قال تقرير طلب رئيس الوزراء الفرنسي، جان مارك إيرو، إعداده إنه ينبغي لفرنسا تخفيف علمانيتها الصارمة من أجل تحسين دمج المهاجرين وذلك بالسماح للمسلمات بارتداء الحجاب في المدارس ودعم تدريس اللغة العربية. وأثار التقرير الذي جاء في إطار مراجعة حكومية لسياسة الاندماج انتقادات من السياسيين المحافظين في المعارضة وقلقا بين الاشتراكيين الحاكمين. وقال التقرير إن فرنسا التي يوجد بها أكبر عدد من المسلمين في أوروبا ويجب أن تعترف بالبعد العربي الشرقي لهويتها بتغيير أسماء شوارع وأماكن علي سبيل المثال وتغيير مناهج التاريخ في المدارس وتحديد يوم خاص للاحتفال بمساهمات ثقافات المهاجرين. ورغم الحظر الرسمي للاحصاءات المبنية علي أساس عرقي يعيش في فرنسا ما يقدر بنحو 5 ملايين مسلم أغلبهم من مستعمرات فرنسية سابقة في إفريقيا مثل الجزائر والمغرب. وقال 'إيرو'، الذي سيرأس اجتماعا وزاريا، في يناير المقبل، حول تعزيز الاندماج استنادا إلي أمور عدة من بينها هذا التقرير إنه لا نية لرفع حظر الحجاب ونأي بنفسه عن التقرير. وقال للصحفيين بعدما لفتت صحيفة 'لو فيجارو' الانتباه إلي الوثيقة التي نشرت علي الموقع الالكتروني الرسمي لرئيس الوزراء، نوفمبر الماضي: 'مجرد تسلمي لتقرير لا يجعل منه سياسة حكومية'. ومن بين الاقتراحات التي تقدم بها الموظف العمومي الكبير، تييري توت، ومجموعة من الخبراء في التقرير منع السلطات ووسائل الاعلام من الاشارة إلي الجنسية أو الدين أو العرق واستحداث جريمة جديدة تحت مسمي 'التحرش العرقي'. وأوصي التقرير أيضا بتعزيز تدريس اللغة العربية واللغات الافريقية في المدارس الفرنسية. وقال 'إيرو' إن الهدف من التقرير تقديم توصيات بشأن سبل مكافحة التمييز وعدم المساواة، وقالت زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية، مارين لوبان، إن تنفيذ التوصيات من شأنه أن يرقي إلي 'إعلان حرب علي الشعب الفرنسي'. وأوضح المتحدث باسم المشرعين الإشتراكيين، تييري ماندون، أنه يجب التفريق بين نهج صحي شامل وبعض الاقتراحات 'المتطرفة'، مؤكدا أنه لا مجال للتراجع عن قانون صدر 2006 وحظر ارتداء الحجاب وغيره من الرموز الدينية في المدارس. وشهدت فرنسا موجة من أعمال الشغب التي قام بها شبان في 2005 في ضواح فقيرة يتركز فيها كثير من المهاجرين مما أدي إلي دعوات لتعزيز جهود الحكومة لتحسين الاندماج الاجتماعي والاقتصادي للشبان من أصول مهاجرة.