بداية في عيد تحرير سيناء، تحية لرجال الجيش والمخابرات العامة والحربية، الذين يلبون نداء الواجب الوطني دائما، ليل نهار علي مر السنين والأعمار والأجيال والحروب والانتصارات. فقدموا ومازالوا وسوف يقدمون أرواحهم دفاعاً عن مصر أرضا وشعبا. الجندي المصري الذي لم ولن يستسلم، وسيستمر في القتال من أجل أرضه. أرض الأمجاد، والعبور والنصر والتحرير. سيناء هي بقعة طاهرة من أرض مصر، وهي مسرح الدفاع عن الأمن القومي المصري. وسوف لا ننسي دور المخابرات الحربية، في دعم جهود التنمية الشاملة لسيناء، وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها. وجهود الجيش في القضاء علي البؤر الإرهابية، التي تستهدف النيل من أمن وإستقرار مصر. دور المخابرات الحربية التي تفوقت علي جيش قالوا لا يقهر، فحققوا النصر، وكشفوا العديد من الأسرار والخبايا. والدور المهم الذي لعبته المخابراتان العامة والحربية في تحقيق المفاجأة المذهلة التي شلت العدو، وقطعت أوصاله. ونجحت المخابرات في التغلب علي الأقمار الصناعية الأمريكية، حتي يتحقق الهدف. وكيف إحتفظت بسرية الخطة، وقرار الحرب وتوقيته؟ تساؤلات وأسرار كثيرة تكشف عنها مخابراتنا الحربية الصامدة. وفرت المعلومات بدقة شديدة، وفي وقت قياسي، حتي تستطيع القوات المصرية تكوين صورة واضحة، عن وضع وتسليح وتمركز القوات المعادية، وبخاصة عن الأسلحة الجديدة المطورة التي أمدتها أمريكا لإسرائيل. فوجب دراسة قدرات تلك الأسلحة للتعامل معها، والتغلب عليها، بحيث لا تشكل خطورة علي الجيش المصري. فقام رجال المخابرات الحربية الصناديد، برسم خطط خطيرة لخداع إسرائيل وأمريكا أبهرت العالم، بمساعدة أبناء سيناء الوطنيين المخلصين، الذين قدموا ملحمة وطنية من خلف الخطوط، قدم فيها المخابرات والجيش سيمفونية رائعة من العطاء والتحدي وفاءً لوطنهم، وثأرا لكرامتهم، وأثبتوا أنهم جند الله المرابطون، وخير أجناد الأرض، فصدقوا ماعاهدوا الله عليه،.فصفعوا عدوهم صفعة قوية، ولقنوه درساً فريدا وقاسياً، في فنون العسكرية، فقام جنود الله المخلصون بقهر المستحيل، وتحدي الإحباط، فأبهروا العالم من أجل تحقيق الحلم والنصر. فبات جنود المخابرات الحربية والاستطلاع، أبطالا مجهولين. وطبقوا مقولة الزعيم البطل أنور السادات، الذي وقف بزيه العسكري في مجلس الشعب، قائلا: 'سوف يجيء يوم نجلس فيه لنقص ونروي ماذا فعل كل منا في موقعه؟ وكيف حمل كل منا أمانته وأدي دوره؟'. ورغم مرور عشرات السنين علي هذه المقولة، إلا أنه ما زالت تتكشف بطولات جديدة، جديرة بالاحترام. فكان الجنود الصامدون، الصامتون، المجهولون، من المخابرات وراء هذه الانتصارات الخالدة. فقدموا أدوارا خطيرة. ومعلومات استخباراتية شاملة عن العدو الإسرائيلي، حتي أصبحت تل أبيب مكشوفة وكأنها كتاب مفتوح أمام قيادة الجيش المصري. وقامت 'المجموعة 39 قتال' التي شكلت من عناصر قوات الصاعقة البرية والبحرية، بنصب الأكمنة، وزرع الألغام والعملاء