ان كلمة الحرية لها صدي جميل، و مضمونها أكثر جمالا، و طلابها يطمحون علي الدوام الاقتباس من نورها الأخاذ، و شمسها الساطعة، و لكن ككل الأشياء الجميلة التي يتحوطها من ليس من جنسها أو شبيها لها، فأين يذهب أهل القبح وكيف سيخفون دمامتهم؟! ونحن اليوم نحيا زمن الدعوة للحرية علي ألسن من قذفها في عرضها صباح مساء، و أهرق سترها بين الأحياء، و نري رايات الحرية تخفق مرفرفة بأيدي ملطخة بالدم مغروسة في رقاب البسطاء و الضعفاء، فالحرية الجميلة و الوضاءة يراد لها أن تكون لثاما تخفي وجوه المسوخ من شذاذ الآفاق، و فجار الدم، والشجرة الخبيثة التي أرسلت سيقانها الملتوية لتستثمر في البسطاء اجمل ما فيهم لتحوله الي دنس لا حد لنجاسته، فتستقطبهم للجهاد المقدس ثم تضعهم علي مائدة آكلي لحوم البشر، و تجذبهم لينالوا رضا الله فتوقعهم في فخاخ المعصية المركبة، و تردد علي مسامعهم كلام الله ليباشروا فعلا شيطانيا. فمن يكفر المسلمين و يستبيح دمائهم و أعراضهم فيقتل الإنسان و يفني الحياة، من يمحق الصلات و يهدم السعادات و يقيم في كل بيت مأتم و في كل بلد معلم للدم، من يملأ حياتنا ضجيجا مزعجا بنشازه الذي يرسله في كل مكان، من يصبح الناس ويمسيهم بالحزن و الخوف والترويع من أجل دعوة مشوهة مبدأها الرفض للآخر و خاتمتها التفتيت للأمة و ثمارها المحرمة مزيدا من الانحطاط و التبعية للشياطين الإنسية. التكفيريين سافكي الدم و الذين لفظتهم شعوبهم و حتي عوائلهم أصبحوا رموزا للحق ودعاة للإسلام في حين ان لحاهم تقطر دما من الذبائح التي لا يملون من إزهاقها ! والطامح في إستكشاف الواقع يعلم يقينا، ان لا خير في جاهل جهله مركب فهو يجهل أنه جاهل و يري في نفسه تمام العلم، والتكفيريين وأصحاب الدين المزيف و الكاذب، و قتلة الأطفال و النساء و العجزة، وقاطعي الرؤوس، أصبح لهم حظوة و مكان فسيح و منبر مرتفع عند أدعياء الحرية و أشقياء القوة، فأجتمع شرار الإنس من المردة المخادعين ومن الجهلة المتخلفين في فسطاط واحد فيا ادعياء الدين والحرية هل دعواكم يقبع خلفها الجهل؟! ام أنه الإنضمام لمعسكر العدو الحقيقي للأمة طواعية؟! هل فكرتكم ولو لدقيقة في توحد مشاعركم و رغباتكم مع عدوكم؟! هل فكرتم ولو لثواني ماذا لو انتصر عدوكم؟! ومن الذي يحصد الانتصارات دائما القوي أم الضعيف؟! هل سمحتم لعقولكم بالعمل و فكرتم لم كل هذا الصخب ممن يدعون أنهم حماة الأوطان ودعاة سلام وحقوق الانسان. هل حقا ان أرواح الاطفال تستفز مشاعرهم واستقرار الوطن غايتهم لهذا الحد الذي يجعلهم يهدرون اموالهم وسلاحهم و يعرضونها طواعية للوقوف بجانبكم؟! لا تفكروا، فهذا مطلب بعيد المنال ولكن فقط انظروا حولكم و أستحضروا شيئا من الإحساس من موجد هذا الكيان السرطاني بينكم؟! من الذي أهدر كرامتكم في الحرب والسلام؟! من الذي إستأسد عليكم علي الدوام؟! من الذي سلبكم مقدراتكم و أحالكم متسولين تقفون ببابه و تتوسلون الي جنابه ليهبكم بعضا من طحينه او وقوده او سلاحه؟! لماذا توجهون سهامكم للمصطفين معكم وتتركون من حرصوا عليكم وغاروا علي أعراضكم فيما أنتم بعيدين عن دياركم قابعين في سجون لم تتوقعوا الخروج منها, لماذا وجهتم سهامكم لمن حرص عليكم؟ و أرسلتم أموالكم للمنتهكين وحسبتم أن ذلك عزا و مجدا فيما أنتم تتمرغون في أحضان العربيد الأمريكي. يا شباب الاخوان لا تفكروا وانصتوا فقط كيف سيكون حال الوطن لو تدخلت قوات غريبة علي أرضه, فلا تجدون وتسمعون الا هدير دبابات عدوكم في بلادكم و انفجار الغامه و صواريخه في شوارعكم، و أزيز رصاصه في صدوركم ! هل أمريكا راعية الشر في العالم أذعنها الله للحق فوقفت لله وقفة وجعلها الله أداة لتطبيق العدالة السماوية؟! أيها الشباب انتم لم تعدموا التفكير و الإبصار و الإنصات، ولكنكم عدمتم الحياة، وما يصلنا من إزعاجكم ليس الا همهمة أشباح وظلال لا تضر ولا تنفع فيا أيها الشباب المنتمي لجماعة الاخوان: شاهدوا هذه الخوارق و المعجزات و الكرامات الربانية، ان الله قد جمع دعاة الحرية و دعاة الدين في صف واحد ! فان كان هذا الحال فهل هناك من هو أشر من هذا العدو الذي إجتمعوا عليه؟! فامريكا تساعدكم علي قتل النفوس المحرمة وسفك الدماء البريئة وسعيهم الحثيث علي ترويع الشعوب وتجرعهم ويلات الحروب وتاريخهم القديم والحديث يشهد و ما العراق و أفغانستان عنا ببعيد فقد قتلوا أهل العراق و أفغانستان فانصرفوا عنا يا دعاة الخراب و الدمار و التفتيت و ما وجودكم بيننا إلا تذكرة بنعم الله المحققة فينا فمن عرف الجهل بأهله إطمئن بالعلم و حمد الله عليه، و من شاهد القبح أنس بالجمال و عشقه. فيا أدعياء الحرية ويا دعاة الخراب فرق كبير بين تغريد البلابل و نعيق البوم و فارق أعظم بين حماة الديار و جالبي العار ممن استنصر بالاشرار وبون شاسع بين عشاق الحق و أتباع سطوة الزيف والخداع فالمجد لأبناء الأمة المخلصين.. والنصر حتما للأوفياء الصادقين.. والخزي والعار للخونة والمتآمرين