قالت وكالة أنباء 'أسوشيتيد برس' الأمريكية، إن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ينظر إلي 'أسوشيتيد برس' المشاركة الجماهيرة الكبيرة في الاستفتاء علي الدستور الجديد، الأسبوع المقبل، باعتبارها تفويضا رمزيا له لخوض الانتخابات الرئاسية. وأضافت: 'لكن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، قد يصاب بخيبة أمل، خاصة وأن الإسلاميين تعهدوا بمقاطعة التصويت وتنظيم مظاهرات تهدف إلي منع الناخبين من الخروج من منازلهم'. وقال مسؤولون بارزون، ل'أسوشيتيد برس'، إن ترشح 'السيسي' سيعتمد علي تقديم الدول الخليجية الغنية كالمملكة العربية السعودية والإمارات لمساعدات مالية ضخمة لإنقاذ الاقتصاد المصري المتداعي وتمويل مشروعات تنموية كبري. وأضافت الوكالة الأمريكية: 'سيساعد ذلك علي خلق عدد كبير من الوظائف، وهو ما سيسمح ل'السيسي' باستعادة الدعم الشعبي له في الوقت الذي يبحث فيه عن حلول طويلة الأمد للأزمات الاقتصادية في البلاد'. ولم يحدد موعد إجراء الانتخابات الرئاسية أو ما إذا كانت ستجري قبل أم بعد الانتخابات البرلمانية، التي من المقرر إجراؤها العام الجاري. وهناك إشارات متزايدة علي أن الانتخابات الرئاسية ستجري أولا، وقد تكون في أبريل المقبل. ومن شأن موافقة أغلبية كبيرة، تتراوح بين 70% أو أكثر إلي جانب نسبة حضور كبير، أن تؤكد علي شرعية النظام الذي شكله 'السيسي'. وتابعت: 'تمتع السيسي '59 عاما'، بشعبية كبيرة خلال الأشهر الستة الماضية منذ إطاحته بمرسي، حيث ينظر إليه الكثير من المصريين باعتباره منقذا بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات وتركة الفساد الثقيلة والظلم الاقتصادي والاجتماعي التي خلفها حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي استمر في السلطة تسعة وعشرين عاما'. وتتعامل معظم وسائل الإعلام المؤيدة للجيش مع ترشح 'السيسي' باعتباره أمرا مفروغا منه، لكن 'السيسي' ظل صامتا عن التحدث علنا حول هذه القضية، منذ أن قال إنه لا يستبعد الترشح للرئاسة. وتابعت 'أسوشيتيد برس': 'مسؤولون بارزون، بينهم وزيران وضباط جيش وشرطة ورجال دين كانوا مرتبطين بإدارة مرسي، رسموا صورة مختلطة ومعقدة للمعضلة التي تواجه السيسي بينما يفكر في الترشح للرئاسة. وخلال مقابلات أجرتها 'أسوشيتد برس' علي مدار الأسبوع الماضي، قالوا إنه يشعر بالقلق حيال إمكانية ضعف الإقبال علي الاستفتاء أو عدم حصول الدستور علي تأييد كبير خلال التصويت الذي سيجري في 14 و15 من يناير'. وأضاف المسؤولون: 'إذا لم تكن الموافقة علي مشروع الدستور بنسبة كبيرة، سيبقي 'السيسي' مصدرا للقوة وراء الكواليس، في الحفاظ علي موقف مجلس الوزراء بصفته النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع، وقد يرمي بثقله وراء مرشح يختاره'. وأكد المسؤولون أن 'السيسي' يريد التأكد من شعبيته وكذلك المساعدات المالية التي تعهدت بها دول الخليج الغنية قبل الإعلان عن انتخابات الرئاسة. وقال خليل العناني، وهو باحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن: 'حتي الآن، لا أري أن السيسي يمتلك برنامجا متماسكا يستطيع معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية في مصر. لن يستطيع الاستمرار في التعويل علي المشاعر المعادية للإخوان من أجل الحصول علي الدعم. إنه يحتاج لتقديم حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية في مصر'. وبينما قالت جماعة الإخوان إنها ستقاطع الاستفتاء، قال المسؤولون إنهم يعتقدون أن الجماعة ستستخدم إمكانياتها للحشد من أجل التصويت ب'لا'، إلي جانب احتمال الاقبال الضعيف. وأشارت تمارا ويتس، مديرة مركز 'سابان' لدراسات الشرق الأوسط، إلي أن ترشح السيسي للرئاسة لن يكون غريبا علي التاريخ المصري الطويل، لكنها حذرت من أن المزاج العام في مصر قد لا يتحمل ذلك. وأضافت: 'هذا هو النموذج الذي يعرفونه. إنها جزء من الوصفة المصرية للاستقرار. لكن أحد الدروس المستفادة من ثورة يناير، هو أن طريقة تفكير النظام القديم لا تؤتي ثمارها الآن، ويبدو أن الجيش لم يتعلم ذلك. لقد أثبت المصريون مرارا خلال العامين الماضيين أنهم غير مستعدين لتحمل العيش في مجتمع قمعي'.