علي حد سواء، وشنوا الغارات، وحولوا حياة العدو اليهودي في سيناء إلي جهنم، وفي تل أبيب الي جحيم. فجعلت المخابرات الحربية من خلال عمليات الاستطلاع التي نفذوها، بمثابة العين التي تكشف نوايا العدو، وتجعل قواتنا علي استعداد للتعامل معها. قام رجال المخابرات العامة والحربية خلال فترة الإعداد لحرب أكتوبر وأثناء الحرب بمجهود كبير، ودور هام، فكانوا الجنود المجهولين، والعين التي استطاعت من خلالها قيادة الجيش أن تري أوضاع إسرائيل، وتجهيزاتها، وتسليحاتها، ومواقعها، وكافة المعلومات، مما ساعد قيادة القوات المسلحة، علي وضع الخطط الكفيلة بالتعامل مع تلك القوات المعادية. وبقي رجال مخابراتنا لفترات طويلة خلف خطوط العدو، تصل إلي شهور عدة، دون إمدادات من طعام وشراب، وبصمودهم وعهودهم تعايشوا مع الطبيعة، وحصلوا علي الماء والطعام للبقاء أحياء لإنجاز مهمتهم. وسط مطاردة قوات العدو، التي كانت تقوم بعمليات تمشيط وبحث عن مخابرات مصرية تستطلع المعلومات، مما جعل رجال المخابرات، بمثابة رادار بشري، يلتقط المعلومات عن العدو، لإرسالها لمخابراتنا. فكشف رجال المخابرات المصرية العامة والحربية، عن معجزة أخري بعد أن تفوقت إسرائيل في الحصول علي معلومات دقيقة بالأجهزة المتطورة، والأقمار الصناعية، وطائرات الاستطلاع بعيدة المدي، بالإمداد الأمريكي. فأثبتت حرب 1973 أن التفوق المخابراتي لا يتوقف علي المعدات، إنما علي الإنسان الذي يقف وراء هذه المعدة. فنجحت مخابراتنا في تدريب الأفراد علي التغلب علي هذه الآلة الإلكترونية، فزرعوا سيناء بالرادارات البشرية التي تسمع وتري وترصد وتصف وتستنتج. فهي ليست أجهزة العدو الصماء، ولكنها عقول مخابراتية مصرية صامدة. فلابد أن نعترف أن المخابرات الحربية، هرم في تاريخ العسكرية المصرية، بعد عودة الجيش المصري من حرب 67، فاقداً طيرانه وسلاحه وآلاف الشهداء والأسري. ولكنه ظل محتفظاً بكرامته وإيمانه بعد أن أيقنت العسكرية العالمية استحالة بناء الجيش قبل 10 سنوات. إلا أن رجال المخابرات والجيش رجال لا يعرفون المستحيل، فسلحوا الجيش وخاضوا الحرب وحققوا الانتصار. ولم يقتصر دور المخابرات الحربيةعلي تنمية سيناء وتحريرها، فساعدت أهالي سيناء في عملية تحرير جنود الجيش المختطفين في عهد مرسي المعزول، عندما قال نريد سلامة المخطوفين والخاطفين. وحفظت المخابرات هيبة الدولة، بعد معركة دبر لها الخائنون والمتآمرون علي الدولة والجيش. ولا أدري لماذا صمم مرسي علي أهمية سلامة الخاطفين؟ وهنا إشارة للعديد من علامات الاستفهام التي تدور حول وطنية مرسي المعزول. لذا نطالب بزيادة قوات الجيش المصري في سيناء الطاهرة، لزيادة تنميتها، وترسيخ الانتماء الوطني للمواطن السيناوي. ولا تنمية في سيناء دون تواجد عسكري أمني لحماية هذه التنمية. وحتي يعلم السيناوي أن له كافة الحقوق، وعليه كافة الواجبات بعد عقود من التهميش. المتحدث الرسمي بإسم النادي الدبلوماسي الدولي [email protected]