقات طيبية بلا خطر مع دول الجوار، وألا يحس الجيران بالخطر والخوف منه، إن إمارة أفغانستان الإسلامية بالنظر إلي هذا الأصل هل لديها أي استعداد أو خطة في الواقع العملي في هذا الجانب؟ وهل تستطيع طمئنة الجيران بأنها لا تقوم بتحركات ضدهم وتختار سياسة مبنية علي أصول الاحترام المتقابل ؟ ** نحن ولله الحمد مسلمون ، والمسلمون يعرفون جيداً حقوق الجيران في ضوء الإسلام، إن الإمارة الإسلامية أثناء حكمها السابق أيضاً سعت لإقامة العلاقات الطيبية مع دول الجوار، ولا أحد يستطيع إثبات دليل بأننا تسببنا في إثارة مشاكل وقلاقل للجيران آنذاك ، والآن أيضاً مع أننا نواجه ظروفاً حساسة جداً ؛ إلا أن دول الجوار بما فيها باكستان وإيران لا تستطيع تقديم دليل بأننا تدخلنا في شؤونها الداخلية ، أو خلقنا لها مشاكل وقلاقل ، وأن هذا الأمر بينه سماحة أمير المؤمنين جيداً في بياناته من حين لآخر، وتلك هي سياستنا الرسمية. * من حين لآخر تذاع شائعات بأن قيادة طالبان مشغولين في مفاوضات مع الأمريكيين وإدارة كابل، ويذكر بأن في بلد فلاني تمت الجلسة الأولي من المفاوضات ، وفي بلد فلاني الجلسة الأخري هلم جرا ، والنقطة المهمة في هذا الشأن هي أن وسائل الإعلام تذكر بالتحديد اسمكم، وتقول بأنكم ميال للسلام والمفاوضات، علماً بأنكم نفيتم بشدة تلك الإتصالات والمفاوضات . هل يمكنكم القول بأن من الذين يثيرون هذه الشائعات؟ وما هو هدفهم المحدد منها؟ ** لاشك بأن الأمريكيين إنهزموا في الميدان العسكري، وفشلت وتعطلت جميع وسائلهم في هذا الجانب ، هم ورفاقهم يسعون الآن بأن يكون لهم بعض مكاسب في الميدان السياسي؛ لذا يبذلون جهوداً ومساعي استعراضية باسم المصالحة والسلام من وقت لآخر، ومن أجل إظهار بريق لمساعيهم هذه يبحثون عن مصداقية لها ؛ وعليه يذكرون من حين لآخر بعض أسماء القيادات أو المسؤولين في الإمارة بأنهم في اتصال معهم ، أو أن لهم ميل في السلام والمفاوضات. في الواقع كل هذه المساعي شائعات جوفاء وكاذبة يريد المحتلون من خلالها إيجاد جو من عدم الإعتماد والشكوك بين المسلمين والمجاهدين - لا سمح الله - أنتم ترون مع كل هذه الشائعات الحامية والمكثفة من جانب الأعداء، لكنهم لم يقدروا حتي الآن تقديم أدني دليل يثبت إتصال ومفاوضات مسؤولي الإمارة الإسلامية معهم أو يدل عليها، ولن يقدموه أبداً، وهذا بحد ذاته دليل بأنه لم تتم المفاوضات ، كما لم يظهر مسؤولو الإمارة الإسلامية ميلاً ورغبة للمفاوضات.