يخطئ من يتصور، أو يتوهم، ولو للحظة واحدة، أن ما يجري من عمليات تخريب 'ممنهج' في مصر، هو مجرد مصادفة، لتلاقي بعض التيارات، التي تعمل علي نشر 'الفوضي' في البلاد.. بل إن الحقائق المؤكدة، والمدعومة بالمعلومات الموثقة، تجزم، بشكل.. لا ريب فيه.. أن ما يجري، هو فصل من فصول المؤامرة، التي تتعرض لها مصر، منذ فترة ليست بالقصيرة. وهدف هؤلاء جميعًا، هو إسقاط الدولة المصرية.. وهو قاسم مشترك، يجمع بين جماعة الإخوان 'الإرهابية' التي لا تعرف معني الانتماء للوطن، أو الوطنية.. والتي تنهل منابعها الفكرية، ومواقفها السياسية من منهج 'سيد قطب' وخاصة كتابيه، اللذين يشكلان دستور تلك الجماعة في وضعها الراهن، وهما 'في ظلال القرآن' و'معالم في الطريق'.. واللذان يعتبر فيهما 'سيد قطب' أن المجتمع الحالي يعيش عيشة 'الجاهلية الأولي' أو 'أشد جهلاً' عما كان عليه وضع المشركين قبل بعثة النبي محمد 'صلي الله عليه وسلم'.. أي أن 'سيد قطب' وتابعيه، ممن ينشرون الفساد والإرهاب، والعنف وترويع البشر في كافة ربوع مصر، إنما يتعاملون مع المجتمع المصري الحالي، كونه مجتمع جاهلاً، وكافرًا.. وبالتالي هم يستبيحون الوطن، ومؤسساته، وجنوده، وضباطه، ومرافقه.. لأن كافة هؤلاء يشكلون في نظرهم مؤسسات للكفر والشرك بالله 'والعياذ بالله'. ومن هنا يمكن فهم تلك القسوة في قتلهم واتباعهم لجنودنا وضباطنا، حتي الأبرياء والأسري منهم، كما حدث في واقعة إعدام 25 من الجنود المصريين خلال رحلة عودتهم من أداء خدمتهم العسكرية في رفح.. ومن هنا أيضًا يجب علي الجميع أن يتفهم أن أي حوار مع هذه الجماعة واتباعها من الإرهابيين، هو ليس أكثر من توريط للدولة المصرية في المزيد من نهر الدماء المتدفق علي أيدي تلك الجماعات وتابعيها، كما أن ذلك يكشف عوار دعاوي المصالحة معها، لأن اتباعها أغلقت عقولهم 'بالضبة والمفتاح' ولم يعودوا قادرين علي التفكير، أو تبصر كم الجرائم التي ترتكبها جماعاتهم، رغم ضراوتها، وخروجها عن كافة القيم الإنسانية، والدعاوي البشرية.. وهنا يجب ألا يعلق أحد آمالاً واهية علي 'خير يرتجي' من 'تنظيم شرير' و'أتباع مغيبين'.. هم أبعد ما يكونون عن الإيمان، أو فهم دور الدولة الوطنية. يتبعهم في ذلك 'شياطين 6 أبريل' جناح الخيانة، والغدر، والتبعية والعمالة للخارج، وكذلك من يسمون أنفسهم ب'الاشتراكيين الثوريين'.. وهؤلاء جميعًا لا يؤمنون بالدولة الوطنية.. بل إنهم، وفي كل مساعيهم، ودعواتهم للتظاهر، والخروج علي الدولة المصرية، إنما يستهدفون فقط تدمير مؤسسات الدولة، ونشر الفوضي في ربوع مصر، وإنهاء دور الشرطة المصرية، كحامية للأمن الوطني، وتمزيق الجيش المصري، وهو الجيش الوحيد المتماسك، والمتحد علي قلب رجل واحد في المنطقة. هذا المنطق الذي يحكم هؤلاء، يجد مرجعيته لدي دوائر الغرب، والشرق، والتي لا تريد لمصر خيرًا، ولا تريد لها أن تتعافي، وتخرج من دائرة السقوط والضعف والانهيار والتردي، وهي في سبيل ذلك تنفق ملايين الملايين علي اتباعها في المجتمع المصري، من أجل تقوية شوكتهم، ودفعهم لمواجهة قوات الأمن والجيش، بل وهز هيبة الدولة، واسقاط مؤسساتها.. والمحصلة النهائية لكل تلك الأهداف والمخططات الإجرامية، هو أن تلحق مصر بالنموذج العراقي، والسوري، والليبي، بل والنموذج الصومالي.. وفي كل ذلك تنفيذ لمخططات الغرب، الذي يستهدف إبقاء إسرائيل القوة الأكبر في منطقة الشرق الأوسط. وعلي ذلك يمكن فهم أن من يخرجون للتظاهر في هذه الفترة، ويرفعون شعارات قمع الدولة للحرية، ويروجون بأن ما يجري هو انتكاسة لما تحقق في ثورة 25 يناير 2011، هؤلاء جميعهم كاذبون، ومتآمرون.. لأن قانون تنظيم الحق في التظاهر رغم ملاحظاتنا علي بعض بنوده يستهدف فقط تنظيم التظاهر في البلاد، بعد أن خرجت جماعات الإرهاب المتأسلمة عن حدود القانون، وعاثت في الأرض فسادًا، وراحت تدمر وتخرب في كافة أرجاء المجتمع.. ولأن هؤلاء وأولئك تجمعهم عقيدة الفوضي، ونشر العنف، والعداء لمؤسسات الوطن.. فإنهم يتجمعون الآن من أجل اسقاط هيبة الدولة. ومن المؤكد أن مصريًا شريفًا، يعشق تراب هذا الوطن، ويعرف أبعاد المخطط الإجرامي الذي نسجته دوائر الشر، لن يقبل أبدًا بتكرار النموذج العراقي والسوري والليبي والصومالي علي الأرض المصرية.. فمصر التي ظلت متماسكة، عبر الزمان، لن تسمح لحفنة من المتآمرين، مهما كان عددهم، أو القوي التي تدعمهم في الداخل والخارج، والمليارات التي تتدفق لإشعال الفتن، ومهما كانت الأباطيل التي يروجها إعلام 'الجزيرة' العميلة وأشباهها.. ستجهض المؤامرة، بتماسك أبنائها من الشرفاء، ومؤسساتها الوطنية، وعلي رأسها الجيش والشرطة.. وستدحر العملاء والمآجورين.. مهما كان الثمن.. مهما كان الثمن!!