قليل من الفرق تملك الجرأة للهجوم علي البرازيل وأظهر الفوز 3-صفر علي شيلي. وحاولت شيلي تكرار ما فعلته قليل من الفرق سابقا وأشركت ثلاثة مهاجمين امام البرازيل بطلة العالم خمس مرات وضغطت علي منافستها في نصف ملعبها. لكن الامر لم يستمر طويلا علي هذا المنوال اذ انها بعدما قدمت عرضا قويا في أول نصف ساعة انهارت تشيلي امام البرازيل التي نقلت فن الهجمات المرتدة الي افاق جديدة واستغلت أقل الاخطاء ببراعة. وأبدي دونجا مدرب البرازيل شكواه ان أغلب المنتخبات تلعب بطريقة حذرة أكثر من اللازم في مواجهة فريقه وبدا انه يلمح لوجود ما يعيب هذا من الناحية الاخلاقية. لكن بعدما شاهد دونجا فريقه يقدم عرضا مملا امام دفاع كوريا الشمالية والبرتغال ثم تألقه امام شيلي التي خاطرت بالهجوم فانه من الصعب الا يتخيل المرء السبب في عدم مجازفة منافسي البرازيل باللعب المفتوح امامها. ونجح الارجنتيني مارسيلو بيلسا في تحويل شيلي الي أحد أفضل الفرق في امريكا الجنوبية خلال ثلاث سنوات مع الفريق وهو من نوعية المدربين الذين لا يحبذون اللعب بطريقة دفاعية. لكن في مباراة بدا ان المدرب الارجنتيني يلعب بالطريقة التي تريدها البرازيل تماما. ونجحت منتخبات أقل شأنا مثل كولومبيا وفنزويلا وبوليفيا في التعادل بدون اهداف مع البرازيل خلال تصفيات كأس العالم عن طريق الدفاع القوي في مواجهة بطلة العالم خمس مرات. لكن الفرق التي خاطرت بالهجوم امام البرازيل مثل اوروجواي وتشيلي نفسها دفعت الثمن غاليا في مشوار تصفيات امريكا الجنوبية. وسيطرت شيلي علي مجريات اللعب في بداية مباراة أمس الأول امام البرازيل وبدت انها قادرة علي تهديد مرمي بطلة العالم السابقة. ورغم هذا ظل الشعور ان الهزيمة لا يمكن تجنبها لان اللمسة النهائية لشيلي افتقرت للدقة كما ان دفاع البرازيل بقيادة لوسيو وجوان لم يمنح اي فرص للفريق المنافس. ومع خطورة البرازيل اثناء الركلات الثابتة مع تقدم طوال القامة الي الامام بدا ان شيلي تحاول اثارة أسد نائم. وقبل ان تدرك شيلي ما يحدث لها كانت البرازيل حسمت المباراة لصالحها بعدما سجلت هدفين متتاليين قبل نهاية الشوط الاول بالطريقة المفضلة للفريق في عهد المدرب دونجا. وافتتح جوان التسجيل للبرازيل بضربة رأس متقنة اثر ركلة ركنية ثم ضاعف لويس فابيانو تقدم الفريق من هجمة مرتدة معتادة من بطلة العالم السابقة. وتحولت دفة الامور بعد ذلك لصالح البرازيل التي بدا انها في طريقها لتسجيل المزيد من الاهداف. لكن شيلي لم تشعر باليأس ودفع بيلسا بالمهاجم خورخي فالديفيا بين الشوطين بدلا من المدافع بابلو كونتريراس لكن هجمات الفريق تحطمت باستمرار علي صخرة دفاع البرازيل. وحتي في حالة تخطي دفاع البرازيل كان جوليو سيزار الذي يعد من أفضل حراس العالم بالمرصاد لهجمات تشيلي. وفي موقف نادر بدا ان لاعبي شيلي يريدون الدخول بالكرة الي المرمي بدلا من التسديد مباشرة في الشباك الموجودة في متناولهم. وأحرزت البرازيل هدفا ثالثا وكان من الممكن ان تضاعف غلتها بسهولة وبدت انها قادرة علي التسجيل في كل هجمة. وقال السويدي سفين جوران اريكسون مدرب كوت ديفوار بعدما شاهد فريقه يخسر 3/1 امام البرازيل في دور المجموعات ان الفرق بحاجة لتقديم اداء دون اخطاء علي الاطلاق اذا ارادت الفوز علي بطلة العالم السابقة.