5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعترافات وفتاوي 'القرضاوي' بعد القرض والأرض !!

كان شهر يوليو 2013 حافلاً بفتاوي وآراء وأحاديث الشيخ الإخواني يوسف القرضاوي حول ما يسميه ب 'الانقلاب علي الشرعية في مصر'، وقد أفرغ الأزهري المعمم الذي يتولي رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كل ما في جعبته من فتاوي ودعاوي للجهاد والاستشهاد لإعادة 'محمد مرسي' و'الإخوان' إلي حكم مصر والتنديد بما وصفه ب 'الانقلاب العسكري' وما ادعي أنها جرائم يرتكبها الجيش وتستحق منه أن يطلق دعوات النفير إلي المسلمين في أرجاء المعمورة لينطلقوا أفواجاً إلي أرض الكنانة مقاتلين مجاهدين في مواجهة قوات الجيش والشرطة !!
يبدو أن الكلمات التي تدفقت من لسان الشيخ الكهل عن الانقلاب لمست جراحًا عند أولياء النعمة والفضل في إمارة قطر فأراد الرجل أن يعلن لهم أن حديثه عن الانقلاب لا يمس قطر من قريب أو من بعيد فخرج – وبدون مناسبه أو داع - علي موقعه الرسمي علي شبكة الانترنت ليدافع عن واحد من الانقلابات التي شهدتها قطر وأطلق عليها اسم 'الحركة التصحيحية' ودافع عن حملات الاعتقال التي جرت في تلك الفترة ضد معارضي هذا الانقلاب.. لكن يبدو أن اقتراب الرجل من التسعين من عمره جعل الكلمات تتفلت من قلمه وتكتب ما يشين شخصه ويهين قدره كعالم أزهري، وفتح الرجل مذكراته وكتب المقال العجيب يوم الأحد 15 رمضان 1434 ه الموافق 21 من يوليو 2013 تحت عنوان 'الحركة التصحيحية في قطر'، وكان المقال حقاً عجيباً في معناه غريباً في محتواه، فقد بدأه الرجل بتبرير الانقلاب الذي نفذه الشيخ خليفة بن حمد بن عبد الله آل ثاني في 22 فبراير 1972م ضد ابن عمه الشيخ أحمد بن علي بن عبد الله آل ثاني أمير قطر في ذلك الوقت ونقل الحكم به إلي نفسه، وقد وصف القرضاوي هذا الانقلاب بأنه 'حركة تصحيحية في قطر' وقال: '.. كان الشيخ أحمد أمير قطر رجلا طيبا في نفسه، مهذبا رقيق الحاشية، جوادا كريما، يلقي من يزوره بهشاشة وبسطة وجه، ولكنه لم يكن متفرغا للحكم، وحمل أعبائه، وحل مشاكله، وكان كثير الأسفار والرحلات في مناطق شتي، وكان قد ترك هم الحكم لنائبه وولي عهده، ولقد شاء قدر الله أن تحدث في أشهر محدودة عدة أحداث، وعدة أخطاء حسبت علي الشيخ أحمد، عجلت بنقل الحكم إلي الشيخ خليفة بدون دماء، وبإقرار شيوخ الأسرة الحاكمة. وكان الشيخ أحمد خارج البلاد، فظل خارج قطر، ولا سيما أنه صهر الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي الشهير، وزوج ابنته، وله قصر هناك، وأيد جمهور الشعب القطري هذا التحول، وأطلق عليه 'الحركة التصحيحية' نظرا لأن الشيخ خليفة كان هو المفروض أن يكون هو الحاكم بعد الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، الذي تنازل لابنه الشيخ أحمد عن الحكم، فحرم الشيخ خليفة من حقه في تولي الحكم بعده، ولهذا اعتبروا هذه الحركة تصحيحا لهذا الخطأ'.
