قرأت في القدس العربي يوم السبت 9 نوفمبر 2013 مقالة بعنوان '' مرسي يلاعب الانقلابين علي ارضه '' وفيها يتحدث الكاتب عن ثبات مرسي في اثناء محاكمته وان الانقلابيين كما سماهم كاتب المقال قد فشلوا لأنهم جاءوا لمحاربة مرسي علي ارضه. وكاتب المقال وهو سليم عزوز كان قد كتب كثيراً منتقدا اداء مرسي والإخوان خلال العام الذي بلي فيه الله مصر بحكمهم ولكنه الان انتقل بقدرة قادر من النقيض الي النقيض وأصبح ضيف شبه دائم علي قناة الجزيرة لكي يعدد من محاسن ومناقب الاخوان بعد ان كان يستهزئ بحكمهم ويرئيسهم فسبحان الله مقلب القلوب.... ما علينا فسليم عزوز ليس بمفرده في هذا الدرب فقد سبقه الكثيرين من الذين كانوا يهاجمون الاخوان ويتندرون علي مرسي اثناء فترة رئاسته ولكنهم انقلبوا بين ليلة وضحاها. وأصبحوا الان يحدثونا عن حق الاخوان وحق مرسي في الحكم واستمرارهم فيه لإكمال مدته القانونيه التي منحها له صندوق الانتخابات، ومهاجمين موقف الجيش وقائده متهمينهم انهم انقلابيين. وكآن وقوف الجيش مع الشعب في ثورته العظيمة ضد الاخوان جريمة, فخرج هؤلاء القوم يسبون الجيش وقياداته ويتهمونهم بالانقلاب علي الشرعية. ولا اعرف عن اي شرعية يتحدثون؟ فهل هناك شرعية للمزورين والمزيفين لإرادة الشعب في رئاسيات 2012؟ وهل هناك شرعية لقوم باعوا بلادهم في تحالفات وصفقات بينهم وبين امريكا بمساعدة القطريين والأتراك؟ وهل هناك شرعية لتحالفات وصفقات تمت بليل بين قادة مجلس عسكري سابق خدع او جبن عن مواجهة تجار الدين هؤلاء؟ ما علينا نأتي الي أقوال سليم عزوز وفخره بثبات مرسي اثناء المحاكمة.وقد بني الكاتب كلامه علي حد قوله بناء علي 90 ثانيه التي عرضها التلفزيون للمحاكمة. فهذه الثواني كما يقول تظهر ثبات مرسي والدليل كما قال الكاتب ان مرسي نزل من الميكروباص غير مبالي بالمحاكمة بل انهمك في قفل زرار الجاكت وكأنه رئيس ذاهب لتفقد مبني المحاكمة !!! لا اعرف كيف يتباهي سليم عزوز والإخوان بلقطة كانت محل تندر وسخرية علي مواقع التواصل الاجتماعي فهذه اللقطة هي واللقطة الاخري التي قيل ان مرسيطالب فيها القاضي ان يطلق سراحه حتي لا يعطله عن ممارسة عمله في قصرالرئاسة, ان دلا علي شيئا فإنما يدلان علي ان الرجل والإخوان من خلفه منفصلين عن الواقع وغير راغبين او غير قادرين علي تقبله والاعتراف به وهم يشبهون من وجهة نظري رجل اقترب من الشيخوخة ورزقه الله بطفل ولتصرف خاطئ من هذا الرجل توفي الطفل بعد عامه الأول فخرج هذا الرجل هائما علي وجهه مناديا علي طفله وباحثا عنه في كل مكان حتي ظن كل من يقابله ان مسا من الجنون قد أصابه. اللقطة التي يعتز بها عزوز هي تصرف عفوي ممكن ان يقوم به اي شخص في مكانه فجلوسنا في سيارة يجعلنا نفك زرار الجاكت وبنزولنا منها نحاول غلق الجاكت، وحتي ان كان الرجل يقصدها لإظهار شئ ما مما يدعيه الكاتب فأنني أقول: اننا تعودنا علي هذه التصرفات من الاخوان فمعظمهم ولحظة القبض عليهم يحاولون ان يكونوا ضاحكين او غير مبالين ظنا منهم ان ضحكهم هذا يفقد المنتصر زهوه وشموخه كما تعلموا من ادبياتهم. وهذه كلها أمور مضحكة ولكنه للأسف ضحك كالبكاء فالأخوان بمرشدهم بمرسيهم بشاطرهم بعريانهم لايهمهم إلا صورتهم في أعين اتباعهم فهم يظنون ان هذه اللقطات علي قصرها هي الباقيهفي أذهان تابعيهم فهم لا يهمهم وطن دمروه ولا شعب قسموه وافقروه. الكاتب والإخوان من وراءه يدللون علي ثبات الرجل بلقطة تحسب للقائمين علي السلطة الآن ولاتحسب عليهم ففيها احترام لحقه كسجين احتياطي فهو لم يهان بل يعامل معاملة كريمة. الاخوان يتحدثون الآن عن الثبات لأنهم لم يعتادوا الاعلي القمع والتعذيب وممارسات حمزة بسيوني وغيره ولكن القائمين علي الحكم الان لا يعاملونهم ولا يحتجزونهم الا وفق ضوابط حقوق الانسان وهذا امر لم يعتادوا عليه. سليم عزوز كتب مقالته تحت عنوان '' مرسي يلاعب الانقلابيين علي ارضه '' وانامتفق معه في جزء من عنوانه هذا فمرسي ارضه هو وإخوانه ليس قصور الرئاسهالتي حولوها الي سوق عكاظ اختلط فيها الحابل بالنابل وتعالت فيها الأصوات وأصبحت مكان لإقامة الولائم للاهل والعشيرة. بل مكانه ومكانهم هو السجن فهم أربابه ونزلاءه. مرسي وإخوانه ليس مكانهم قصور الرئاسه حيث البروتوكول والأتيكيت وفن التعامل مع الاخر بل مكانهم السجون حيث التصرف علي هويتهم وسجيتهم فلا حرج علي الهرش في أعضائه وهو جالس مع الآخرين، ولا ضرر ولا ضرار اذا نظر الي ساعته اثناء لقاء هام وليس عيبا عليه اخراج منديله واستعماله اثناء لقاء اخر. نعم فالسجون والمعتقلات هي ارض وأرضية هؤلاء الذين دمروا البلاد في خلال عام واحد فمابالك لو استمروا الي نهاية فترتهم او الي فترات أطول؟ اخيراً أقول لا اعرف ما الذي دعي الكاتب ان يفعل كما يفعل الاخوان ويخلط الأوراق ويدعي ان المخطط لخلع مرسي هو الاستاذ هيكل دون ان يقدم اي دليل او برهان علي ذلك. رغم اننا نعرف ان الاستاذ هيكل قد ناي بنفسه من زمان بعيد عن التدخل او الانحياز لأي طرف من الأطراف في مصر سواء حكومة أو معارضة واقتصر دور الرجل منذ اخر منصب تركه في السبعينات علي الكتابة والتآريخللاحداث المصرية والعالمية.