في محاولة لتحريك المياه الراكدة للخدمات المقدمة في المدن الجديدة بعدما وصل تعداد سكانها إلي حوالي 6 ملايين نسمة، قرر الدكتور مصطفي مدبولي، وزير اﻹسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، مخاطبة الوزارات والجهات المعنية لتشغيل المباني الخدمية التي أنشأتها هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في هذه المدن ولم يتم استغلالها، وذلك بعدما انتهت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة من حصر هذه المباني التي أصبحت طاقة معطلة، ورصد الخلل في الخدمات المقدمة لسكان هذه المدن، مع وضع حلول مبتكرة لكيفية استغلالها. وقال المهندس كمال فهمي، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لتنمية وتطوير المدن: إن أهم المباني الخدمية التي تم تنفيذها ولم تستغل، هي المباني الصحية، فمنها ما تم تسليمه ولم يعمل، ومنها ما لم يتم تسليمه من اﻷصل لعدم موافقة الجهات المعنية علي استلامها. وأضاف أنه بالنسبة للمستشفيات، فقد تم تسليم 20 مستشفي تعمل منها 16 والباقي وعدده 4 مستشفيات لم تعمل حتي اﻵن، أما المراكز الطبية فقد تم تنفيذ 49 مركزا طبيا منها 40 يعمل و 9 ﻻ تعمل، وتم تنفيذ 2 لم يتم تسليمهما حتي اﻵن، بجانب 19 وحدة صحية منها 12 وحدة تعمل و 7 وحدات ﻻ تعمل، بينما تم تنفيذ 19 ولم يتم تسليمها حتي اﻵن، بالإضافة إلي 7 وحدات صحية جار تنفيذها. وأشار المهندس كمال فهمي إلي أن الهيئة قامت بعدد من الإجراءات لدعم وزارة الصحة لتطوير الخدمات الصحية بالمدن الجديدة، وتم بالفعل تجهيز وتشغيل عدد من المستشفيات المقامة في هذه المدن، مع صرف قيمة الحوافز والمكافآت للأطباء العاملين بتلك المستشفيات لمدة 4 سنوات، بهدف سرعة تشغيل هذه المباني التي ستقدم خدمات ملموسة للسكان، وستسهم في تحقيق التنمية المطلوبة. وأكد أن الهيئة وضعت عدة مقترحات لاختيار أحدها وتنفيذه لصالح سكان هذه المدن، وأول هذه المقترحات، قيام وزارة الصحة بتشغيل كافة المستشفيات والمراكز الطبية والوحدات الصحية التي تم استلامها، وتوفير الكوادر الطبية اللازمة لجميع التخصصات لضمان توفير الخدمات الصحية لسكان هذه المدن، أما المقترح الثاني فيرتكز علي قيام هيئة المجتمعات العمرانية باسترداد المستشفيات التي سبق تسليمها لوزارة الصحة ولم يتم تشغيلها وإعادة تسليمها للجامعات لتتولي تشغيلها كمستشفيات جامعية، مع قيام هيئة المجتمعات بطرح المراكز الطبية والوحدات الصحية بالمزايدة بالمظاريف المغلقة طبقا لقانون المناقصات والمزايدات رقم 89 لسنة 98، بينما يرتكز المقترح الثالث علي طرح هذه المراكز والوحدات الصحية بمقابل انتفاع لمدة 3 سنوات للجمعيات اﻷهلية بالمدن الجديدة لتشغيلها لضمان توفير الخدمة الطبية لمحدودي الدخل، فهذا هو ما يهمنا في المقام الأول. وبالنسبة لحل مشكلة المواصلات، أشار نائب رئيس الهيئة إلي أن الهيئة وضعت عددا من المقترحات، وهي قيام وزارة النقل بتوفير اوتوبيسات نقل عام بكافة المدن الجديدة وربطها بالمدن اﻷم، مع أحقية هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في منح رخص التشغيل لشركات النقل الجماعي للعمل داخل المدن الجديدة والسماح لها بدخول المحافظات الواقع في نطاقها تلك المدن، إضافة إلي أحقية الهيئة في إنشاء مشاريع السرفيس لحل مشكلة النقل الداخلي بالمدن الجديدة، لوجود صراع بين المحافظات علي أحقيتها في مشروع السرفيس وتبعيته لها، مع سرعة طرح مشروع المترو وخطوط السكك الحديدية طبقا للمخططات الاستراتيجية للمدن الجديدة، مع سرعة إنهاء إجراءات تأسيس شركة النقل التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة داخل المدن. وأكد المهندس كمال فهمي، أن العجز اﻷكبر في الخدمات يأتي في الخدمات التموينية، حيث إن هناك نقصا شديدا في كميات الدقيق البلدي المدعم المخصصة لمخابز المدن الجديدة، مشيرا إلي أن هناك تواصلا فعالا هذه الأيام مع مسئولي وزارة التموين لزيادة حصة الدقيق المدعم للمخابز العاملة بالمدن الجديدة وعددها 114 مخبزا، ﻹمكانية استكمال نصيب متوسط الفرد النموذجي، إضافة إلي إحكام السيطرة الرقابية علي المخابز العاملة لضمان وصول الخبز لمستحقيه ومطابقته للمواصفات، فضلا عن تعميم مشروع فصل إنتاج الخبز عن التوزيع بباقي أجهزة المدن الجديدة، وتعميم مشروع توصيل الخبز للمنازل، مع الموافقة ﻷجهزة المدن الجديدة علي زيادة عدد منافذ التوزيع للتغلب علي ظاهرة التزاحم من خلال تخصيص بعض المحال للعمل كمنافذ لتوزيع الخبز، وتوفير منافذ ثابتة مؤقتة، وأخري متحركة لتوزيع الخبز 'سيارات - تروسيكلات' مع تجهيزها بأرفف داخل صناديق مغلقة مراعاة للصحة العامة والمظهر الحضاري للمدينة ووفقا ﻻحتياجاتها. وحول الخدمات الرياضية، أشار نائب رئيس الهيئة إلي أنه يوجد 12 ملعبا مفتوحا و11 ملعبا ثلاثيا ببعض المدن تم تسليمها لوزارة الشباب والرياضة وﻻ تعمل، حيث يوجد ملعب مفتوح و3 ملاعب ثلاثية في القاهرة الجديدة، والتي قارب تعدادها المليون نسمة، وملعبان مفتوحان في الشروق، و4 ملاعب ثلاثية في بدر، و3 ملاعب مفتوحة في دمياط الجديدة، و4 في برج العرب، و2 في بني سويف الجديدة، و4 ملاعب ثلاثية في مدينتي أسيوط الجديدة وسوهاج الجديدة بواقع اثنين لكل مدينة. وأكد المهندس كمال فهمي أن الهيئة نفذت 10 قصور ثقافة بالمدن الجديدة، لم يتم تشغيلها بالكفاءة المطلوبة باستثناء القصور الثقافية المقامة في مدينتي 6 أكتوبر و 15 مايو، ويتم استخدام بعض هذه القصور في أغراض أخري مثل قصر ثقافة العاشر من رمضان الذي يتم استخدامه كمخازن لمديرية الثقافة بالشرقية، وقصر ثقافة مدينة السادات والتي تشغل الوحدة المحلية بالمدينة جزءا منه.