قي الوقت الذي بدأت فيه وعلي قدم وساق الجلسات التحضيرية الأولي لتدشين متحف قناة السويس العالمي، وتحويل منزل 'ديليسبس' التاريخي بالاسماعيلية بعد تجديده وتطويره الي مرفق أثري وسياحي يتناسب مع قيمته كجزء من ذاكرة مصر الحديثة، ينفرد 'موقع الأسبوع' بإضاءة ذاكرة الوطن بوجود تمثال مارد للفلاح المصري من حجر البازلت قام بتصميمه وتنفيذه المثال الاسماعيلي الراحل شكري جبران، وصاحب العديد من الجوائز المحلية والدولية في مجال النحت والمشارك والفائز الدائم بجوائز 'سامبوزيم' اسوان الدولي ، وله عدد غير قليل من المقتنيات النحتية المعروفة بأشهر ميداين محافظته وبلدته الأسماعيلية ، منها علي سبيل المثال لا الحصر، تماثيل السادات 'بطل الحرب والسلام' أمام مبني رئاسة هيئة قناة السويس، والمهندس عثمان أحمد عثمان ' منفذ أعمال السد العالي ورائد التنمية والتعمير، أمام مكتبة مصر العامة بميدان يحمل أسمه بحي الشيخ زايد والذي قام بتشييده وموله حاكم الأمارات، كذلك محاكاة رمزية طبق الأصل لعربة ديلسيبس الأصلية، وغيرها من أعمال قيمة للغاية احتفي بها وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني ، وحرص علي تكريم شكري جبران أكثر من مرة ، واقتناء أعماله لتزين وتتصدر ميادين بأسوان والأقصر والجيزة وبعض سفاراتنا في الخارج. ' الطريف أن العديد من أبناء الجيل الجديد لا يعلم أن صاحب تمثال الفلاح المصري موجود بالفعل في منطقة مهجورة بين الأشجار الكثيفة ومزارع منطقة المنايف بريف الإسماعيلية علي الطريق الزراعي القديم ، ومع حلم صاحبة الذي رحل قبل تحقيقه والمتمثل في أخذه لمكان تمثال ديليسبس ببورسعيد، فأقامه بنفس ارتغاعه وحجمه تقريباً، وتم رفعه علي قاعدة بارزة بمنطقة نمرة 6 - التي شهدت أول ضربة معول لفلاحنا المصري انطلقت معها بشاير أعمال حفر قناة السويس - ، بل وتشاء المقادير أن ينطلق من ذات المنطقة أيضا أول قارب مطاطي وأول نقطة عبور وأول زئير لأبطال قواتنا المسلحة في حرب اكتوبر 1973. ' وتأتي تلك المبادرة وذلك الأنفراد من 'موقع الأسبوع' لحث الأجهذة المعنية بهيئة قناة السويس وفي مقدمتها الفريق مهاب ممش رئيس الهيئة ، واللواء القصاص محافظ الأسماعيلية للمشاركة في تفعيل دعوتنا تلك، وحيث كانت تصريحات صابر عرب وزير الثقافة - دون أن يكون لديه سابق علم بالوجود الفعلي للعمل الفني المطلوب وبمقاييس فنية ونحتية عالية - قد تكررت قبل تركه لوزارة الدكتور قنديل ، أثناء أحدي زياراته لمحافظة بورسعيد ، وكذلك عقب توليه مرة أخري لها في حكومة الدكتور الببلاوي ، وبدعوته لفناني مصر بإقامة تمثال للفلاح المصري وهو الأجدر بأن يشمخ بطلعته علي مرأي ومسمع من العالم الحر وأمام سفن الدنيا بأسرها العابرة للمجري الملاحي العالمي لقناة السويس ، وآخرها قبل أيام خلال الأجتماع التحضيري لمتحف القناة المزمع إقامته بالإسماعيلية عندما دعي جمعية أصدقاء ديليسبس الراعية لمشروع المتحف وحكومة فرنسا الي المساهمة في إقامة تمثال لأئق بكافة تضحيات الفلاح المصري والذي قدم خلال أعمال حفر القناة بالسخرة مايزيد عن 100 ألف شهيد يمثلون كافة أنحاء مصر.