زمان منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً .. كنت أعتبر نفسي أحد المروجين لعشق الإسكندرية.. أتعصب لها كثيراً عندما يقارنها أحدهم بمصيف آخر....كل شاطئ له مذاق وسحر خاص ورواد متآلفين مع طبيعته وزبائن يعشقون طقوسه "العجمي للهدوء والاستجمام العائلي, أبوقير للمأكولات البحرية الرخيصة, ميامي للشباب".. الآن اختلفت الإسكندرية فرض عليها الزحام الخانق قوانينه .. تكاثر عشاقها الذين كنا ندعو للمزيد منهم في الأيام الخوالي .. ولكن أهالي الثغر ضاقت بهم مدينتهم يبحثون بين شواطئها الممتدة ليس عن شمسية وموقع لمشاهدة البحر..بل عن موضع لقدم علي رمال بحرها الخلاب أو في شوارعها..الزحام ظاهرة إيجابية معناها أن عشاق الثغر ورواده في ازدياد كل عام.. و لكن عروس البحر التي تحتفل باختيارها عاصمة للسياحة العربية ..تحتاج إلي حلول سريعة تتوازي مع الحلم الكبير الذي ينفذه وفق خطوات متدرجة محافظها اللواء عادل لبيب.. والذي يؤمن أن تحديث المرافق والبنية التحتية لابد أن يسبق المشروعات العملاقة التي ستنقل المدينة إلي مصاف المدن العالمية .. ولكن المشروع المتكامل لتحديث الثغر يستغرق سنوات .. وكي نمنع تكوين مجموعات من المتعصبين ضد زوار وضيوف المدينة مثل مجموعات الشباب الذين أسسوا موقعاً الكترونياً مستفزاً - مهما كانت دوافعه- وأطلقوا عليه اسم " موقع كارهي المصطافين".. وهو حب متعصب للمدينة ينبع من الرغبة في الانفراد بالاستمتاع بجمال عروس البحر لهم وحدهم.. وعلاج هذه النظرة المتطرفة يكمن في تقديم حلول مبتكرة وعاجلة لمشاكل الزحام وارتفاع الأسعار والبلطجة والنظافة وضعف مياه الشرب وانقطاع الكهرباء وكل الأعراض الصيفية التي يعانيها أبناء الثغر . أشرف شرف