مجلس جامعة الإسكندرية يستعرض مستجدات التوسع بفرعي أبو ظبى وماليزيا    وزير العمل ومحافظ الإسكندرية يفتتحان ندوة للتوعية بمواد قانون العمل الجديد    وزير السياحة والآثار يصدر قراراً وزارياً بزيادة أجر المرشد السياحي في مصر    الكهرباء: تشغيل الكابل الثاني بمحطة جزيرة الدهب وتقدم في التغذية البديلة.. فيديو    بيسكوف: اطلعنا على تصريحات ترامب حول تقليص مهلة وقف إطلاق النار في أوكرانيا    موعد مباراة مصر وجنوب السودان ببطولة الأفروباسكت للسيدات    الزمالك يدرس إبرام صفقة تبادلية مع المصري لضم أحمد عيد.. وعائق وحيد    رومانو يكشف حقيقة تقديم النصر عرضا لضم كوكوريا    «أوقاف سوهاج» يتفقد مساجد قرية برخيل بسبب الحرائق المتكررة    تعليمات حاسمة لرؤساء لجان امتحانات الدور الثاني للشهادة الإعدادية بالفيوم    وزير الثقافة يُعلن اسماء الفائزين بجوائز الدولة للتفوق لعام 2025    «الأعلى للثقافة» يُعلن الفائزين بجوائز الدولة التقديرية لعام 2025 (الأسماء)    أحمد التهامي يكشف كواليس العمل مع عادل إمام ويشاركنا رحلته الفنية|خاص    السياحة الإسلامية في مكة والمدينة: دليل شامل لزيارة المواقع المقدسة    «الصحة»: تطوير قسم الأشعة بمعهد ناصر بالتعاون مع شركة إماراتية    الطب البيطري بسوهاج يتفقد مجزر البلينا للتأكد من سلامة وجودة اللحوم المذبوحة    المياه أغرقت الشوارع.. كسر في خط مياه رئيسي بالدقهلية    وزير الدفاع يلتقي رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية    شعبة المصدرين: أوروبا تتجه للاعتماد على مصر في تلبية احتياجاتها الغذائية والصناعية بسبب توتر الأوضاع الدولية    حلمي عبد الباقي وسعد الصغير وطارق عبد الحليم في انتخابات التجديد النصفى لمجلس عضوية نقابة الموسيقيين    متحف كفر الشيخ: ورش لتعليم النحت وأخرى فنية وتدريب صيفي لطلاب الآثار    أنغامي ترد على خطوة عمرو دياب.. وتؤكد: تامر حسني رقم 1 في الوطن العربي بلا منازع    جامعة مصر للمعلوماتية تتعاون مع شركة اديبون لتدريب طلبة الهندسة بإسبانيا    الهلال الأحمر الفلسطينى يثمن جهود مصر فى دعم غزة منذ بداية العدوان    هيئة الإسعاف: نقل 30368 طفلا مبتسرا بشكل آمن النصف الأول من العام الحالي    الخارجية الفلسطينية: الضم التدريجي لقطاع غزة حلقة في مؤامرة التهجير القسري لشعبنا    بالفيديو.. الأرصاد تكشف موعد انكسار موجة الطقس الحارة    الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو الاعتداء على بائع متجول في الجيزة    مقتل وإصابة خمسة أشخاص في إطلاق نار بولاية نيفادا الأمريكية    «التعليم» تعلن ضوابط صرف الكتب المدرسية للمدارس الخاصة والدولية 2025/2026    منال عوض: تمويل 16 مشروعا للتنمية بمصر ب500 مليون دولار    بمشاركة وزير السياحة.. البابا تواضروس يفتتح معرض لوجوس للمؤسسات الخدمية والثقافية    بايرن ميونخ يجدد عقد لاعب الفريق لمدة موسم    «يا عم حرام عليك».. شوبير يدافع عن محمد صلاح بعد زيارة المعبد البوذي    ريال مدريد يعلن انتقال لاعبه إلى خيتافي    «أحط فلوسي في البنك ولا لأ؟».. الفوائد تشعل الجدل بين حلال وحرام والأزهر يحسم    مجمع إعلام القليوبية يطلق أولى فعاليات