ويستمر القرضاوي في تبريراته العجيبة ويبرأ ساحة الشيخ خليفة من المجزرة التي راح ضحيتها ثلاثة وثمانون من رجال الشيخ أحمد علي ظهر السفينة 'الريان' في الأيام الأخيرة من حكمه والتي يقول القرضاوي بنفسه إنها كانت سبباً في الإطاحة به من العرش فيضيف قائلاً: 'كان من هذه الأحداث: السفينة التي كانت متجهة إلي إيران، وتقل عددا كبيرا من رجال الشيخ أحمد وأتباعه، وقد ابتلعتهم مياه الخليج، ولم ينج منهم إلا آحاد قليلة، وكانت هذه السفينة تقل هؤلاء الأتباع وما معهم من أدوات ومتاع لرحلة الصيد أو القنص المنشودة، فهلكت السفينة ومن فيها قبل أن تصل إلي مقصودها، وحمَّلت جماهير قطر الشيخ أحمد أمير البلاد نتيجة ما جري' !!!!
ولم يصف القرضاوي حادثة الباخرة بذات الأوصاف التي يتحدث بها الآن عن كل حدث يقع في مصر بعد الثالث من يوليو 2013، ولم يقل إن تحطم الباخرة القطرية الريان كان مؤامرة - مثلاً - نفذها الانقلابيون للتخلص من رجال الشيخ أحمد قبل عزله وقبل اعتقال ما تبقي من أقوي مؤيديه ورجاله !!
واستمر القرضاوي في تبرير الانقلاب القطري متهماً الشيخ عبد العزيز بن أحمد بالتخطيط لانقلاب مسبق ضد عمه الشيخ خليفة الحاكم الجديد، وقال: 'أضف إلي ذلك تصرفات تتسم بالخفة والطيش من الشيخ عبد العزيز بن أحمد ضد عمه الشيخ خليفة، وقيل: إنه كان يجمع أسلحة، ويهيئ رجالا، للإعداد لانقلاب علي الشيخ خليفة، وطالما شكا الشيخ خليفة من تصرفاته، حتي فاض الكيل، وطغي السيل، فكان لا بد من موقف حاسم يضع الأمور في نصابها، وقد وقفه الشيخ خليفة في ابانه المناسب'، ونسي الشيخ القرضاوي أنه قال قبل سطور إن قيام الشيخ خليفة بعزل عمه جري باتفاق جميع أعضاء الأسرة الحاكمة !!
ودافع الشيخ يوسف القرضاوي عن الاعتقالات التي نفذها الشيخ خليفة بعد الانقلاب وقال: 'الحق أننا لم نر ولم نسمع أي إيذاء لأولاد الشيخ أحمد أو قرابته وأوليائه، إلا ما أصاب ابنه الشيخ عبد العزيز من الخروج من الوزارة، وكان وزيرا للصحة، وهذا طبيعي، وبخاصة ما قيل عنه: إنه كان يحضر لانقلاب يطيح بالشيخ خليفة واضاف: 'وقد اعتقل بعض أتباع الشيخ أحمد فترة قليلة من الزمن مثل الأستاذ عبد البديع صقر، ولكنه لم يؤذ في معتقله، ولم توجه إليه أي إهانة، ثم ما لبث أن أفرج عنه.
وكشف القرضاوي عن مكانته لدي الانقلابيين في قطر في ذلك الوقت وعن تدخله شخصياً لاطلاق سراح شقيق القيادي الإسلامي الشيخ أحمد العسال، وقال: 'وقد اعتقل بعض الشباب التابعين للأستاذ عبد البديع صقر، ولم يكن لهم في العير ولا النفير، منهم: علي العسال شقيق الشيخ أحمد العسال، فكلمت قائد الشرطة في ذلك الوقت في شأنهم الشيخ حمد بن قاسم بن حمد، فأفرج عنهم فورا !!
القرض والأرض !!
