سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كوريا شرفت الكرة الآسيوية.. واليونان في خبر كان.. ونيجيريا قاومت حتي النهاية الإنجليز والأمريكان ينتظران »الملحق«.. وخفوت ميسي وروني منح التيدور شهادة »الأيزو«
استعادت منافسات المونديال رقم 19 لكرة القدم الذي تستضيفه ملاعب وستادات جنوب أفريقيا اشراقتها وشراستها.. وتخلت عن قتامتها وعتمتها.. وبدأت في الكشف عن كنوزها الفنية واخراج مكنوناتها المهارية والبوح عن نفائسها واسرارها الخططية.. واستقطبت مباريات اليوم الثاني اهتمامات ومتابعات الملايين الذين تناولوا وجبة تنافسية دسمة زخرت بالسرعة وعمرت بالكفاح وشهدت الندية والحماس والطموح لكل الاطراف الستة التي شاركت فيها حتي مع الاعتراف بعلو كفة الفرق الاكفأ والاعرق والامهر وصمود ومقاومة الفرق الاقل والادني واستمرار حالة السعي الدؤوب للجميع اما لتعديل النتيجة أو لتحسين الصورة او حتي لاثبات الذات وعدم الاستسلام والخنوع وحتي اخر اللحظات من الثلاث مباريات التي جرت في اليوم الثاني في اطار منافسات المجموعتين الثانية والثالثة. وبنظرة عامة وقبل ان تدخل في التفاصيل نشير إلي ان الكرة الاسيوية وممثلها العملاق الكوري اثبتت انها قادمة وواعدة وانها تطمح في مواصلة مشوار المونديال وحتي منتهاه.. بينما الكرة اليونانية والتي لفتت اليها الابصار وخطفت الانظار في حقبة التسعينيات خفت ضوؤها وتضاعف اعتامها واصبحت »موضة قديمة«.. وان الموهبة والمهارة التي تمثلت في الصراعات الفنية والمواجهات الندية التي حفلت بها مباراة الارجنتين مع نيجيريا رجحت كفة راقصي التانجو الذين تضم عناصرهم افضل لاعب في العالم حتي وان لم يكن له الفضل في هز الشباك النيجيرية واناب عنه زميله المدافع جابريل هاينز الذي اطلق الصاروخ العابر برأسه ليسكن الشباك المنيعة السمراء الذي ذاد عنها ببسال خارقة فنسنت انياما الحارس العملاق.. اما اللقاء الاخير الذي جمع بين انجلترا وامريكا فقد جاء مسك ختام اليوم وحفل بقدر وافر من الكفاءة واللياقة والايجابية وزخر بقدر هائل من السعي الدؤوب من جميع العناصر لتحقيق الفوز ويكفي للاستدلال علي ذلك من أن الحكم البرازيلي كارلوس لم يضف أي ثانية علي الوقت الاصلي للشوط الاول وهو ما يعكس مدي تركيز وجدية جميع العناصر في الاداء والعطاء ويستحق الفريقان الاشادةوالاكبار ويطمحان رغم عدم قدرتهما عن تحقيق الفوز في اللقاء الاول في مواصلة المشوار للنهائيات حتي مع اختلاف الحسابات الفنية والبدنية.. وترصد من خلال ما شاهدناه في لقاءات اليوم الثاني للمونديال بعض الملاحظات الفنية. فائدة السرعة رفع الكوريون شعار السرعة واتخذوا منه سلاحا فعالا للسيطرة علي مجريات اللعب ورجحوا به كفتهم معظم فترات اللقاء الذي جمعهم باليونان باستثناء دقائق قليلة استعاد فيها اليونانيون توازنهم وبادلوا الكوريين الهجمات وشكلوا بعضا من الخطورة لم تثمر عن تحسين النتيجة وهز الشباك.. سرعة الكوريين تمثلت في الانطلاق الخاطف والتمرير المتقن والانتشار العرضي والطولي والتسديد والتهيئة والانقضاض والارتداد والمساندة.. لم يتخفف الكوريون من سرعتهم معظم الوقت ونجحوا تماما في ارهاق منافسيهم الذين خارت مقاومتهم فأهتزت شباكهم تحت وطأة السرعة الخاطفة مرتين.. مرة في الدقيقة السابعة عن طريق اللاعب كابونج وثانية في الدقيقة 25 عن طريق الاسرع والامهر بارك جي شونج.. وعبثا