اثارت القرارات التحكيمية التي شهدتها مباراتا أول أمس بين ألمانيا مع إنجلترا والارجنتين مع المكسيك جدلا حادا في الشارع الرياضي.. اثرت هذه القرارات في النتيجة بشكل واضح.. في المباراة الأولي ألغت هدفا صحيحا احرزه لامبارد بتسديدة صاروخية تعدت الكرة فيها خط المرمي بعدما ارتطمت بالعارضة غير ان الحارس الألماني التقطها ومررها سريعا لزملائه واشار الحكم الاورجواني خورخي لاريوندا باستمرار اللعب.. وفي الثانية احتسبت هدفا لصالح الارجنتين احرزه تيفيز من تسلل واضح في الدقيقة 62.. وقد تسببت هذه الاخطاء الواضحة والمؤثرة في تراجع نسبي لسب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن موقفه السابق وتصريحه مؤخرا بانه لابد من البحث عن اضافة معدنية للكرة تشير إلي انها تعدت خط المرمي. وهذه الاخطاء دفعت البعض للهجوم علي التحكيم العالمي والنيل من الحكام الدوليين الذين يعتبرون من النجوم والخلاصة في هذا المجال والاعتذار ضمنيا لحكامنا المصريين الذين طالما تعرضوا لهجمات وانتقادات كثيرة علي اخطاء قليلة وليست جسيمة.. ولان الاخطاء التحكيمية ظهرت آثارها السلبية بوضوح وسفور أول أمس فقد كان لنا هذا الحوار مع الكابتن محمد حسام رئيس لجنة الحكام والمحاضر الدولي. شيخ البلد يقول الكابتن محمد حسام.. لابد أولا ان نعلم ان باولو روسيتي الايطالي يعتبر واحدا من أفضل ثلاثة حكام في العالم مع فرانك دوبكلير وماسيمو بوساكا.. لكن ورغم تقدمهم في التصنيف العالمي لا احد يعلو علي الخطأ في مجال التحكيم لان العنصر البشري هو الاساسي والبشر جميعهم معرضون للخطأ.. لكن ايضا روسيتي كان في غير يومه بل كان سيئا للغاية لانه ادار اللقاء بمخالفة صارخة لنصوص القانون الذي يلزم الحكام علي احتساب الاخطاء وليس التربية والتهذيب الأخلاقي.. فقد كرر روسيتي محاولاته وكأنه شيخ بلد أو عمدة في الصلح والتوفيق بين الخطئين وإلقاء دروس اخلاقية لهم.. الحكم كما ينص القانون ليس من مهامه تعليم وغرس الاخلاقيات ومع ذلك فان البعض يلوم روسيتي علي انه ذهب لمساعده لاستشارته مع انه كان مزودا بسماعة وميكروفون ليتبادل معه الحوار.. وهنا لابد ان نعلم انه في حالة تجمع اللاعبين حول المساعد لابد للحكم من التوجه نحوه لفض هذا التجمع.. ومع ذلك تهاون روسيتي كثيرا في اصدار العقوبات الادارية المصاحبة للاخطاء مع انه تحلي باللياقة والكفاءة.. ولا يستحق روسيتي الا 5.6 من عشرة علي ادارته للمباراة ليس لانه احتسب هدفا من تسلل واضح ولكن لاخطائه العديدة الاخري. وعن هدف انجلترا الصحيح الذي لم يحتسبه الحكم الاورجواني خورخي لاريوندا في مرمي ألمانيا لا يمكن ان يكون مسئولا تماما عن احتسابه لان الخطأ أيضا يمس حامل الراية مساعد الحكم.. ولو اننا تذكرنا الهجوم الذي شنه البعض علي الحكم المصري سمير عثمان عندما لم يحتسب هدفا مماثلا للأهلي في مرمي بتروجيت من كرة لفضل اخرجها أحمد فوزي بعد ان تعدت خط المرمي لتأكدنا ان مثل هذه الاخطاء واردة ولا يمكن حسمها الا تم اضافة شيء للكرة يوضح ما إذا كانت تعدت الخط أم لا. وعلي كل كان الحكم خورخي بخلاف الخطأ في هذه الكرة يقظا ولائقا وادار المباراة بشكل جيد ولذلك فانه يستحق 5.7 من عشرة.