ويعترف القرضاوي أن الشيخ خليفة 'قائد الانقلاب' منحه قطعة أرض ومبلغ 350 ألف ريال تحت مسمي قرض فكتب في ذات المقال تحت عنوان 'أرض وقرض من دولة قطر' وقال:
في يوم من شهر رمضان في هذه السنة 1392ه، 1972م، وبعد درس من دروس العصر، سألني الشيخ خليفة أمير قطر: هل تملك بيتا في قطر؟ قلت له: يا طويل العمر، أنا أسكن علي حساب قطر، قال: يعني بالإيجار؟ قلت: نعم، قال: ألا تحب أن يكون لك بيت تملكه؟ قلت: بلي، ومن ذا الذي لا يحب ذلك؟ قال: وما يمنعك من ذلك؟ قلت: وأنا أضحك: المصريون يقولون في مثل هذه الحالة: العين بصيرة، واليد قصيرة. الأرض وحدها بمبلغ، فضلا عن البناء والتأثيث.
قال: سآمر لك بأرض وقرض، يساعدك علي البناء.
وبعد درس اليوم التالي، قال الشيخ خليفة: وجدنا لك مكانا مناسبا جدا، في شارع السد، وسآمر عبد الرحمن أبو حميد مدير إدارة التسجيل العقاري، أن يتصل بك، ويريك المكان، ويرتب كل شيء.
وقد تم كل شيء فعلا بسرعة، كما قال الشيخ حفظه الله، وتسلمت الأرض، وتسلمت القرض، الذي يعطي لكبار الموظفين القطريين '!!!!' ويقسط علي عشرين سنة، ولكنه لم يكن كافيا، 'كان نحو في ذلك الوقت 350 ألف ريال' ولم تكن البنوك الإسلامية قد نشأت بعد في قطر، حتي أدخل معها في مرابحة تسدد علي عدة سنوات، كما يحدث الآن، ولذا لجأت إلي البنك – بنك قطر الوطني- ليقرضني مبلغ ثلاثمائة ألف ريال قطري، وقال البنك: عليك فوائد مقدارها كذا وكذا، فقلت لهم: ألا يمكن الاستثناء من هذه الفوائد؟ فأنتم تعلمون أنها حرام، ولا يمكن لمثلي أن يدخل فيها؟ قالوا: هذا غير ممكن، حسب قانون البنك. قلت: حتي لو جاءكم أمر من الأمير؟ قالوا: الأمير يملك أن يتصرف في هذا بأي طريقة، وقد يتحملها هو.
قابلت الأمير، وقلت له: تعلم أني أحرم الفوائد، فأرجو أن تعفيني من هذا الأمر، قال: سآمر البنك ألا يطالبك بأية فوائد !!!!
وينسي القرضاوي ما قال إنه قرض ويعترف أنها كانت منحة 'مزدوجة'، ويقول: 'كانت هذه المنحة تأكيدا لجنسيتي القطرية التي اكتسبتها بجوازي القطري'.
واتفقت مع صديقنا الأخ سالم حسن الأنصاري – ولديه شركة مقاولات - أن يقوم ببناء البيت، وقد كانت المباني في ذلك الوقت تتكلف كثيرا جدا، ومواد البناء باهظة الثمن، ولذا تم بناء البيت علي قدر فلوسي، مع أن الأخ سالما حفظه الله، أكرمني في تقدير التكلفة '!!!!!' ومع هذا لم يكن بالمستوي الذي أتوق إليه، لهذا آثرت أن أؤجره ولا أسكنه !!!!
ومع أن الشيخ خليفة بن حمد كان صاحب القرض والأرض والفضل في حياة القرضاوي إلا أنه التزم الصمت ولم يدافع عنه عندما سقط عرشه في الانقلاب الذي نفذه الابن حمد ضد أبيه خليفة في يونيو 1995 ولم تمر عدة أشهر إلا وقد انضم القرضاوي إلي قائمة العلماء المقربين من الحاكم الجديد حمد متناسياً الأرض والقرض والتعيين في جامعة قطر، وما تبع ذلك من نعيم مقيم !!
القذافي وبشار وطاعة الحاكم !!
