أمرت نيابة فاقوس برئاسة المستشار محمد جاد حلمي, وبإشراف المستشار محمد الجمل رئيس النيابة الكلية, والمستشار حسام النجار المحامي العام لنيابات شمال الشرقية, اليوم, بإحالة الأب المتهم بتعذيب طفلته حتي الموت بمساعدة زوجته, لمحكمة جنايات الزقازيق, لتحديد جلسة لمحاكمتهما بتهمة القتل. البداية كانت عندما تلقي العميد محمد ناجي مأمور مركز شرطة فاقوس، بلاغا من خالد العطار يفيد بالعثور علي جثة الطفلة 'رحاب خالد' ذات ال12 سنة نجلة زوجته جثة هامدة بمنزل أبيها بقرية الصالحية القديمة التابعة لمركز فاقوس، وذلك بعد أن تلقي اتصالا من والد الطفلة يخبره بأن رحاب توفت، وعندما ذهب وجد أثار تعذيب بالطفلة فأبلغ مأمور المركز.ومن جانبه أمر العميد محمد ناجي بتوجيه النقيب إبراهيم صلاح رئيس نقطة الصالحية القديمة والملازم أول إبراهيم لطفي معاون مباحث المركز لفحص البلاغ، وتحرر المحضر رقم 1284 لسنة 2014.، قال خالد العطار سائق 47 سنة زوج والدة الطفلة مساء يوم الخميس الماضي، فوجئت باتصال من 'خالد ال' والد الطفلة يخبرني بأن رحاب توفت وأروح أنا وأمها عشان نحضر الدفن، ولما دخلت شفت البنت رقبتها مزرقة وعينها وملبسنها شراب في رجليها، فكشفت البنت وشوفت في جسمها أثار تعذيب وحرق وكي بأظافرها، فشككت في أن الوفاة غير طبيعية، وقلت لأبيها وأخواته البنت ميتة من التعذيب، فزعق معايا وقال ليه البنت كانت تعبانه وعندها مرض وماتت وعايزين نخلص عشان ندفنها، فنزلت تحت واتصلت بمأمور المركز وأبلغته بالواقعة فأرسل قوة من الشرطة قامت بالتحفظ علي جثة الطفلة وأخطرت النيابة العامة لمعاينة الجثة.ويضيف العطار أن والد الطفلة حاول إصدار تصريح دفن لها من مستشفي الصالحية القديمة ليلا لإخفاء جرمه، ولكن مدير المستشفي رفض حتي يتم توقيع الكشف الطبي علي الجثة أولا، وعندما فشل في الحصول علي تصريح بالدفن اتصل بي كي أساعده في التصريح لأنه عارف أني سائق وأعرف ناس كتير، لكن دا دم والبنت دي مين يتحمل ذنبها يوم القيامة، خاصة أني لما دخلت البيت سمعت أمه بتقول له أنت ومراتك نرمين اللي موتوا رحاب منكم لله.وتضيف ميرفت محمد محمد سليمان والدة الطفلة مقيمة مع زوجها الثاني بعزبة كفر رضوان، أنها تزوجت من والد رحاب منذ 13 عاما ورزقها الله منه برحاب ويوسف، وكانت الحياة طبيعية حتي قام والد رحاب بالتعرف علي سيدة من أبو كبير اسمها نرمين مطلقة وتزوجها وجابها تعيش معانا في نفس المنزل، وحطيت في نفسي وصبرت عشان أربي ولادي، ولكن مرات جوزي الثانية كانت تتعمد المشاكل معي حتي قام زوجي بطلاقي وأخذ مني رحاب ويوسف، ورحت بيت أهلي وحاول أصحاب الخير بالقرية إقناعه بأن أعيش بغرفة بالقرب منه لكي أكون بجوار أولادي لكنه رفض، فتزوجت من راجل طيب قريبي يحترمني وكان يحب عيالي أكثر مني، وهو اللي اكتشف تعذيب بنتي ولولاه كانوا دفنوها وضاع حق البنت.ثم تستطرد وتحكي معاناتها التي كانت تعيشها يوميا من أجل أن تري رحاب ويوسف، 'طليقي كان بيرفض أني يبعت لي البنت والولد أشوفهم، فكنت بروح لرحاب علي المدرسة أشوفها فلما أبوها عرف خرجها من المدرسة من أول أسبوع في سنة خامسة ابتدائي وحرمها من التعليم وهي كانت شاطرة وبتحفظ القرآن، وكنت بروح ليوسف علي المعهد أزوره بعد ما خذ الإذن من زوجي.وأخر مرة شفت رحاب من سنة وشهرين لما زوجي راح جابها وقعدت معاي 70 يوما، وزوجي طلب من طليقي أنه يسيب البنت معايا ولكنه رفض.وتقاطعها والدتها نوال حسن علي، جدة الطفلة قائلة 'إن رحاب عمرها ما شافت يوم حلو من مرات أبوها كانت بتخدمها في البيت وتربطها بالجنزير وتعذبها ونسيت إنها أم وعندها أطفال، وإن شاء الله ربنا هينتقم منها بعدله ويجيب حق الطفلة اللي أبوها حرمها من المدرسة عشان تخدم مراته الثانية، وكان عايز يدفنها غدرا لكن ربنا فوق كل ظالم وفضحه.وتبين من التحريات التي باشرها كل من النقيب محمد نبيل معاون المباحث والملازم أول إبراهيم لطفي برئاسة الرائد محمد أيوب مفتش فرع الشرق وإشراف العقيد شمس نجاح رئيس فرع البحث الجنائي لفرع الشرق والعميد عاطف الشاعر رئيس مباحث المديرية، أن الطفلة بها آثار تعذيب وحرق بأجزاء مختلفة من الجسم وأن والدها حاول إخراج تصريح دفن للطفلة ليلا لإخفاء جريمته الشنعاء.وأمام طارق ليله مدير نيابة فاقوس برئاسة محمد جاد حلمي رئيس النيابة وبإشراف المستشار حسام النجار المحامي العام لنيابات شمال الشرقية، وقف الطفل يوسف شقيق رحاب يحكي وقائع التعذيب التي كانت تقوم بها مرات أبوه في مشهد أبكي فريق التحقيق من قسوة المعاملة التي كان يقوم الأب وزوجته الثانية بالتعامل بها مع طفلين في منتهي البراءة والوداعة والجمال.ويقول الطفل إن مرات أبوه كانت بتقفل علي الأكل والعيش والسكر في مخزن في المطبخ، وكانت بتضربني كل يوم عشان أغسل المواعين وتخلي رحاب تكنس وتعمل الشغل وهي قاعدة.وأنا اللي جبت المنقل اللي كانت بتضربنا بيه للمباحث في البيت، فيما نفي الأب وزوجته ارتكابهما الواقعة، وقالا في التحقيقات إن الطفلة كانت شقية وبتضرب أخواتها الصغار، وأنهما كان يقومان بضربها علي سيبل تأديبها، فأمرت النيابة بحبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيقات وعرض الطفل يوسف علي الطب الشرعي لبيان ما به من إصابات.