اقتتح الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة معرض الفنان التشكيلي /سعد زغلول الذي أقامه قصر الابداع الفني ب6اكتوبر برئاسة القاص / محمد رفاعي التابع للادارة العامة للقصور المتخصصة برئاسة الاعلامي/سالم الشربيني مساء السبت الموافق21/12/2013بمقر القصر بحضور الشاعر/مسعود شومان رئيس الادارة المركزية للدراسات والبحوث ونخبة متميزة من قيادات الهيئة والمطرب والملحن /أحمد اسماعيل والجماهير المعنية بالفن. وتضمن المعرض أكثر من عشرين لوحة فنية تتميز بجمالها اللوني وتعبر عن العادات والتقاليد والطقوس والالعاب الشعبية, وعقب الافتتاح أقيمت ندوة عن تجربة الفنان/سعد زغلول ودوره في رعاية الحرف التراثية خاصة تجربة 'التللي' شارك فيها الشاعر سعد عبد الرحمن والشاعر مسعود شومان وأدارها ا.محمد اسماعيل. وقال الشاعر مسعود شومان أن ا.سعد زغلول فنان كبير له اسم تراثي واسم كبير في الفن التشكيلي, وهو فنان وطني يدرك قيمة التراث والفن الشعبي, وهو ليس فنان تشكيلي فقط ولكن مكتشف وموقظ للحرف التراثية التي تذوب وتنتهي, وقد بدأ حياته كرسام ومصمم للطوابع البريدية وهذا العمل كان فيه جزء فني, وفي لوحاته نري انه عارف بالتراث فكان يستنبط فيها كل العادات والتقاليد والألعاب الشعبية, وهو من أسس بيت لاحياء فن'التللي' رغبة منه في الحفاظ علي هذا الفن وهذه الحرفة. كما أعرب شومان عن سعادته بأن الهيئة تجتذب مرة اخري هذا الفنان حتي تقدمه علي المستوي العالمي وليس المحلي فقط. أما الشاعر سعد عبد الرحمن قال أن الفنان سعد زغلول ودرويش الأسيوطي وبخيت فراج كان لهم تأثير في حياته, وأنه بدأ القراءة مبكرا فأدخلته للقصة والشعر والرواية, كما أدخلته أيضا لمجالات أخري فنية وفكرية, وأشار الي انه في الماضي كان هناك مجلة في اسيوط اسمها 'صوت الجماهير' تصدر عن تنظيم حكومي اسمه الاتحاد الاشتراكي الا انها كانت خارج السياق الحكومي فكانت تخوض معارك من اجل تغيير الواقع في هذه المحافظة المتمثل في الفقر والبطالة, وكان احد فرسان هذه المجلة هو الفنان سعد زغلول. واضاف ان زغلول فنان عصامي مثقف ملتزم بقضايا مجتمعه لأنه مرتبط بالبيئة التي نشأ فيها, ومعظم لوحاته تعبر عن قضاياه, وفيها احتفاء بالحياة الثقافية, وتتحدث عن العادات والتقاليد, والقيمة الاجتماعية يركز عليها الضوء ليس لمجرد اهداف فنية ولكن لأهداف تربوية وثقافية, وهو مثل درويش الاسيوطي الذين فضلوا ان يقيموا في اقاليمهم ورفضوا النزوح الي القاهرة. واستطرد قائلا ان سعد زغلول قيمة ثقافية كبيرة, وان مواقع الثقافة الجماهيرية في الاقاليم لم يكن لها شأن ولادور ولا قيمة ثقافية الا من خلال هؤلاء امثاله وامثال الاسيوطي وبخيت فراج, وهم مازالوا يحفرون في الصخر بالرغم مما يواجهونه من عقبات واحباطات ونكران في الاعلام, فهم يصنعون حركة ثقافية وفنية جادة في هذه الاقاليم. واختتم الشاعر سعد عبد الرحمن حديثه قائلا ان قصر الابداع يعد نموذج من النماذج التي يجب ان يحتذي بها, وهو لايكتفي بالحرف التراثية فقط ولكنه يقدم انشطة متنوعة سواء ندوات او امسيات شعريه.. الخ, كما منح القصر مكافئه نظرا لنشاطه المتميز. والفنان سعد زغلول بدأ حديثه قائلا انه سعيد بالموقع الثقافي وبالجهد الرائع المبذول من القائمين عليه, وواشار الي انه لم يكن يعرف المكان وتم التعارف علي ا.محمد رفاعي مدير القصر من خلال النت ولمس فيه انه انسان مؤمن بعمله ويريد ان يفعل شيء, ونحن قد تعودنا ان نعطي مواقعنا كل مانستطيع من جهد. ثم وجه الشكر للشاعر سعد عبد الرحمن لتشريفه بالحضور, وقال انه واحد من المبدعين من الاقاليم, وهذه اول مرة رئيس هيئة يعيش محنة الاقاليم الثقافية, فهو اكثر الناس دراية بها فهي كانت تعاني من الاهمال دائما, وكان ذلك يجعل المبدعين ينزحون من الاقاليم للقاهرة, ثم اضاف انه يريد ان يقف عند محطتين: الاولي.. وهي مجلة 'صوت الجماهير' فهي تجربة تستحق البحث اليوم, فهي كانت مجهولة وغير معروفة وكان يحررها مجموعة من الشباب في سن ال17, وكانت تبحث عن المواهب, كما كانت لسان حال المواطن الذي يعيش في نجع, فكانت تأخذ مشكلته وتعرضها بحدة, وهذه التجربة كانت مذهلة لكبار الصحفيين في القاهرة, واسيوط كانت ظاهرة في حد ذاتها تستدعي البحث لان فيها كم من المبدعين لاتعرفهم الا اذا جلست وسطهم فهم يعملوا في مواقعهم بتجرد تام, فكان فيهم الموسيقيين والمسرحيين وفي كل مجالات الابداع. اما المحطة الثانية فكانت عن تجربة 'التللي' وسرد فيها كيف اكتشف هذا الفن وهذه الحرفة الي ان اسس بيت لاحياء هذا الفن, واضاف انه من خلال البحث عرف ان'التللي' معروف في دول اخري ولكن باسماء مختلفة مثل دول الخليج ولبنان والهند ولكن ليس بروعة المصري الذي يتميز باشكال بديعية ومعاني تعبر عن العادات والتقاليد. وقال ايضا ان هذا الفن يقضي علي البطالة عند الست الصعيدية فالطرحة تحتاج لعمالة كثيرة, كما انه منتج مرغوب بالتشكيل البديع والمعني الذي فيه ويتهافتون عليه في الخارج, واضاف ان الصندوق الاجتماعي دعم هذه الحرفةبمنحة قدرها 140الف جنيه. وعقب الندوة قام الشاعر سعد عبد الرحمن بتكريم الفنان /سعد زغلول والمطرب والملحن/احمد اسماعيل باعطائهما درع الهيئة, كما كرم نخبة من العاملين بقصر الابداع باعطائهم شهادات تقدير وفي الختام قام المطرب/احمد اسماعيل بالعزف علي العود وتقديم بعض الفقرات الفنية من التراث.