وعلي ذات النهج كان موقف الدكتور يوسف القرضاوي من العقيد معمر القذافي فأثناء زيارته إلي ليبيا في عام 2003 وصف القرضاوي العقيد القذافي ب 'الأخ قائد الثورة صاحب التحليلات العميقة والواضحة لمجريات الأحداث'.، وصلي القرضاوي خلف القذافي مأموماً ومعه عدد من دعاة مصر وأكابر الإسلاميين !!!
وفي عام 2010م شارك القرضاوي في احتفال النادي الدبلوماسي في قطر بمناسبة العيد الواحد والأربعين لثورة الفاتح، ولكن بعد عدة أشهر فقط وفي عام 2011 انقلب القرضاوي رأساً علي عقب وأصدر فتوي أهدر دم العقيد معمر القذافي ودعا إلي قتله، وارتفع صوته مع هدير طائرات حلف 'الناتو' وهي تدمر عدة وعتاد الجيش الليبي وقال عبر شاشة 'الجزيرة': 'أوصي أبناء الشعب الليبي بالصبر والثبات مثل ما أوصيت به أبناء مصر، وأقول لإخوتي الليبيين اثبتوا علي مواقفكم واستمروا في مسيرتكم والله ناصركم لأنه عز وجل ينصر الحق ويمحق الباطل وإن شهداءكم في الفردوس الأعلي عند الله'.وظلت قناة الجزيرة تنقل فتواه مرارا وتكراراً طوال ساعات اليوم الواحد، مع تكرار الضربات الجوية الأمريكية والغربية والعربية فوق ليبيا، وكانت طائرات الشيخ حمد بن خليفة تشارك بنصيب في هذه الضربات !!!
أما موقف الدكتور يوسف القرضاوي من الرئيس السوري بشار الأسد، فلم يختلف كثيرا عن موقفه من العقيد القذافي، فقد مدحه في عام 2009 ووصفه بالرئيس بشار الأسد حماه الله وقال 'سيتآمرون عليه مستقبلاً لرفضه غزو العراق ولبنان ومساندته غزة.. ' لكن عندما اشتد الصراع في سوريا واستلت أمريكا والغرب السيوف علي رقبة الأسد وقف القرضاوي علي منبره في الدوحة في الثاني من ديسمبر 2011 وقال: أقسم بالله ان بشار الأسد قد انتهي !!
فتاوي السمع والطاعة للحاكم المتغلب
كان القرضاوي – حتي نهاية عام 2010 يرفض بشكل قاطع دعاوي استخدام العنف والخروج علي الحكام كآلية من آليات التغيير وساق علي ذلك الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وشرح واستفاض منها في كتبه وإصداراته ومقالاته وحواراته وتصريحاته ومنها ما يلي:
- نقلت عنه صحفية الشرق الأوسط في العدد 11622 الصادر بتاريخ الخميس 15 شوال 1431 ه 23 سبتمبر 2010، قوله عن أعمال العنف والمقاومة المسلحة: 'إنها لا تحقق الهدف منها، فلم تسقط بسببها حكومة، بل لم تضعف بسببها حكومة, وكل ما يمكن أن تنجح فيه جماعة العنف في بعض الأحيان هو قتل رئيس دولة أو رئيس وزارة أو وزير, أو مدير أمن أو نحو ذلك, ولكن هذا لا يحل المشكلة، فكثيرا ما يأتي بدل الذاهب من هو أشد منه وأنكي وأقسي في التعامل مع الإسلاميين'!! وأكد القرضاوي أن قيادات الجماعات المسلحة في الشيشان، في طريقهم إلي إجراء مراجعات فقهية، تمهيدا لنبذ العنف من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلي البلاد فقال: 'زارني وفد من علماء الشيشان، وطلبوا إلي أن أتوجه بكلمة إلي أبناء الشيشان، الذين يتخذون العنف والتوسع في القتل وسفك الدماء سبيلا للوصول إلي أهدافهم، غير مبالين بما يوجبه فقه الموازنات وفقه الأولويات وفقه المآلات، من رعاية اعتبارات كثيرة قبل الإقدام علي عملهم'. وأوضح القرضاوي أن الإسلام حرم تغيير المنكر إذا أدي إلي منكر أكبر منه، ولم يشرع إزالة الضرر بضرر مثله، فضلا عن أن يكون بضرر أكبر منه, ومن ذلك أمر الضحايا المدنيين البرآء من المسلمين وغير المسلمين، الذين يسقطون جراء العمليات التي يقومون بها'.
