خلال إحدي زيارات الرئيس مبارك لبكين وصف المسئولون الصينيون منطقة »شق التعبان« الموجودة بالقاهرة بأنها منجم دهب، وقالوا إن المنطقة استقطبت كثيرا من المستثمرين الصينيين، بل انها اصبحت محطة جذب للعمالة الصينية. المنطقة التي تحدث عنها الصينيون والتي تشتهر بمصانع الرخام والجرانيت ويستثمر فيها المصريون والأجانب مئات الملايين من الجنيهات تعيش مشكلة، فالمنطقة رغم ضخامتها لايوجد لها إلا مدخل ومخرج واحد، وهو الأمر الذي يجعل الدخول والخروج من »شق التعبان« مشكلة كبيرة، والأسوأ من ذلك أن وجود مخرج واحد غير مجهز بشكل يتفق مع حجم عربات النقل الضخمة التي يصل وزنها بحمولة بلوكات الرخام أحيانا إلي 60 أو 70 طنا، وهو ما يؤدي إلي وقوع العديد من الحوادث والكوارث التي راح ضحيتها في إحدي المرات 13 عاملا. بعض المحافظين وآخرهم الدكتور حازم القويضي محافظ حلوان السابق فكر في نقل المصانع بعيدا عن »شق التعبان« بتخطيط أفضل، وتحويل المنطقة إلي معرض مفتوح للرخام والجرانيت.. الفكرة جيدة ولكن اصحاب المصانع يرون أن تنفيذها صعب جدا ويكبدهم خسائر فادحة، وبدلا من ذلك يرون اعادة التخطيط بدلا من النقل، وفي سبيل ذلك يعرضون إمكانية إقامة طريق دائري حول المنطقة يسهل الدخول اليها والخروج من جهات متعددة، مع استعداد أصحاب المصانع في »شق التعبان« المساهمة في تكاليف مثل هذا الطريق، من أجل الحد من الفوضي التي تعيشها حركة السيارات والمرور في منجم الدهب كما يسميه الصينيون. حجم الاستثمار في المنطقة، وفرص العمل التي توفرها مصانع الرخام يفرض علي المسئولين ضرورة التعامل مع المشكلة بجدية أكثر، وتكليف مجموعة من المتخصصين في عمل تخطيط جديد ينظم مداخلها ومخارجها بأسلوب علمي بعيدا عن العشوائية الموجودة الآن، علي أن يشمل التخطيط إنشاء محطتي كهرباء ومياه تكفي لاحتياجات المنطقة مع الاهتمام بالتواجد الأمني الذي يتفق مع حجم المصانع والاستثمارات. المستثمرون في »شق التعبان« دفعوا للدولة ثمن الأرض والمرافق وضخوا مئات الملايين من الجنيهات ووفروا فرص عمل وفتحوا أبواب الرزق لآلاف الأسر، لذلك يكون من حقهم أن نقدرهم ونهتم بأمرهم لا أن نهملهم أو نحاربهم أو نترك المشاكل لتتفاقم وتستفحل حتي تصل إلي الحد الذي يستحيل عنده الحل! يرضيك يا قدري بيه؟! ولد العم قدري أبوحسين منذ أن تولي مسئولية محافظة حلوان والراجل شغال تركيب أعمدة إنارة في الشوارع.. الشغل واضح خالص في شارع الزهراء الموجود خلف القمر الصناعي والذي اصبح أطول وأعرض شوارع المعادي.. شكرا يا سيادة المحافظ.. ولكن تخيل يا قدري بيه الشوارع الموجودة علي يمين شارع الزهراء في مساكن نيركو الجديدة بالشطر الثالث اللي تبع سيادتكم مضلمة والمدخل أصبح مرعبا من الظلام.. واحد من حراس العمارات قال لي أنه عندما رأي الأخوة العاملين في صيانة أعمدة الإنارة يمرون من شارع الحضارة بنيركو الجديدة طلب منهم تغيير اللمبات المطفأة وردوا عليه: اللمبات اللي معانا علي أد كام عمود في شارع متوصي عليه.. قال لهم: واحنا نعمل إيه في الضلمة اللي خلت الشقق تتسرق والبلاوي تكتر في الشارع؟!.. ردوا عليه بكل بساطة: شوفوا لكم واسطة تجدوا ما يسركم والدنيا تنور عندكم.. يرضيك الكلام ده يا قدري بيه؟! [email protected]