الحملة الإعلامية «صوتك فارق»    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في باكستان إلى 281 قتيلًا    تدريبات خاصة ل"فتوح والجفالي" بفرمان من مدرب الزمالك    معلومات الوزراء يستعرض أبرز التقارير الدولية حول سوق المعادن الحرجة    موسوي: إسرائيل كشفت عن وجهها الوحشي بانتهاكها كافة الأعراف الدولية    انطلاق تصوير فيلم «ريد فلاج» بطولة أحمد حاتم    6 مشروبات تناولها قبل النوم لإنقاص الوزن بسرعة    تجديد الشراكة العلمية بين مصر والصين في مجال مكافحة الأمراض المتوطنة    رئيس الوزراء: الحرف اليدوية أولوية وطنية.. واستراتيجية جديدة لتحقيق طفرة حتى 2030    كوكا يتدرب في معسكر الاتفاق قبل الإعلان الرسمي لضمه    أسعار الأسماك بأسواق كفر الشيخ اليوم.. البوري ب130 جنيها    القبض على رمضان صبحى فى مطار القاهرة أثناء العودة من تركيا    معيط: دمج مراجعتي صندوق النقد يمنح مصر وقتًا أوسع لتنفيذ الإصلاحات    نتنياهو يقترح خطة عمل جديدة لغزة.. ماذا تتضمن؟    مقتل 16 شخصا وإصابة 35 في غارات روسية جنوب شرق أوكرانيا    سفير تركيا: خريجو مدرسة السويدي للتكنولوجيا يكتسبون مهارات قيّمة    5 أبراج «معاهم مفاتيح النجاح».. موهوبون تُفتح لهم الأبواب ويصعدون بثبات نحو القمة    محافظ سوهاج يوجه بتوفير فرصة عمل لسيدة كفيفة بقرية الصلعا تحفظ القرآن بأحكامه    عل مدار الساعة.. مواعيد انطلاق 80 قطارًا من محطة بنها إلى المحافظات اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025    في المنزل.. علاج تراجع اللثة وطرق الوقاية    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ندوة اليوم السابع في القدس تناقش رواية 'كلام مريم' لمحمود شقير

استضافت ندوة اليوم السابع الثقافية الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس، الأديب المقدسي الكبير محمود شقير، حيث ناقشت بحضوره اصداره الجديد، 'كلام مريم'-رواية للفتيات والفتيان، والتي صدرت عن منشورات الزيزفونة لثقافة الطفل في رام الله، وتقع الرواية التي صمّمها شريف سمحان ورافقتها رسومات لمصطفي الخطيب في 88 صفحة من الحجم المتوسط.
بدأ جميل السلحوت النقاش فقال: محمود شقير يؤكد من جديد مواصلته الخوض في عالم الابداع في أكثر من صنف أدبي، فهو يكتب القصّة القصيرة، والأقصوصة، والرّواية، وقصّة الأطفال واليافعين، والرّواية لليافعات واليافعين، وهذا ليس جديدا عليه، بل هو تأكيد جديد علي أنّه يحلّق في فضاء واسع من الابداع.
وفي روايته هذه التي خصّصها ووجّهها للفتيات والفتيان يطرق أبوابا تكاد تكون بكرا في أدبنا المحليّ علي الأقلّ. إن لم نقل في الأدب العربي علي وجه العموم.. فهو يطرح واقعا ليس بعيدا عن الخيال، بل هو يخلط الخيال الواقعي بالواقع المعاش، ليطرح بفنيّة عالية ثورة ثقافيّة تتمرّد علي الواقع الاجتماعي بسلبيّاته وايجابيّاته، والثورة الثقافية التي يدعو لها محمود شقير ليست ثورة متشنّجة ولا هي مستحيلة التّحقيق.
وأديبنا شقير السارد البارع، وصاحب اللغة الجميلة والثرية، يطرح حكايات الرواية بأسلوب شيّق بعيد عن المباشرة والخطابية والوعظ والارشاد، ليترك الهدف المنشود للقارئ يستنبطه من بين السطور، وهذا هو الابداع.