- الثلاثاء, 25 ديسمبر 2007 نشر القرضاوي مقالاً في موقعه علي الإنترنت تحت عنوان 'الخلل في فقه الخروج علي الحكام' بدأه بقوله:
' يقع الخلل عند جماعات العنف في فقه الخروج علي الحكام: فهو يتمثَّل في أنهم يرون وجوب الخروج علي الحكام المعاصرين في البلاد الإسلامية، ما داموا لا يحكمون بما أنزل الله، وما داموا يوالون أعداء الله، وما داموا يعادون الدعاة إلي الله، وما داموا قد فرضوا أنفسهم علي شعوبهم بغير رضاها واختيارها'.
وأضاف شارحاً لمقدمته وقال تحت عنوان الصبر علي جور الأئمة:
'وأودُّ أن أبدأ حديثي هنا: بأني من الذين يطالبون حكَّام المسلمين أن يطبِّقوا شرع الله في جميع جوانب الحياة، ولا يعطِّلوا بعضه ويأخذوا بعضه، كما قال تعالي: 'وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ' [المائدة: 49]. ولا يكونوا كبني إسرائيل، الذين قرَّعهم الله تعالي بقوله: 'أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ' [البقرة: 85]
ولا أري أن وضع الحكم في معظم الأقطار الإسلامية: وضع يرضي عنه الله ورسوله والمؤمنون، بل هناك مخالفات شتَّي لشريعة الإسلام: في مجالات عدَّة، لا يجوز السكوت عليها: في الاجتماع، والاقتصاد، والسياسة، والثقافة، وغيرها. وخصوصا: مجالات العدل والشوري والحريات العامة، وحقوق الإنسان، ولا سيما الفئات الضعيفة والمسحوقة من بني الإنسان! وإن كنا نعترف أن هذه المخالفات الشرعية: متفاوتة في كمِّها وكيفها من بلد إلي آخر. وهذا يوجب علينا: أن نعمل علي إصلاحها - ما استطعنا - بالنصح والدعوة والإرشاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: بالرفق والحكمة، والجدال بالتي هي أحسن، وتقديم البدائل الشرعية الصالحة للتطبيق المعاصر، بدل المحرَّمات القائمة، وتوعية الشعوب وتربيتها، وتجميعها لتسوق الحكام إلي التغيير السلمي، بدلا من الفتن والمصادمات المسلحة.
ولكنا نخالف جماعات العنف في حمل السلاح، والخروج علي الحكام بالقوة المادية، بدعوي أن هذا واجب ديني، وفريضة شرعية: لما ذكروه من أدلة واعتبارات تؤيد وِجهة نظرهم.
فقد غفل هؤلاء - من جماعات العنف - عن أمر مهم، وهو أن الذي ذكروه هنا من النصوص، يدخل في باب العمومات والمطْلقات، التي خصَّصتها أو قيَّدتها نصوص أخري، جاءت تأمر بالصبر علي جَور الأئمة، ومظالم الأمراء، وإن جاروا علي حقوق الأفراد بأخذ المال، وضرب الظهر، ما لم يظهر منهم كفر بواح عندنا فيه من الله برهان. وما ذلك إلا للإبقاء علي وحدة الأمة واستقرار الدولة، والحرص علي حقن الدماء، وسلامة الأرواح والأموال، والخشية من أن تفتح أبواب فتن لا تسدُّ، وأن تفتق فتوق يصعب رتقها. وقد شدَّدت الأحاديث في هذا الجانب، حتي لا يسارع أهل الورع وأهل الحماس، بالخروج علي السلطان الشرعي: بكلِّ ما يرونه مخالفا، وإن لم يكن من الضروريات أو القطعيات في الدين.
