بينما كان الأمير 'تمتم' جالساً في خيمته المُزركَشة مهموماً مغموماً، دخل عليه 'شيبوب' مستشاره السياسي للشئون الخارجية.. جلس 'شيبوب' بجوار الأمير بعدما أذن الأمير له بالجلوس. تمتم: 'بصوت حزين' ما الذي جاء بك إلي خيمتي في هذه الساعة المتأخرة يا شيبوب؟ شيبوب: 'بصوت ضعيف فيه شفقة' جئت لأطمئن عليك يا سيدي، فأنت لم تخرج علينا منذ البارحة. تمتم: 'بحزن وأسي' آآآآه وألف آه يا شيبوب، ما منعني عنكم إلا الشديد القوي، فالأمر أصبح خطيراً، ولو إستمر هكذا سيكون له نتائج كارثية علي العرب أجمعين. شيبوب: علي رسلك يا أمير. تمتم: 'بصوت حزين' أيرضيك الوضع الذي وصلت إليه سوريا العربية الإسلامية يا شيبوب؟! شيبوب: 'في رفق' تمالك نفسك يا أمير تمتم حتي لا تثير غضب العجم عليك. تمتم: 'بنبرة قوية' مالي أرضي بظلم الحياة ياشيبوب؟ وما الذي يقيدني حتي أُقيم علي الذل وأرضي بأن أبقي عبداً ذليلا للأمريكان؟ وما الذي يحملني علي أن أُحكم بعقلهم؟ شيبوب: وما الذي تملكه يا أمير تمتم؟ تمتم: 'بصوت قوي' سأذهب إلي قبيلة بني صهيون التي خططت للربيع العربي ولن أعود الإ برأس زعيمهم علي سنان رمحي هذا. شيبوب: 'متجهماً' تذهب وحدك يا أمير تمتم؟!، لا، لن أدعك تذهب إليهم فإني أخشي عليك.. تمتم: 'مقاطعاً لشيبوب' ومم تخشي عليَّ؟ شيبوب: 'في رفق' أخشي عليك الموت يا أمير. تمتم: 'بصوت قوي' ألا يخزيك أن تري نساء وأطفال سوريا يقتلون علي يد الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب ومن التنظيم الدولي للإخوان؟ ألا يحزنك أن تري القومية العربية تنهار؟.. وإن لم أذهب إليهم يا شيبوب وأقطعهم إرباً فان العار ينتظرنا.. واستطرد قائلا: أما سمعت فتوي شيخنا الجليل الذي يسكن ديارنا بأنه إذا أُحتل شبر من أرض المسلمين وجب علي جميع المسلمين أن يهبوا للدفاع عنه، ومن يتخاذل عن هذا الواجب فسيكون له الخزي والندامة يوم القيامة، وإسرائيل بفضل عملائها في الداخل السوري ومحيطها الإقليمي قد وضعت أقدامها بالفعل داخل سوريا. شيبوب: 'محدثاً نفسه' شيخ وجليل.. ههههه، إنه صنيعة الأمريكان، وهوأُس البلاء والفساد، وسبباً مباشراً للحالة السيئة التي وصلت إليها سوريا وكل الدول العربية والإسلامية، وأنت يا أمير تمتم الله يرحم أيام أبيك التي لطختنا جميعاً بالخزي والعار، فقد جلب إلينا القواعد العسكرية الأمريكية التي تهدد ليس سوريا فحسب، بل كل العرب، لتحقيق مشروعهم في المنطقة 'مشروع الشرق الأوسط الكبير' لضمان أمن الصهاينة، ولم يجد الأمريكان غيرأبيك حارساً أميناً علي هذا المشروع. ابو الفوارس تمتم: لماذا لا تتكلم يا شيبوب؟ شيبوب: أبعد كلام شيخنا الجليل كلام.. ولكني أخشي عليك الموت يا أمير تمتم، فلو قتلك بني صهيون ستكون نهاية العرب. تمتم: 'مغتراً' ها أنا الموت، وأنا الذي يخشاه الموت وسأسقيه لهم واحداً تلو الآخر، وسأعود علي سنان رمحي هذا برأس نتنياهو. شيبوب: 'إستغرق في تفكيره دقيقة كي يجد ما يثني به الأمير تمتم عما عزم عليه ' ماذا عن اجتماع جنيف 2 يا أمير تمتم فلابد من وجودنا هناك حتي لانعطي الفرصة لأعداء سوريا وأعداء القومية العربية باتخاذ قرارات تمكنهم من أن يفعلوا في سوريا الأفاعيل مثلما حدث في ليبيا. تمتم: 'بصوت قوي' أُقسم بكل ما هو غالي ونفيس، وأُقسم بحبي لأمي الشيخة تفاحة أنه لو تجرأ أحد باتخاذ قرارات بشأن سوريا العربية الإسلامية علي غرار ما تم اتخاذه من قرارات بشأن ليبيا لأحطمن رأسه بسيفي هذا.. وإستطرد تمتم قائلاً إرسل يا شيبوب لسفرائنا في الخارج بأن يعملوا علي تجييش العالم الحر المدافع عن الحريات والمناهض للإرهاب من أجل تحقيق أهداف جنيف 2. وبعد هذا الحوار مع شيبوب خرج أبو الفوارس تمتم من خيمته حتي بلغ مكان فرسه الأبجر ووثب عليه وهمزه متجهاً نحو قبيلة بني صهيون.. أبو الفوارس إخترق حدود قبيلة بني صهيون ووصل الي خيمة زعيمهم ونادي بأعلي صوته قائلا يابني صهيون ها أنا أبو الفوارس تمتم أين زعيمكم نتنياهو فليخرج اليَّ؟ وظل يهذي بهذه الكلمات.. أشرقت شمس الصباح واستيقظت الشيخة تفاحة، وهمت بتجهيزطعام الفطور لإبنها الأمير، وبينما هي متجهة إلي المطبخ المجاور لغرفة تمتم إذ سمعت تمتم يهذي قائلاً 'يابني صهيون أنا ابو الفوارس تمتم أين زعيمكم'، فدخلت الغرفة مسرعة ونادت مضطربة ماذا ألم بك يا تمتم؟ هنا يستيقظ تمتم من نومه ويقص لها ما حدث.. تفاحة: ' بصوت حنون' إنه كابوس يا تمتم، وأنصحك بألا تقص هذا الحلم المزعج علي أحد حتي لايصل إلي مسامع صديقنا نتنياهو فيغضب عليك. تمتم: 'بصوت اكثر حناناً' شكراً يا أمي العزيزة علي هذه النصيحة الغالية، ثم قبل يدها وخرجا معاً من الغرفة لتناول وجبة الفطور.