تستطيع انجلترا التحدث كيفما تشاء عن الهدف الذي لم يحتسب لصالحها لكن المنتخب الانجليزي الذي لم يظهر ابدا هو من وضع حدا لأسوأ مسيرة له في كأس العالم لكرة القدم ضد الغريمة المانيا.. وأكبر نقاط الحديث في المباراة المثيرة التي جرت ضمن دور الستة عشر باستاد فري ستيت التي فازت بها المانيا 4-1 جاءت بعد مرور 38 دقيقة عندما ارتدت تسديدة فرانك لامبارد من العارضة الي الأرض وتخطت خط المرمي باكثر من متر بدون أن يراها الحكم خورخي لاريوندا من اوروجواي ومواطنه حامل الراية بابلو فاندينو بشكل كاف لاحتساب هدف.. وحدثت هذه الواقعة في وقت حاسم بالمباراة وكان من الممكن أن تمنح انجلترا التعادل 2-2.. لكن الشعور الواضح هو أنه حتي في حالة احتساب الهدف فلم يكن ذلك سيصنع فارقا للنتيجة النهائية أو يوقف المانيا عن التأهل لدور الثمانية.. فالمنتخب الالماني كان يلعب بأسلوب سلس وأكثر قوة وبكل بساطة كان افضل كثيرا من انجلترا التي سيستمر انتظارها الطويل للغاية من أجل الفوز بكأس العالم الي اربع سنوات أخري علي الأقل وفي ظل هذه الدلائل فان الانتظار قد يطول لفترة أكبر من ذلك..وحافظ منتخب المانيا الشاب بقيادة المدرب يواكيم لوف علي تقدمه وأعصابه بعد أن وقف الحظ بجانبه في تفادي احتساب كرة لامبارد هدفا وسيطر علي اللقاء ووجد العديد من الثغرات في الدفاع المرهق والبطيء وغير المنظم لانجلترا.. وتفوق المنتخب الالماني وهو مزيج ممتاز من الشباب والخبرة علي انجلترا من اللحظة الاولي للأخيرة تقريبا ولعب بالحيوية والسرعة التي قادته للفوز 4-صفر علي استراليا في المباراة الافتتاحية للمجموعة الرابعة قبل الخسارة في المباراة التالية أمام صربيا ثم الانتفاضة ضد غانا.. وقبل عام سحقت المانياانجلترا 4-صفر في نهائي بطولة اوروبا تحت 21 عاما في السويد واربعة لاعبين من هذا الفريق وهم الحارس مانويل نوير والمدافع جيروم بواتينج ولاعبا الوسط مسعود اوزيل وسامي خضيرة كانوا ضمن التشكيلة في المباراة.. وبمتوسط أعمار يبلغ 25 عاما مقارنة بالمنتخب الانجليزي كبير السن الذي يبلغ متوسط أعماره 29 عاما فان لاعبي المانيا الشباب لعبوا أدوارا مهمة في انتصار ضخم اخر وكان اوزيل بالتحديد هو أكثر لاعبي الفريق روعة.. ولم يشارك توماس مولر الذي يبلغ عمره 20 عاما في بطولة اوروبا تحت 21 عاما العام الماضي لكنه أمس كان هو واوزيل أكثر سرعة وقوة من انجلترا والهدفان اللذان سجلهما كانا مجرد مكافأة علي جهده الشاق.. لكن لم يكن لاعبو المانيا الشباب فقط هم من تألقوا.. وأحرز ميروسلاف كلوسه (32 عاما) وكان يلعب مباراته الدولية 99 الهدف رقم 50 له مع المانيا والهدف 12 في بطولات كأس العالم ليتساوي مع بيليه ويتخلف بثلاثة أهداف فقط عن رونالدو أكبر هداف للنهائيات.. وتعاون كلوسه بصورة رائعة مع مولر ولوكاس بودولسكي العائد الي شبابه في الهجوم وثقته المتناهية في النفس جعلت من الصعب تماما أن تنجح انجلترا في ايقافه.. وقال اوليفر كان حارس مرمي المانيا السابق هذا الأسبوع إن نوير الذي يبلغ 24 عاما قد يكون في طريقه لكي يصبح الحارس الاول في العالم في غضون سنوات قليلة وإنه يقود خط الدفاع بثقة هادئة.. وأظهرت انجلترا التي منيت باثقل هزيمة لها في كأس العالم واستقبلت اربعة اهداف في مباراة واحدة لاول مرة منذ 1954 القليل من التحسن علي أدائها المتواضع في دور المجموعات.. وتفوق الالمان علي ثنائي الدفاع الانجليزي جون تيري وماثيو ابسون في السرعة والقوة ورغم أن انجلترا قاتلت بقوة إلا أنها افتقدت اللمسة النهائية في ظل عدم فعالية وين روني في الهجوم.. ولخصت تسديدة مضحكة ذهبت بعيدا عن المرمي أطلقها روني بعد 25 دقيقة مسيرته في كأس العالم ولا يمكن أن تتذمر انجلترا من أي شيء حول الهزيمة رغم أن لها مطالب شرعية تتعلق بالهدف الذي لم يتم احتسابه.