حالة من الرفض والاستهجان تسيطر علي التجار في منطقة سوق الجمعة بعد قرار د. عبد العظيم وزير محافظ القاهرة بنقل السوق الي منطقة 15 مايو بمحافظة حلوان ..اعتبر التجار ان هذا القرار جاء ليكون القشة التي قسمت ظهر البعير ، فبعد الخراب والدمار الذي لحق بهم وتحول منازلهم ومحلاتهم وبضائعهم الي » كوم« تراب بسبب اندلاع حريق هائل شب في السوق بأكمله في بدايات الاسبوع الماضي فقد كان هذا القرار كان بمثابة الضربة القاضية لهم .. فمدينة 15 مايو تعتبر بعيدة عن منطقة السوق الحالي والذي يقع في حي الخليفة بالقاهرة ، كما ان الزبون يعرف فقط المنطقة الحالية ولا يستطيع الذهاب الي مدينة 15 مايو نظرا لبعدها ..هذا بالاضافة الي امكانية تعرضهم للسجن بسبب عدم قدرتهم علي سداد البضاعة المحروقة والمكان الجديد لا يساعد في ذلك لان الزبائن لا تعرفه . »الاخبار« ترصد الوضع الحالي في منطقة سوق الجمعة بعد هذا القرار.. هكذا كان سوق الجمعة بالنسبة لتجاره ..فهو المأوي والمسكن الموفر للرزق والقوت ولا يعرفون مكانا بديلا له ..وبعد الحريق الهائل الذي شب في السوق انتظر الاهالي خروج احد المسئولين يخفف الامهم ويجفف دموعهم الا انه لم يحدث ..ليأتي قرار د.عبد العظيم وزير بمثابة الصدمة لهؤلاء التجار ..والذي تضمن نقل السوق الي منطقة 15 مايو مصطلح »الصدمة«.. بدأت به كلامها الحاجة هادية احدي المتضريين من الحريق والتي فقدت فيه منزلها باكمله ومحلها الذي يحتوي علي بضاعة بمبلغ يصل الي اكثر من 30 الف جنيه ..تقول الحاجة هادية قرار المحافظ نزل علي التجار كالصاعقة ، فبدلا من صرف تعويضات تعيننا علي اعادة بناء منازلنا ومحلاتنا الا انه صدر قرار بنقلنا الي منطقة 15 مايو في مدينة حلوان ..وهذه المنطقة بعيدة وعلي حسب سمعنا انها تقع في الصحراء ولا يعرفها احد ومن تم سيجد زبون سوق التونسي صعوبة بالغة في الذهاب الي هذه المنطقة النائية ، كما ان المواصلات هناك قليلة لنقل التجار او الزبائن. وتضيف الحاجة هادية بلهجة اسي: ارجو من المسؤلين ان يرأفوا بحالنا ويتركونا »نأكل« عيش في منطقة سوق الجمعة .. هذه المنطقة التي »ولدنا« فيها ولا نعرف غيرها. ويشاركها احزانها ورأيها كل من محمد ووالدته سناء ..حيث اكلت النار منزلهما ومحلهما الذي كان يبيع زجاج الوميتال.. معربين عن دهشتهم الشديدة من قرار النقل لمنطقة حلوان النائية .. ويطالب محمد ووالدته الحكومة بصرف تعويضات من اجل اعادة بناء السوق وممارسة العمل وتسديد الديون خاصة ان شبح السجن يهددههم بسبب ارتباطهم بديون وكمبيالات ثمن البضاعة المحروقة ..والتعويضات تساعدهم علي اعادة نشاطهم التجاري مرة اخري اما النقل الي منطقة حلوان فسوف يعرضهم للسجن لان المنطقة بعيدة ولا يستطيع الذبون الذهاب اليها ومن ثم لا يستطيعون سداد هذه الديون . اما حسين احمد طالب باحد المعاهد يؤكد ان السوق كان مصدر رزق له ولوالده واشقائه الاربعة .. وبعد نقل السوق اصبح هو واسرته في الشارع حيث كان يوجد محلهم ومنزلهم في السوق واللذان ابتلعهما الحريق ..وييقول احمد: اين نذهب؟ من اين ناكل؟ من يصرف علي اسرتي؟..