أعلنت منظمات غير حكومية ناشطة في المغرب الجمعة، أنها راسلت السفير الإسباني في الرباط لإثارة انتباهه بخصوص 'العنف وانتهاكات حقوق الإنسان' الخاصة بالمهاجرين، علي حدود مدينتي سبتة ومليلية الإسبانيتين شمال المغرب، في وقت تشهد مدريد جدلا حول الموضوع. وتأتي رسالة المنظمات الحقوقية في أعقاب كارثة إنسانية جديدة، إذ لقي بداية هذا الشهر 12 مهاجرًا من دول جنوب الصحراء حتفهم في عرض البحر وهم يحاولون العبور إلي مدينة سبتة، واتهم الحرس الإسباني بإغراق قواربهم المطاطية بأعيرة مطاطية. وأثارت وفاة هؤلاء المهاجرين جدلا كبيرًا في إسبانيا، حيث اضطرت الحكومة الإسبانية إلي تقديم تفسيرات حول الموضوع أمام البرلمان. وقالت ثماني منظمات حقوقية غير حكومية في بيان 'ننضم إلي احتجاجات المجتمع المدني الإسباني هذه الأيام، ضد ممارسات الحرس المدني المكلف بمراقبة حدود سبتة ومليلية'. وتضيف رسالة هذه الجمعيات 'نعتقد أن من مسئولية الحكومة الإسبانية ثابتة فيما يخص انتهاكات حقوق المهاجرين علي حدودها 'سبتة ومليلية شمال المغرب'. وانتقدت هذه الجمعيات، اعتمادا علي شهادات جمعتها خلال الأسابيع الأخيرة، تسليم السلطات الإسبانية لمهاجرين غير نظاميين للسلطات المغربية، حاولوا الوصول إلي سبتة ومليلية اللتان تعدان الحدود البرية الوحيدة لأوروبا فوق القارة الأفريقية. وتتحدث هذه الجمعيات من جهة أخري عن استمرار السلطات المغربية في ممارسة العنف علي مهاجري جنوب الصحراء، رغم تبني الرباط الخريف الفائت لسياسة جديدة في هذا المجال، والتي تهدف إلي تسوية استثنائية طيلة 2014 لأكثر من 30 ألف مهاجر. وتوضح الجمعيات أن الاعتقالات في صفوف المهاجرين قد توقفت باستثناء شمال المغرب الذي 'تضاعفت' فيه التوقيفات 'حيث يتم نقل المهاجرين عبر حافلات إلي داخل البلاد'.