وقالت ديمة السمان: أقف مليا أتأمل العناوين التي يختارها الأديب محمود شقير لأعماله الأدبية. معظمها عناوين تدعوك للاستماع أكثر من القراءة.. وكأنه يقول لك: 'قف واستمع سأقول لك أمرا مهما'. 'قالت لنا القدس'.. 'قالت لنا الشجرة'.. 'كلام مريم' أي.. استمع لتعرف الحكاية.. وهناك أيضا سلسلة ينشرها بعنوان 'فسحة من كلام'.. أي استمع للكلام.. فهناك ما يستحق الاستماع له.
جميعها عناوين توحي لك فورا – حتي لو لم تكن علي معرفة سابقة مع الكاتب- أنه مستمع جيدا.. ومن ثم راويا جيدا.. يستطيع أن يصطحبك بفسحة من الكلام دون ملل.
مواضيع أعماله غنية.. متنوعة.. واضحة.. وبقدر ما هي بسيطة هي عميقة.
وقد اتبع ذات الأسلوب في رواية ' كلام مريم'. حيث كان يبتدئ كل قسم من أقسام روايته بِ: قال فلان من شخوص الرواية.. إما قالت مريم.. أو قال كنعان أو قال عثمان الخ.. كان يترك الشخصية تتحدث عن نفسها.. لتعلمك بتفاصيلٍ لا يمكن أن يعلمها سوي الشخصية ذاتها.
الرواية جريئة.. تطرح قضايا عديدة.. وطنية واجتماعية ونفسية بذكاء. وقد برزت ذكورية المجتمع الشرقي بصورة واضحة من خلال عدة مواقف.
القدس ومحاولة عزلها ووجعها وحرمان أبنائها من الفلسطينيين دخولها أبرزها الكاتب أيضا بأسلوب جميل وغير مقحم.
وقالت نسب أديب حسين: يطل علينا الكاتب محمود شقير كل فترة بعمل إبداعي جديد ليجعلنا مرة بعد أخري ننحني احترامًا وتقديرًا لوجود هذا الكاتب الكبير في حياة أدبنا الفلطسيني.
ولج شقير بقوة مجالات وساحات أدبية كثيرة، ومن آخر إصداراته رواية فرس العائلة التي تشكل تجربته الأولي في مجال كتابة الرواية. وها هو اليوم يطل علينا برواية للفتيان والفتيات بعنوان 'كلام مريم' من منشورات الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل 2013. تجربة محمود شقير في هذا المضمار ليست جديدة، فقد سبق له وكتب لهذه الفئة العمرية والتي تعاني من نقص في الانتاج الأدبي العربي الموجه اليها.
ترافق الرواية رسومات للفنان مصطفي خطيب والتي جاءت مناسبة وتحيي أحداث الرواية وتفيدها، وملائمة كيفًا وكمًا للفئات الموجَه اليها الكتاب.
جاءت الرواية مقسمة الي فصول كمشاهدات وتعبير ذاتي في معظم الأحيان عن مريم التي في الخامسة عشرة من عمرها، وفي أحيانٍ أخري عن زميلها كنعان، وأحيانًا يستلم الراوي دفة الحديث لينقل مشاهدًا عن كليهما. ورأيت بهذا التقسيم أمر مفيد جدًا للقارئ يساعده علي التركيز في الأحداث، ويمنحه فرصة مقاربة الشخصيتين المركزيتين في الرواية.
تدور أحداث الرواية في رام الله علي مدار بضعة أشهر، يتقمص فيها الكاتب والذي من الأنسب أن يكون جد لمريم شخصيتها ونظرتها وتطلعاتها.. وأعتقد أنّه نجح الي حد كبير في هذا.. فلغة الرواية مناسبة لجيل الشخصيات والقراء، وكذلك الأحداث مناسبة في طرحها.
وقال جمعة السمان: بداية أقول أن هناك فرقا بين الكاتب المُبدع.. والكاتب المبدع المُعلّم.. الكاتب المبدع هو الذي يُقدم لك تاج اللغة مرصعا بأجمل الكلمات.. أما الكاتب المبدع المُعلم.. فهو الذي يُمسك بيد الصانع.. يُعلمه كيف يختار جواهر الكلمات.. وأين يضعها علي هيكل تاج اللغات.. أي أن الكاتب المبدع هو المُعلم الذي يعرف كيف يصنع الأقلام.. وهذا هو كاتبنا الكبير الأستاذ محمود شقير أعظم مثال.