ولقد أثبت التاريخ الحافل قديما وحديثا: أن 'الخروجات المسلَّحة' علي الأمراء والحكام، لم يقدر لها النجاح، وباءت بالإخفاق، إلا ما ندر، ولم تكسب الأمة من ورائها شيئا إلا الفتن والاضطراب، وزعزعة الأمن، وسفك الدماء في غير طائل.
وعرض القرضاوي في مقاله للعديد من الأحاديث النبوية وآراء الفقهاء التي تؤيد ما ذهب إليه وأكد وجوب طاعة الأمراء حتي وإن بلغوا في العسف والجَور مبلغاً، واضاف: '.. وقوله وإن ضُرب ظهرك، وأُخذ مالك: فاسمع وأطع': فيه دليل علي وجوب طاعة الأمراء، وإن بلغوا في العسف والجَور إلي ضرب الرعية وأخذ أموالهم، فيكون هذا مخصِّصا لعموم قوله تعالي: 'فَمَنِ اعْتَدَي عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَي عَلَيْكُمْ' [البقرة: 194]. وقوله: 'وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا' [الشوري: 40].
قوله: 'وأثَرَة علينا': والمراد: أن طاعتهم لمَن يتولَّي عليهم، لا تتوقَّف علي إيصالهم حقوقهم، بل عليهم الطاعة ولو منعوهم حقَّهم.
وشدد القرضاوي علي عدم إطلاق أحكام الكفر علي أولياء الأمر ما دام فعلهم يحتمل التأويل وشرح ذلك وأضاف قوله: 'إلا أن تروا كفرا بَوَاحا، عندكم فيه من الله برهان': أي نصُّ آية أو خبر صريح لا يحتمل التأويل، ومقتضاه: أنه لا يجوز الخروج عليهم ما دام فعلهم يحتمل التأويل.
قال النووي: المراد بالكفر هنا المعصية، ومعني الحديث: لا تنازعوا ولاة الأمور في ولايتهم، ولا تعترضوا عليهم إلا أن تروا منهم منكرا محقَّقا تعلمونه من قواعد الإسلام، فإذا رأيتم ذلك: فأنكروا عليهم، وقولوا بالحقِّ حيثما كنتم، وأما الخروج عليهم وقتالهم: فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين.
قال النووي: وقد تظاهرت الأحاديث بمعني ما ذكرتُه، وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق، وأما الوجه المذكور - في كتب الفقه - لبعض أصحابنا: أنه ينعزل، وحُكي عن المعتزلة أيضا: فغلط من قائله، وقال العلماء: وسبب عدم انعزاله وتحريم الخروج عليه: ما يترتَّب علي ذلك من الفتن، وإراقة الدماء، وفساد ذات البين، فتكون المفسدة في عزله: أكثر منها في بقائه'.
.. وبين أيدينا العديد من المقالات التي تحدث فيها الدكتور يوسف القرضاوي عن وجوب السمع والطاعة للحاكم المتغلب لكن لا يتسع المجال لعرضها جميعاً.
لكن يبدو أن القرضاوي ضرب بكل فتاواه عرض الحائط عندما لمعت سيوف الغرب في ليبيا وسوريا بعد الربيع العربي، وضرب لسانه في غمده وأستل فتاوي التحريض والقتل فأهدر دم القذافي ومن بعده بشار الأسد، وعرج علي مصر فأهدر دماء قادة القوات المسلحة وضباط وجنود الجيش والشرطة ودعا إلي مقتلة يقتتل فيها شعب مصر، بل ودعا شعوب العالم الإسلامي إلي النفير والجهاد والاستشهاد علي أرض الكنانة ليقتلوا شعبها ويحملوا محمد مرسي و'الإخوان' علي عرش مصر ويخروا للقرضاوي راكعين ساجدين !!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.