أعلن فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية اليوم أن دار الإفتاء قررت إطلاق مبادرة عاجلةٍ لتفكِيكِ فكرِ التكفيرِ والرَّدِّ علَي مُنطلقاتِهِ وتحذيرِ المجتمعِ منَ الانجرافِ إلي نفقِهِ المظلمِ.جاء ذلك خلال المؤتمر الكبير الذي عقد بدار الإفتاء المصرية تم عرض ما حققته الدار من إنجازات خلال العام 2013، وما ستسعي لتحقيق في العام المقبل 2014، فيما اطلق مفتي الجمهورية مبادرة لمواجهة الإرهاب ووجه رسائل للمصريين حول الأوضاع الراهنة في البلاد.وأوضح مفتي الجمهورية أنه سيسعي إلي تطبيق هذه المبادرة من خلالِ عدة إجراءاتٍ أولُها إنشاء مرصد إعلامي بدار الإفتاء يرصد ويتتبع مقولات التكفير في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلي شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، إيمانا من الدار بأنه من خلال امتلاك منظومة متكاملة للرصد والمتابعة نستطيع أن نتواصل وتتفاعل ونتعاطي مع الحدث بشكل أفضل وأسرع وأكثر إيجابية وقد بدأت بالفعل باتخاذ خطوات تنفيذية تجاه هذا الأمر.وأشار مفتي الجمهورية إلي أنَّه سيكتبُ مقالاً أسبُوعيًّا يناقِشُ فيه دعاوَي التكفيرِ ويفنِّدُ حُججَهُ، تلبيةً منِّه لنداءِ الواجبِ الذي يتعطَّشُ له المجتمعُ المصريُّ فِي هذِهِ الفترةِ الفارقةِ من تاريخِهِ. و اضاف فضيلة المفتي أن أمناءُ الفتوي بدارِ الإفتاءِ سيقومون بإصدارِ ردودٍ عاجلةٍ، تَصدرُ بصورةٍ منتظمةٍ، تشتَملُ علي المناقشةِ العلميةِ الرَّصِينةِ العميقةِ لأوهامِ التكفيرِ، وتفكِّكُ دعاوَاهُ، وتحصِّنُ الناسَ منه. أما رابع الإجراءات التي ستتخذها دار الإفتاء لمبادرة مواجهة الإرهاب هو توصيلُ منتجاتِ هذهِ المبادراتِ إلي وَزَارةِ الأوقاف، ووَزَارةِ التربيةِ والتعليمِ، والمنابرِ الإعلاميةِ، والمراكزِ البحثيةِ، لضمانِ تعظيمِ الاستفادةِ منها، وتحصينِ كافَّةِ شرائحِ المجتمعِ. واشار مفتي الجمهورية إلي أنه يدرس تحويلَ ذلكَ كلِّهِ إلي دوراتٍ تدريبيةٍ تهدُفُ إلي إعادةِ تأهيلِ الشبابِ الذي وقعَ في براثنِ التكفيرِ بُغْيةَ استيعابِهم والقيامِ بواجبِ تبصيرِهم. و أكد فضيلة المفتي أن ما يقوم به الإرهابيون من تفجيرات في مصر هو محاولة رخيصة لزعزعة أمن الوطن وبث الفزع في قلوب المصريين من أجل إعاقة مسيرة التقدم والاستقرار. وأوضح فضيلة المفتي أن من يعتدي علي النفس البشرية أيًّا كانت فإنه ينسلخ من وطنيته وقيم دينه، وجزاؤه هو جزاء المفسد في الأرض. وأضاف أن الإرهابيين يحاولون إرباك المشهد المصري خاصة وأنهم يرون الدولة المصرية تسير بخطي ثابتة في خارطة الطريق عقب الانتهاء من التعديلات الدستورية وقبيل طرحه للاستفتاء منتصف الشهر المقبل لتبدأ مصر بعدها الخطوات الفعلية للبناء والاستقرار. وشدد مفتي الجمهورية علي مسئولية الدولة في مكافحة الإرهاب بكافة ما تملك من وسائل وأدوات، مشيرًا إلي أن المسئولية لا تقع علي الدولة بمفردها بل تشمل