هي رواية عدد صفحاتها ست وثمانون صفحة.. إلا أن الهدف وما ترمي وترمز إليه من أفكار وتوعية للكبير قبل الصغير.. قد يتعدي مئات الصفحات.
هي رواية تتجلي فيها الدراسة الواسعة المُتعمقة الواعية.. والإبحار في خفايا وأبعاد ما يجول في نفس هؤلاء الفتية والفتيات.. من حقيقة ووهم وأحلام وخيال.. يتناسب مع مستوي عقولهم وأعمارهم.. جعل اقتطاف ثمرات هذه الرواية سهلا مُمتنعا.. كثير الفائدة.. حيث أن الكاتب كان قد راعي أن تكون الأحداث متسلسلة سهلة.. والنقلات بين كل مرحلة ومرحلة متواصلة ناعمة.
أعجبني في هذه الرواية:
أعجبني دقة تصوير حياة أبناء هذا العمر في مرحلة مراهقتهم.. تطلعاتهم.. طموحاتهم.. أمنياتهم.. أحلامهم.. الخبث البريء الذي تسرح فيه أفكارهم.. التيه بين الحب والإعجاب.. بين مرحلة الشباب والطفولة.
وأعجبني في هذه الرواية جمالية اللغة.. وعنصر التشويق.. والهروب بعقل الطفل الي أجمل مناظر الوطن.
وقال راتب حمد: لم يتركني الأديب محمود شقير أن أنام في تلك الليلة لشدة ما أدهشني بتلك الصور الابداعية الادبية في كلام مريم، توقفت قليلا وتساءلت الي أي درجة نحن اليوم بحاجة لمثل هذا الأدب لهذا الجيل الذي اختاره كاتبنا، وهو جيل قلّما كتب له في وطننا العربي والمحلي، فقد خرج علينا محمود شقير بروايته 'كلام مريم' وقد بدا الابداع علي الرواية من الغلاف الي الغلاف، ولوحة رائعة تجذب هؤلاء الفتية للقراءة، يرسم الكلمات لجيل يبحث عن المغامرات الفارغة، ليصحح المسار ويقول لهم أن هناك الكثير الذي تستطيعون أن تسيروا به بألوان الحب والانتماء الصادق للوطن، ولا عجب أن أقول لأديبنا ان 'كلام مريم' من أفضل ما قرأت له، وسأقرأه علي طلابي وسأوجههم لمثل هذه الرواية الرائعة بكل ما فيها، فقد عزفت علي أوتار وخرجت بموسيقي كلمات، كم نحن بحاجة للكتابة بهذا النمط والتخصص الرائع لجيل لم يكتب له باهتماماته الا القليل، وأقول هل من مزيد.
وكأني بالكاتب يرافق الفلسطيني في رحلة عذاباته مغادرا وعائدا، بكل الأيام التي عاشها من ويلات وألم الحرب، وهدم البيوت والقري و جعلها كومة من حجارة وحديد.. صور متلاحقة تحكي قصة شعب بلغة الشباب، ليتعرفوا علي بلادهم جبالا وسهولا، الشجر والحجر والنباتات بأسمائها تغطي وتحضن الوطن ويحضنها، للدلالة علي شمولية المعرفة والارتباط بهذا التراب وحبه. تزداد العلاقة بين كنعان ومريم ولكنها تبقي طاهرة واضحة، وهي أن تبقي معه، وكم تشتاق لتسابق كنعان.. يسبقها وتسبقه،
وقال رفعت زيتون: الكلمة موقف والفعل موقف، والإنسان كلمة وفعل، إذن الإنسان موقف. هذه كلمات للكاتب الكبير محمد عبد الحليم عبد الله كنت أقرأها في رواياته، وربما ذكرتها في ندوتنا في أكثر من مناسبة خاصة عندما نكون في مواجهة مع رجال المواقف الذين يعرفون أن الكلمة إما أن تبني جيلا أو تهدم أجيالا. وهذا ما كان أيضا من كلمة وفعل تلك الممثلة التي قامت بدور المدافع عن الأطفال أمام الجنود في المسرحية التي عرضت في مدرسة مريم. تلك الشخصية التي ارتسمت في وجدان مريم، فأرادت أن تكونها، مواجهة بذلك شخصية أخيها صخرية الفكر، وممسكة بحبال حنان أبيها ومحبته لها لكي تصل إلي غايتها.
