أعلن وزير التربية والتعليم عن إخضاع مدارس الإخوان المسلمين لتصبح تحت إشراف الوزارة ماليًا وإداريًا، وهي الخطوة التي اتخذتها الوزارة بالتعاون مع وزارتي الداخلية والعدل تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء، وتم حصر أكثر من 78 مدرسة وإدراجها تحت إشراف الوزارة وهي الخطوة التي اعتبرها البعض متأخرة نظرًا لما قدمته هذه المدارس من فكر إخواني تم تدريسه لجيل كامل، واعتبرها آخرون تأميمًا لممتلكات الجماعة!! وبدأ تأسيس هذه المدارس في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك وكان عددها 40 مدرسة فقط في مختلف محافظات الجمهورية، ومع وصول الإخوان إلي الحكم، قررت الجماعة السيطرة علي عدد من القطاعات من ضمنها قطاع التعليم، فتم تأسيس عدد أكبر من هذه المدارس ليصل عددها في عهد الرئيس السابق محمد مرسي إلي أكثر من مائة مدرسة. وأشار الدكتور محمود أبوالنصر 'وزير التعليم' إلي أنه سيتم عزل مديري الإخوان فقط وسيبقي علي المديرين غير المنتمين للجماعة، كما انه سيتم عمل تحريات أمنية علي الترشيحات التي سيتم ترشيحها لمنصبي الموجه المالي والإداري لمدارس قيادات الجماعة. وأضاف: وضع مدارس الإخوان تحت الإشراف المالي الإداري للوزارة قرار في صالح التلاميذ وأولياء أمورهم خاصة بعد إعادة تكوين مجالس الإدارات لتشمل مشاركة أولياء الأمور وموظفين من داخل الوزارة كما انه سيتم تأهيل المدرسين غير المؤهلين الذين كان يتم تعيينهم بالقرابة والانتماء للجماعة ومن سيتم فصله هم المدرسون غير الحاصلين علي مؤهل جامعي. كتاب الرشاد مراجعة الكتب الدراسية التي يتم تدريسها داخل هذه المدارس كانت الخطوة الأولي التي أقدمت عليها وزارة التربية والتعليم وكانت المفاجأة في كتاب 'الرشاد' الذي تقوم مدارس الإخوان بتدريسه وهو أحد كتب مادة التربية الدينية، بحسب الدكتور مصطفي عبد العال 'أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة عين شمس' أنه يفقد الهوية المصرية وأن سلسلة الرشاد التي يتم تدريسها داخل مدارس الجماعة عبارة عن تسعة أجزاء تشمل 'قرآن، وتجويد، وعقيدة، وحديث، وأخلاق، وأدب، وفقه، وسيرة، وقصص وتراجم بعنوان: اعرف عدوك، ومعلومات عامة وعلمية، وفن ومهارات، وأنبياء، وتربية رياضية، وفلسطين' ولم ترد كلمة مصر أو تذكر داخل هذه السلسلة إلا مرة واحدة فقط وكانت عند الحديث عن فلسطين بأنها دولة مجاورة لفلسطين وورد ذلك في فصل 'فلسطين قلب الأمة'!! وتتساءل الدكتورة عواطف السيد 'أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الكندية': كيف نسمح لمدارس الإخوان تدريس كتب طمس الهوية المصرية وان يكون ذلك علي مدي سنوات؟! بدليل ان كتاب الرشاد خصص فصولًا كاملة تتحدث عن القضية الفلسطينية مثل 'فلسطين قلب الأمة، وسطور من تاريخ فلسطين، والمسجد الإبراهيمي بفلسطين، ومذبحة الحرم الإبراهيمي بفلسطين، ومن أجل فلسطين' ولم يتناول حدثًا مصريًا واحدًا فلو كانت وزارة التعليم الفلسطينية المسئولة عن هذا الكتاب ما أخرجته بهذا الشكل!!. هذه المدارس أفرزت إرهابيين تمامًا كما وصفهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات من قبل، بأنهم مغرر بهم وليته عاقبهم ولم يتركهم، وأكبر دليل علي الإرهاب وتدريسه هو تكرار كلمة 'جهاد' أكثر من مرة، عند الحديث عن فلسطين، وأنه تم ذكر معظم المجاهدين الفلسطينيين، دون ذكر أي نموذج لشخصية مصرية مناضلة في المقابل، رغم نضال المصريين علي مدي تاريخهم الحديث والمعاصر والقديم أيضا ويكفي ان غلاف الكتاب، خلا من أي ذكر لجمهورية مصر العربية، أو علم مصر، أو أي إشارة تدل علي أن الكتاب يُطبع في مصر، فكل ما عليه صورتان واحدة للكعبة والأخري للقدس. ويقول ماجد الوشاحي 'مسئول لجنة الإشراف علي إحدي المدارس بوزارة التربية والتعليم' المواد الدراسية بالمدرسة تتشابه مع غيرها من المدارس الأخري، باستثناء مادتين، وهما القرآن الكريم والثقافة الإسلامية، التي يدرسها الطالب بداية من الصف الأول الابتدائي حتي الصف السادس، وتحتوي علي قصص الأنبياء والصحابة، أي يمكن اعتبارها مادة أخلاقيات. وإن كانت المشكلة تكمن في المدرسين العاملين بهذه المدارس، وطريقة اختيارهم للعمل بها، فقد تم التغاضي عن المؤهل وأسلوب التدريس، واتضح ان معظمهم منتمون لجماعة الإخوان، وقد استمعنا إلي شكاوي بعض التلاميذ تشير إلي ان بعض المدرسين يحاول فرض رأيه السياسي عليهم وبالقوة. وهناك وقائع عن خلافات ومشادات وقعت بين الطلبة وكانت إدارات المدارس تتعامل بحزم مع غير أنصار الإخوان والمؤيدين للجيش. التمويل تكشف عفاف عبد الموجود 'محاسبة' عن كارثة أخري تشملها مدارس الإخوان وهي قضية التمويل وتقول بعض هذه المدارس تابع لجمعيات أهلية معفاة من الضرائب والمتتبع ملفات هذه المدارس الضريبي سيجد الكثير من الفساد. كما ان عدد المدارس حتي 25 يناير كان 60 مدرسة فقط، لكن عقب سيطرة قيادات الإخوان علي مقاليد الوزارة أصبحت أكثر من 120 مدرسة علي مستوي الجمهورية، واتضح مؤخرًا ان التنظيم الدولي لجماعة الإخوان يستخدم أموال هذه المدارس المملوكة للجماعة في تمويل المظاهرات والاعتصامات لإسقاط الدولة المصرية.