المواطنين كذلك، لأن حماية الوطن تأتي في مقدمة الواجبات الشرعية المنوط بها كلٌّ من المسئولين والمواطنين علي حدٍّ سواء. ومن جانب صرح الدكتور إبراهيم نجم – مستشار مفتي الجمهورية- أن دار الإفتاء أصدرت هذا العام حصيلةً كبيرةً من الفتاوي، قاربَ عددُها نصفَ المليون فتوي بتسع لغات مختلفةٍ، تنوَّعت جميعُها بين الفتاوي الشفوية والهاتفية والموثقة وفتاوي الإنترنت، مما يعكسُ الدورَ الكبيرَ الذي تقوم به دارُ الإفتاء من أجل القيامِ علي شئونِ المسلمين، وتحملِ المسئولية الملقاةِ علي عاتقِها تجاه الأمة، ويؤكد أيضًا أنها تهتمُّ بكل ما يهمُّ المسلمَ من أمور في مناحِي حياته المختلفة.وفي سياق مواجهة الإرهابأكد علماء الأزهر ان مصر تمر بمرحلة حاسمة من تاريخها وهي تواجه إرهابا لا دين له ولا وطن يستحل دماء المصريين دون رحمة وشدد علماء الأزهر علي أن ما يقوم به هؤلاء الإرهابيون الغاشمون من قتل للأبرياء وترويع للأمن أمر حرمه الإسلام، بل والأديان السماوية كلها، مؤكدين علي أن الإسلام يرفض الإرهاب بجميع أشكاله وصوره، لأنه قائم علي الإثم والعدوان وترويع الآمنين، وتدمير البلاد، ومقومات الحياة. كما أكد العلماء علي مسئولية جميع المواطنين في مصر في مواجهة هذه الفئة الضالة، لأن حماية الوطن تأتي في مقدمة الواجبات الشرعية المنوط بها كلٌّ من المسئولين في الدولة والمواطنين علي حدٍّ سواء, في مكافحة الإرهاب بكافة ما تملك من وسائل وأدوات وطالب علماء الأزهر جميع المصريين بالابتعاد عن كل ما يفضي إلي الإخلال بأمن البلاد والعباد أو يسبب العنف والإرهاب واستخدام القوة، فضلاً عن الالتزام بصِيانة حُرمات الدماء والأموال والأعراض فرديَّةً أو اجتماعيَّةً أيًا كانت هذه الدماء, فمن الواجبٌ الدِيني والوطَني والإنساني صيانةُ كلِّ قطرة دمٍ لكلِّ مصري. وجدد العلماء دعوة إلي نبْذ كلِّ ما يتَّصل بلُغة العنف في حلِّ المشكلات، والقِيام بحملةٍ مُنظَّمة لمواجهة هذه الأفكار من خلال منهج الأزهر الوسطي.و تهميش أصحاب الخطاب المتطرف، الذين يريدون هدم الإسلام وعدم استضافتهم في وسائل الإعلام وترك مساحة لعلماء الوسطية للتعبير عن القضايا التي الأمة . ووجه العلماء نداءً للشعب المصري ان يعمل علي نهضة الوطن ويركز علي اعلاء قيمة العمل والبناء مشددين علي أن رسالة الازهر هي جمعِ الكلمة، ونبذ الخلاف والفُرقة التي توهن من قوتنا، وتذهب بريحنا.وفي ذات السياق اكد نقيب الأشراف السيد محمود الشريف علي ان كل من يتسبب في اراقة الدماء لن يفلت من العقاب الإلهي معربا عن إدانته الكاملة لكل أعمال العنف التي تمثل أعمالا إرهابية تتنافي مع شريعة الاسلام السمحه وكافة الشرائع السماوية نافيا أية صلة بين شريعة الإسلام السمحة وما يقع من أحداث عنف ما أنزل الله بها من سلطان وان المحظورة تحاول جر البلاد الي مستنقع من الدماء والفتن.موضحاان حرمة الدماء التي هي أشد علي الله من حرمة الكعبة المشرفة