استطاع الكاتب الكبير محمود شقير أن يرسم الشخصيات بحنكة الكاتب المجرب فكانت الشخصيات، وخاصة شخصية مريم، مكشوفة أمامنا من الداخل بكل تفاصيلها الدقيقة، وفي كل حالاتها، في سعادتها وخوفها وقلقها وتمردها وترددها وخجلها.
وهنا، وهذا ليس من باب النقد بقدر ما هو من باب الاستفهام وربما الملاحظة،
لماذا غيبت شخصية الأمّ وتأثيرها ما خلا بعض المواقف؟ بينما ظهرت شخصية الأخ والأب وكنعان وحتي عثمان بشكل جليّ ومؤثر أكثر في كلّ الأحداث وفي تكوين شخصية مريم. هل هذا تلميح من الكاتب إلي ذلك المجتمع الذكوريّ المؤثر وتسلّطه علي الأحداث أم أن هناك سببا آخر؟
وعودة الي الرواية، زمانها ومكانها وطريقة عرضها، فقد وجدت الكاتب قد استطاع أن يجعلنا نعيش اللحظة كما هي بوصف رائع، ولغة سهلة ابتعدت عن المحسنات البديعية وبهرج القول وسحر البيان، وبجمل قصيرة مكثفة وسريعة، تتناسب مع هذه الفئة العمرية وطريقة تفكيرها. وقد صبّ الكاتب جلّ اهتمامه علي ما يختلج في النفس البشرية من صراع وتناقضات، ترك أكثرها وخاصة في نهاية الرواية دون حل تاركا للقارئ أن يري النهايات من زاويته كما يريد.
وكتب ابراهيم جوهر: في روايته هذه يميل محمود شقير مجددا إلي لغة الحب البريء بين الناس. هذا الحب الذي يخلق الراحة والطمأنينة والحرص والهدوء والسلام الداخلي والمجتمعي. وهو لا ينسي الواقع السياسي القائم ولا الواقع الاجتماعي المرتبط جدليا بسابقه.
جاءت الأفكار والرسائل التي يرسلها الكاتب في 'كلام مريم' واضحة لا تحتاج كثيرا من التحليل وإن كانت تثير كثيرا من النقاش بين فئات المجتمع للوقوف علي صيغة قيمية تربوية تتناسب واحتياجات الجيل والمرحلة.
الوضوح والإشارة الخفية البيّنة في مضمون الرواية الشبابية واضحة تماما، لأن رواية الفتيان والفتيات عموما، ولدي 'محمود شقير' تنحاز إلي الجانب التربوي الإنساني بلغة سلسلة بعيدا عن الرموز المغلقة، والمصادمات العنيفة مع القيم والمفاهيم والمعتقدات السائدة. إنه يقدّم عملا يثير ويشير، يثير إعجابا، وأفكارا، وقضايا يجب مراجعتها وعلاجها، ويشير إلي مواطن الخلل والتناقض والعجز القائم في الحياة الاجتماعية.
من هنا بدا انتقاد ثقافة التعصب وترديد المفاهيم والمصطلحات بعيدا عن معناها الجوهري وصدقها الواقعي جليّا ذا تأثير علي القارئ، لتدفعه للتوقف عندها والتفكر في مدي صدقها وجدواها، كما ظهر في موقف الأخ وأسلوبه وحكمه المسبق علي جسد شقيقته 'الذي سيجلب لنا العار'، والسباحة بالملابس الكاملة في البحر، وعدم السماح للفتاة بتنمية موهبتها في التمثيل المسرحي أو غيرها من المجالات..
لفت اهتمامي لغة الكاتب هنا التي جاءت سهلة سلسة في السرد والتصوير ووصف المشاعر بشفافية لذيذة يكاد القارئ أن يلمسها ويعيش أجواءها وظلالها. لقد كانت اللغة تميل إلي مفردات الحب والسعادة والأحلام والمستقبل حين يصف مشهده الروائي في كلام شخصيته، أو تميل إلي قليل من القسوة حين يصف مشهدا قاسيا في الحواجز العسكرية وغيرها.