حاول اوتو ريهاجل المدير الفني المخضرم لليونان تحويل مجريات اللعب من خلال تغييرات واعية غير انه لم يتمكن من اختراق التحصينات الكورية واكتفي بتحقيق بعض الندية في عدد من الدقائق الاخيرة وهو ما يجعله اول المرشحين للخروج بفريقه العريق من الادوار التمهيدية والعودة إلي اليونان في أول الطائرات العائدة من القارة الافريقية. اختفاء النجوم شهدت مباراة الارجنتين مع نيجيريا حالة اختفاء جماعي للنجوم الشهيرة وخفوت اشعاعات بصورة مريبة.. كان أول الآفلين بالرغم من حلته الانيقة وزيه الكامل الجميل ما رادونا المدير الفني لمنتخب الارجنتين الذي اخفق في معظم مهامه في اختيار التشكيل وادارة المباراة وحتي التغيير الذي اضطر قبيل النهاية من اشراك ديفيو ميلتيو لتقوية الاداء الدفاع بدلامن هيجومين غير الموفق.. ومع القائمة غير الموفقة تربع علي قمتها الموهوب الاول في العالم ليونيل ميسي الذي سعي بكل ما لديه من مهارة وذكاء ودهاء غير انه لم يوفق في تحويل انفرادات كاملة مع الحارس الفذ انياما الي اهداف وسدد في جسد الحارس او خارج الشباك ويحسب له مجرد المحاولة حتي وان لم يوفق مع العديد من الفرص المؤكدة ونسبه المؤكدة.. ومع ميسي اخفق تيفيز وهيجوين وفيرون كما اختفي معظم النجوم السمراء غير ان أكثر النجوم الشهيرة اختفاء كان واين روني مهاجم انجلترا الخطير الذي اخفق في قيادة الهجمات الانجليزية المتلاحقة واستغلال الفرص السانحة لهز الشباك ومعه كان في حالة كمون ايضا فيليبس الذي راوغ بكثرة ولم تثمر مراوغاته عن نتيجة بينما بذل جيرارد جهدا طيبا واحرز هدفا وحيدا واخفق لامبارد في استغلال مهارة التسديد المتنوع. الحلول الفردية رغم ان المباراة الثالثة بين انجلترا وامريكا زخرت بالقوة والايجابية والكفاءة وامتلأت بالحماس والكفاح والسعي من جميع الاطراف لتحقيق الفوز.. غير ان الحلول الفردية والابتكارات الابداعية والمهارات والمواهب الفذة اختفت وحل محلها القوة والسرعة واللياقة والتحمل والمقاومة.. وظهر واضحا ان لاعبي انجلترا اكثر رغبة وطموحا بل وقدرة علي تحقيق الفوز.. بينما لاعبو امريكا اعمق فهما واشمل رؤية واقدر استغلال للقدرات والامكانات التي تتوفر لهم.. هاجم الانجليز كل الوقت وشكلوا خطورة نسبية علي مرمي الحارس المجتهد وارد الذي اثبت انه حارس مجتهد وصنيع الايدي الماهرة المصرية التي اوصلته الي هذه الدرجة من الكفاءة وهو حارس المحلة السابق زكي عبدالفتاح.. بينما هاجم الامريكان بعض الوقت واعتمدوا علي الانطلاقات المرتدة السريعة وشكلوا خطورة فائقة علي الحارس المتواضع روبرت جرين الذي انقذ مرماه من هدف محقق عندما سدد عليه نجم المباراة الاول جوزي التيدور فارتطمت بيده والعارضة واتبعدت عن الشباك. الاخطاء القاتلة تألق بعض حراس المرمي في المباريات الثلاث كما حدث مع انياما حارس بنيجيريا وهاوراد حارس امريكا اكد ان حراسة المرمي مهمة غاية في الخطورة وتتحكم بنسبة كبيرة في النتائج النهائية للمباراة وانه لولا الاثنين لما خرج منتخبا نيجيريا وامريكا بهاتين النتيجتين امام الارجنتين وانجلترا ولاهتزت الشباك النيجيرية ليس اقل من خمسة اهداف ولرحجت كفة الانجليز وحققوا فوزا مستحقا.. وعلي الجانب الاخر وبالمقابل اكد روبرت جرين حارس انجلترا بالخطأ القاتل الذي ارتكبه ان فريقه دفع ضريبة باهظة لم يقو علي دفعها وخسر مقابلها نقطتين كانتا احق بالاضافة الي رصيده.