يتنافس فيلم وثائقي يتناول واحدة من أسوأ المذابح منذ الحرب العالمية الثانية علي إحدي جوائز الأوسكار التي ستعلن في مطلع الأسبوع المقبل، لكن إذا فاز بالجائزة فمن غير المتوقع أن يصعد مخرجه المساعد الإندونيسي إلي المنصة ليتسلمها لأنه يخشي علي حياته. ويتمحور فيلم Act of Killing، ومدته 3 ساعات تقريباً، حول أحد القتلة الذي شاركوا في التطهير الدموي لأكبر حزب شيوعي خارج الصين والاتحاد السوفياتي السابق. ومن دون أي مؤشر علي الندم يعيد القاتل أمام الكاميرا الطريقة التي كان يشنق بها ضحاياه قبل حوالي 50 عاماً. ويتناول الفيلم أحلك فترة في السنوات الأولي لإندونيسيا بعد الاستقلال، والتي سادها العنف، ولاتزال هذه الفترة، حتي بعد حوالي نصف قرن، ذكري بعيدة إلي حد كبير عن النقاش العام. وقال المتحدث باسم الرئاسة الإندونيسية تيوكو فايز آسيا 'إنها مأساة.. ونحن كأي شخص آخر نبغض أولئك الذين شاركوا في الفيلم وإعادة تمثيل المجازر. هؤلاء الناس لا ينتمون إلي إندونيسيا اليوم'. وفي علامة علي أن القضية لاتزال تتسم بالحساسية، يقول المخرج المساعد الإندونيسي وغيره من الإندونيسيين الذين شاركوا في الفيلم إنهم لا يريدون الكشف عن أسمائهم. وقال المخرج المساعد لوكالة 'رويترز' في مقابلة عبر الهاتف 'ربما نكون مصابين بجنون الاضطهاد.. لكننا تناقشنا مع منظمات مختلفة لنشطاء بشأن المخاطر واحتمال أن يتحول الأمر من تهديد إلي اعتداء فعلي علينا.. ولا نعلم ماذا سيحدث إذا نحن كشفنا عن أسمائنا'، مضيفاً أن إخفاء الأسماء ربما لن ينتهي في أي وقت قريب. وقال 'الكشف عن هوياتنا سيحتاج إلي تغيير هيكلي حقيقي في إندونيسيا.. وتلك المصالحة الحقيقية ستستغرق وقتاً طويلاً لكن الوقت مناسب لأن نبدأ الآن'. يشار إلي أن الرواية الواردة في المناهج الدراسية لا تزال تلتزم بما أذاعه الزعيم سوهارتو الذي بدأ حملة التطهير وأجبر علي التنحي. ومن المعتقد أن 500 ألف شخص علي الأقل قتلوا خلال العنف الذي بدأ أواخر عام 1965 بعدما استولي الجنرال سوهارتو آنذاك علي السلطة في أعقاب انقلاب شيوعي فاشل، وسجن مليون شخص أو أكثر.