اللغة الودودة وهي تصف الشخصية الفتية، أو الكاتب الذي أعجب به ' كنعان'، نجيب محفوظ لتعرّضه لمحاولة اغتيال بسبب من أفكاره وأعماله الأدبية، جاءت محمّلة بنبض خاص أضحي الكاتب 'محمود شقير' يتميّز به.
والكاتب وهو يحرص علي اليسر والتسهيل لتقريب المضمون من القارئ الشاب الذي يخاطبه يلامس مشاعر الشباب المتدفقة ويهذّبها واضعا لها حدودا لكي لا تبقي منفلتة من عقالها، وهو لا يصادم قيم المجتمع الوطنية والاجتماعية بل يسعي لرفد العمل الوطني والشبابي بجنسيه، الذكور والإناث في إطار من العمل المشترك والعلاقات الإنسانية المسؤولة.
وقالت لمي الخيري: لأكون صريحة - مع نفسي بالدرجة الأولي - كنت أتوق لقراءة هذه الرواية لأن مؤلفها الأديب محمود شقير.
رافقتني في ساعات الصباح الباكر وفجرت برأسي مجموعة من التساؤلات أخذت مساحة مني خلال النهار...رواية واسعة وعميقة لم تتجاوز المئة صفحة لكن محتواها يصل مئات الصفحات، أحداثها متسلسلة وسهلة تتناسب والفئة المستهدفة من الرواية.. عنصر التشويق رافقني من البداية حتي النهاية.
ركز الكاتب علي واقع الفتاة في مجتمعنا الفلسطيني، فمريم هي واقع فتياتنا في المجتمع تخرج من البيت للتعليم، لكنها قد تحرم هذا الحق في أيّ لحظة دون سبب.
أخذت موافقة الأهل للدخول لعالم المسرح وكانت تخشي أن تري وجه أخيها الذي يطالبها بالابتعاد.
تقرأ رواية خلال الدوام المدرسي لتعترض المعلمة والمديرة وتوجه لها الانذار من باب الحرص عليها - حسب رأيهم - ويدهشها موقف والدها المدافع عن الكتاب وعن نجيب محفوظ فقال: العبرة في المغزي النهائي بالكتاب وليس في كلمة هنا وكلمة هناك.
وقالت آمال أبو عون: بهمّة لا تجاري، لرواية أكثر من رائعة كان فيها محمود شقير سليل الحكمة في صحراء الكلمة.. علي عتبات الرواية كمٌ من الحصي التي تشبه الدموع ورماد الأحلام.. تنوع فيها بصور شتي ومشاهد كثيرة...مشهد المشاكل الأسرية وتنوع الشخصيات والأفكار في الأسرة الواحدة.. وقدرة بعض الأبناء علي دغدغة قلوب الآباء بتوازنٍ لطيف وحكمة لاستمالة بوصلة أحاسيسهم في تحقيق بعض الرغبات الشخصية. والأحلام التي نمت للتّوّ في مناماتهم. فئة محلقة كطائر حرّ في عنفوانه.. يعانق نعيم الحلم.. وقلة الحيلة والرعي مع الغيمات.
مشهد أخر لشباب تحت أذيال العجز المسالم لرغبات الأهل وقيود العادات الجائرة، والقاليد العمياء التي ترفض ان تري بطون أعينها الناعسة، ينام حلم الشباب في سبات أزلي وشعور بالرضا واهبين للزمن دورته المعتادة، كل يحتضن ذراعيه وينام عن حلمه العاقر..
مشهد التهجير وصداه ورعب الأحلام التي خلفها الاحتلال المذلّ.. ذاك الخفاش الكبير المدمن علي دماء الجثث.. وذاك الزمن الأسود المخيم كالدخان الراكد علي قلب القضية.
مشهد اخر لخيالات الطفولة وانتقالها لمرحلة الشباب، وبداية سماعهم لموسيقي الكون التي تُكره الأنفاس علي التلاشي وتخرس الصمت.
وشارك في النقاش كل من: يحيي حشيمة، سامي الجندي، ميسون حشيمة وربحي الشويكي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.