مرت مصر في الآونة الأخيرة بأحداث جسام، منها ما هو سياسي ومنها ما هو اقتصادي، لكن اسوأ ما كان في الأسبوع الفائت، وقد اطلقت عليه أسبوع الأحزان.. حادث سيارة العرس، والتي فقدنا فيها شهداء من كل الأعمار، شبابا وشيوخا وأطفالًا.. حادث قطار دهشور المروع، سبقه استشهاد أطفال أتوبيس مدرسة أسيوط، وتحت عجلات القطار ومزلقاناتها البدائية التشغيل أيضا، ودائما ما يكون الاهمال هو فاعلها الأول، ويوجه الاتهام إلي عامل المزلقان، الفقير الغلبان البسيط والمظلوم من أجهزة الإعلام وجهات التحقيق دائما، ولا يجد محاميا واحدا يقف إلي جواره في التحقيق والمحاكمات، ولأنه من عامة الشعب، وليس من الوجهاء والاغنياء وذوي الحيثية السياسية من أصحاب الصوت العالي، أومن أهل الإدارة العليا، ليقف وراءه عشرات المحامين بوشاحهم، تلمع في عيونهم ومضات الكاميرات الصحفية والتليفزيونية، وتكون نهاية عامل المزلقان السجن لعدم 'شد حبل' بوابة المزلقان.. أما البهوات والمسئولون فلا جناح عليهم فيما اهملوا، وسكتوا عشرات السنين عن تطوير ورفع تقنيات المهنة وعمالها. حادث مروع شهدته سيناء المظلومة 'كظلم عامل المزلقان' وتحولها الي ساحة إرهاب وسلاح آلي ومضاد للطائرات وسيارات مفخخة، وإن كنا قد تألمنا لحادث دهشور فالأكثر إيلاما تفجير أوتوبيس جنود القوات المسلحة العائدين من إجازاتهم، حادث يدمي القلب، أن من يدافعون عن كرامة الوطن ويفدونه بأرواحهم، تزهق أرواحهم بأيدينا وكأنهم العدو.. تصرف أخرق لمرضي نفسيين، خانوا كل حبة قمح من أرض الوطن، وكل غرفة ماء من نيله.. سيناء حولها رئيس إخوان الإرهاب إلي مقاطعة يعيش فيها المجرمون بالآلاف، أفرج عنهم من أحكام بالمؤبد والإعدام، جرائم ضد الوطن، ليكون منهم جيشا بديلًا يحرس حكمه الفاشي.. لا يقل إجراما عن هذين المثلين من قاموا في يوم الشهيد وأحرقوا رمز البلاد القومي، وداسوا علم مصر ومزقوه في ميدان التحرير، أمام مبني جامعة الدول العربية، واختيارهم المكان ليس من قبيل الصدفة، فعل معني لذاته، مؤداه وصم المصريين بالخيانة الوطنية امام منظمة دولية عربية.. لا يقل اجراما عن كل ما سبق، من زجوا بأطفالهم الي مظاهرات المخربين، وفي سن التاسعة والعاشرة.. ليصنعوا جيلا من الإرهابيين.. آباؤهم وامهاتهم لابد أن يحاكموا علي هذا الفعل الاجرامي في حق أطفال، نامت عنهم عيون جماعات حقوق الانسان والطفل.. تحول ميدان التحرير واشرف شارع روته دماء الشهداء الي عنبر في سلخانات الموت، 'وحكومة الاخوان 2' لا تسمع ولا تري، ولا تصدر قانونا لردع المظاهرات المسلحة، غير السلمية لحفنة من المأجورين والعملاء، لدي أجهزة المخابرات الأمريكية والتركية والقطرية، وعنابر السجون اولي بهم لتأديبهم واصلاحهم. آخر اسبوع الأحزان الشهيد الكريم رجل الأمن المصري العقيد محمد مبروك، شاهد إثبات خيانات جماعة الإرهاب الدولي، وتخابر قياداتهم مع العدو ضد أمن الدولة وأمان شعبها، تاركا وراءه أما مكلومة وأبا عجوزا مشلولا، وثلاثة أطفال دون العاشرة لا يملكون من أمرهم شيئا والأمر دائما لله.. هم ليسوا أطفال العقيد محمد مبروك، لقد ترك الفقيد وراءه ملايين أطفال مصر، وهم في أشد الحاجة إليه، ليعيشوا في وطن آمن ومستقبل لحياة رغدة، بعد معاناة سياسية واقتصادية وفاشية دينية.. حادث أليم عسي أن يحرك مشاعر من ماتت مشاعرهم الإنسانية والوطنية، ويصدروا قانون مكافحة الإرهاب، وحمل السلاح والتظاهر الموجه من الخارج وغير السلمي، ولا يقولن أحد من دعاة المصالحة، إن من بين هذه الجماعة أبرياء، أيديهم غير ملطخة بالدم.. إن حرمة الدم أشد علي الله من حرمة الكعبة المشرفة.. يا دعاة المصالحة هواة أحضان الغرب والإرهاب.. ارجعوا لحديث سيدنا رسول الله 'إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قيل يارسول الله هذا القاتل فما بال المقتول، قال إنه كان حريصا علي قتل صاحبه'.. صدقت ياسيدي يارسول الله.