بعد يومين من الاجتماعات التنظيمية المكثفة خلصت المداولات الداخلية في 'حزب الله' الي تشكيل وفد برئاسة شخصية رفيعة المستوي لزيارة بكركي ولقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي وللبحث معه في زيارته الي القدسالمحتلة في 24 من الجاري. ويضم الوفد الذي ترأسه شخصية بارزة في قيادة الحزب ووفداً نيابياً وحزبياً ومسؤول الملف المسيحي في الحزب غالب ابو زينب. ونشط ابو زينب في اليومين الماضيين علي ترتيب الزيارة مع الدوائر المعنية في بكركي والتي تقررت الثلاثاء. وسيضع الوفد البطريرك الراعي في صورة موقف الحزب من الزيارة والرافض لها من باب انعكاسها المحلي والعربي والدولي وحساسية هذا الملف وهو سيتمني عليه العدول عنها لأنها تشكل حساسية كبيرة لفريق واسع من اللبنانيين مسلمين ومسيحيين خصوصاً بما للقدس من رمزية دينية عند الطوائف المسيحية والإسلامية علي حد سواء فلا يمكن القبول بزيارتها تحت وصاية الاحتلال عليها الذي ينتهك حرمتها ولا يتورع عن تهويدها وهدمها والتضييق علي حرية العبادة وحركة المؤمنين فيها. في المقابل تستعد قوي 8 آذار لإرسال مذكرتها عبر موفد الي بكركي خلال الايام المقبلة ولم يتحدد التاريخ اكان سيسبق زيارة وفد حزب الله او سيليها وهي مرتبطة بجدول مواعيد الصرح وتوزيعها. وتأتي المذكرة في السياق نفسه وستشرح للبطريرك الراعي وجهة نظر قوي 8 آذار لهذه الزيارة وما سيحيط بها من التباسات وما سيكون لها من تداعيات فما قبل الزيارة ليس كما بعدها وهي ستحث وتتمني علي الراعي العدول عن الزيارة. الحراك السياسي لحزب الله وأحزاب 8 آذار في اتجاه الصرح البطريركي يقابله حراك سياسي 'صامت' يقوده رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اوعز الي كل قيادات حركة امل من وزراء ونواب ومسؤولين عدم الادلاء بأي موقف تجاه زيارة الراعي الي القدس منعاً لأي استثمار قد يخدش العلاقة بين المسلمين والمسيحيين عموماً وبين حركة امل والرئيس بري والبطريركية المارونية. فالعلاقة الدافئة بين بكركي وعين التينة وقبلها بربور لم تنقطع حتي في عز الحرب الاهلية. وحرص بري علي عدم التصريح بموقف ضد الزيارة في الفترة الحالية وما زال هناك اسبوعان للقيام بها لعل المساعي قد تنجح في الغائها، فموقف بري رافض لها ومنسجم تماماً مع الموقف التاريخي للمسلمين عموماً والشيعة خصوصاً.