في استطلاع لوكالة 'أنباء موسكو' لمعرفة آراء مسؤولين فلسطينيين حول خطاب هنية في الذكري الثانية لصفقة تبادل الأسري بين إسرائيل وحركة 'حماس'. الدكتور فايز أبو عيطة، الناطق باسم حركة 'فتح'، أكد أن حركته ستتعامل بإيجابية كبيرة مع أي خطوة عملية تؤكد التزام حركة 'حماس' بتنفيذ إتفاق المصالحة سواء إتفاق القاهرة أو إعلان الدوحة. وقال أبو عيطة ل 'أنباء موسكو': 'مستعدون وجاهزون للبدء في مشاورات تشكيل الحكومة علي أن يتزامن ذلك بالإتفاق لتحديد موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني'. وأضاف أن المصالحة باتت ضرورة ملحة في المرحلة الحالية للشعب الفلسطيني، وأن المطلوب من 'حماس' إن تقرن الأقوال والتمنيات التي تحدث بها هنية، بخطوات عملية تؤكد التزامها باتفاق المصالحة وهذا يتطلب البدء باستئناف لقاءات المصالحة التي توقفت وأجلت بطلب من 'حماس'. القيادي في الجبهة الشعبية جميل مزهر قال 'إن لغة خطاب هنية جيدة حيث أكد علي مواقف 'حماس' من القضايا المختلفة خاصة في ملف المصالحة'، مشيراً إلي وجود شيء جديد يفتح الآفاق لإنجاز المصالحة عندما دعا الرئيس لتشكيل حكومة التوافق الوطني ودعا القوي لإجراء حوار لتحديد موعد الانتخابات. وتابع مزهر 'أيضا عندما تحدث عن المواجهة مع إسرائيل لم يقتصرها علي المقاومة المسلحة بل تطرق الي المقاومة الشعبية وغيرها'. من جهته، وصف أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خطاب هنية بالشامل والإيجابي ويحتاج اهتمام وإلي دراسة حيث تطرق لمواضيع مهمة تخص القضية الفلسطينية. ورأي صالح ناصر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية خطاب هنية بالهام حيث وجه رسائل للشأن الداخلي الفلسطيني بضرورة إنهاء الانقسام ووجه نداء لتشكل حكومة الوحدة وتحديد موعد للانتخابات وأكد أن 'حماس' لن تتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية. وقال الكاتب والمحلل السياسي هاني البسوس إن خطاب هنية جاء في الوقت المناسب حيث كانت هناك تساؤلات كثيرة جدا عن الوضع الفلسطيني وقدم توضيحات في عدة قضايا مهمة مثل القدس والمفاوضات والمصالحة والعلاقات الإقليمية. من جهته دعا النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة 'حماس' يحيي موسي إلي إطلاق حملة شعبية عمادها الشباب للضغط لتطبيق بنود المصالحة. وقال النائب الحمساوي: 'أري من الضرورة أن نعمل علي تجاوز الانقسام فورا وحالا بإطلاق حملة شعبية عامة عمادها الشباب بجميع تشكيلاتهم وتلاوينهم للضغط علي الجميع من أجل الاجتماع في حوار وطني شامل لتطبيق بنود المصالحة التي تم التوقيع عليها. ودعا الي تشكيل تنسيقية وطنية من الشخصيات الوطنية 'الحكماء' علي أن تضم في عضويتها ممثلين للشباب وأن يصاحب ذلك حراكا شبابيا متواصلا حتي ينتهي الانقسام وتعود الوحدة الوطنية. وقال النائب موسي: 'أنا شخصيا أضع نفسي جنديا من أجل تحويل هذه الفكرة إلي واقع مطبق'. ورغم تفاؤل السياسيين بالخطاب الذي وصفه مسؤولون في الحكومة المقالة في وقت سابق بالتاريخي، إلا أن كثيرا من نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي كان لهم رأي آخر. وعبر النشطاء عن امتعاضهم من الخطاب، واعتبروه أنه لم يأت بجديد لا علي الصعيد المحلي وانهاء الانقسام الفلسطيني، ولا علي الصعيد الخارجي في قضية الأزمة مع مصر. واعتبرت نفين أبو سليم أن الخطاب هو 'لوي عنق الحقيقة كالعادة وعدم اعتراف بارتكاب أي جريمة أو خطأ من طرفهم في حق الوطن أو المواطن، وإصرار علي الكذب بكافة المحاور المحلية والعربية والإقليمية، ثم رمي الكرة في ملعب الآخر وتحميله مسؤولية كل شيء'. فيما اعتبر عبد الله أبو شرخ ' أن لا جديد في الخطاب، واستمرار للحصار وتجاهل كامل لقضايا الفقر والبطالة والقضايا الحياتية والهموم اليومية ولا مصالحة'. وقال رامي عبده الناشط الحقوقي الفلسطيني: 'خطاب هنية كان يمكن أن يحظي بإعجاب الجميع لو لم يسبق الخطاب ترويج وتحشيد مبالغ رفع من سقف التوقعات'.