استضافت المكتبة العلمية في القدس مديرة مؤسسة تحالف الشرق الأوسط للطفولة 'Meca' باربرا لوبين للحديث عن كتاب 'رؤية أطفال من غزة: فن الطفل الفلسطيني ومكافحة الرقابة'، الذي أصدرته المؤسسة لمجموعة من لوحات ورسومات من قبل أطفال غزة، وقد تم جمعها حديثا في كتاب خاص بعد ان تعرض للرقابة والمنع من قبل متحف الفن للأطفال في أوكلاند- كاليفورنيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقالت لوبين: ' أن الرسومات التي حواها الكتاب انعكاس واضح لما مر به قطاع غزة أثناء الهجوم 'الإسرائيلي' شتاء 2008- 2009 والذي خلف أكثر من 1400 شهيد 352 منهم من الأطفال، وهؤلاء الأطفال ممن نجوا رووا قصصهم والصدمة التي تركها في نفوسهم، وتمكنوا من التعبيير عن أنفسهم من خلال الرسم والفن'. وفي حديثها اكدت لوبن علي' أن الرسومات بمثابة جزء من السجل التاريخي للرعب الذي لحق الشعب الفلسطيني خلال عملية الرصاص المصبوب التي أثرت كثيرا علي الأطفال'، كما سلطت الضوء علي' الجهود التي بذلت من أجل رفع هذه الرقابة التي فرضتها الولاياتالمتحدةالأمريكية علي الكتاب والرسومات الفنية'، وأضافت لوبن أن' الاستمرار بدعم الأطفال يأتي عن طريق تقاسم ومشاركة أعمالهم الفنية مع الآخرين'. وكانت الكاتبة الشهيرة أليس واكر قد كتبت مقدمة الكتاب، واصفة' التجربة التي مرت بها المؤسسة أثناء منعها من عرض الرسومات والكتاب في أمريكا، ومتحدثة عن نضالهم ضد الرقابة، حيث تم الادعاء بان الرسومات دعاية معادية ل'إسرائيل' وبالتالي معادية للسامية، ومن التطور بحيث لا يمكن أن يرسمها الأطفال، وهو افتراء عار عن الصحة، فالرسومات هي ما ابدعه خيال اطفال غزة الذين يرزحون تحت والحصار'. وبسبب اصرار مؤسسة تحالف الشرق الأوسط للطفولة، وبعد اجبارهم علي الغاء المعرض تم حجز قاعة مجاورة وتم تحضيرها في اللحظات الاخيرة لتقديم الأعمال الفنية. وبالفعل فقد تم نقل المعرض الي المكان الجديد وقد حضره عدد كبير من الناس، وقالت لوبين: 'لعل الغاء المعرض في مكانة الاصلي كان دافعا ايجابيا في ترويج المعرض والرسومات لدوائر من الناس والمهتميين'، فيما أملت لوبن أن 'تحظي الرسومات بفرصة أكبر في المشاهدة بعد ان تم طباعتها وإصدارها في هذا الكتاب الجميل والمميز. وهو متوفر في فلسطين من خلال المكتبة العلمية في القدس'. وفي تقديمه للكتاب اكد محمود مني منسق النشاطات الثقافية في مقهي الكتاب الثقافي في المكتبة العلمية ان 'هذا الكتاب يأتي ليؤكد اصرار الفلسطينيين علي التعبير عن مأساتهم والتواصل مع العالم الخارجي رغم المعيقات والحواجز'، وقد شكر مؤسسة ائتلاف الشرق الاوسط للطفولة علي 'اصرارها في عرض صور الاطفال، والتي وان كانت تعكس العنف والدمار فإنها ايضا تعبر عن الحب والأمل والحياة'. يذكر ان معرض الرسومات قد جال في عدد من الدول حول العالم منها بريطانيا وولايات عديدة في أمريكا، كما سيشارك في الأشهر الست المقبلة في عدد من المدن في كندا واوروبا.