وما تركيا لإسرائيل مقارنة بأمريكا؟ تلك التي تمنح العطايا وتصدر صكوك الغفران وتتعامي عن خروقات الحليفة الصغري ذات الحوج الدائم الي ضمان استمرار وجود مقدس جلب لها مصائب ومثلها لكل من حلق معها في مدارها المنخفض. ما تركيا لإسرائيل؟ إلا ورقة ألقتها علي مائدة قمار عندما جاء وقت الاستغناء والالقاء إذ كيف تجرؤ وريثة الامبراطورية العثمانية التي آوت يوما ما اليهود وأكرمتهم علي مخالفة رأي أو توسط في قضية تمس أرضا مباركة حطت عليها رحل قبيلة صهيون التي لا يجسر كائنا من كان علي منعها من تلبس بوعد تعتقد انه من ملك عادل هو يقينا أبعد ما يكون عن إكرامها بمثله؟ وأين الغرابة في تصدي أبطال إسرائيل لقافلة تركية وقتل بعض من هؤلاء الأمميين المنضمين اليها الذين أصابهم تهور لا يغتفر بتحديهم حقها الالهي الذي لا يقبل من احد كبيرا كان أو صغيرا عوجا في تفسير أو تقصيرا في تكبير؟ ألم يكن مغاويرها الطائرون في مقاتلاتهم الامريكية الصنع هم من قتلوا 43وجرحوا 271 من ضباط وجنود بحرية سيدتهم وربيبة نعمتهم ذاتها يوم شنوا هجوما علي السفينة »ليبرتي« في عرض البحر الابيض المتوسط وهي تقف كالبطة البيضاء رافعة علما أمريكيا نظيفا ضخما تشق الوانه المميزة زرقة السماء الصافية المتعالية عن الجرائم التي كانت تجري وقتئذ ضد أبنائنا الأبرار في شبه جزيرة سيناء في يونيو من عام 7691 ثم انتهي الامر بتقديم اعتذار لطيف. ألم تكن إسرائيل هي الدولة الاولي في العالم التي نالت مدفعيتها شرف قصف مقر للأمم المتحدة كما جري في قانا بجنوب لبنان عام 6991؟ ألم تكن إسرائيل هي من هرست جرافتها جسد »راشيل كوري« ومزقته وقتلت الأمريكية اليافعة التي ظنت خطأ انها تتعامل مع قوم يفهمون؟ ويحترمون البشر من الاغيار فكان ان فقدت حياتها لإنهم ببساطة لا يفهمون؟ ألم تكن هي صاحبة موقعة غزة المباركة في نهاية عام 8002 التي استمرت ثلاثة أسابيع كاملة أشبعت خلالها شبقها في اعتصار أجساد البشر بمجزرة تعود بها الي ذكريات تاريخ قديم توج بجرائم عظيمة. إن هذه الاشارات السابقة ليست هي كل عمل إسرائيل الصالح لبسط نفوذها علي أرض الميعاد فغيرها يحتاج الي ان يسطر في الاف الصفحات وسجلها عامر بمآثر يتغني بها صغارها في مدارسهم.. وإنما هي أوسمة لأحسن ما كتبه قلم اسرائيل في السنوات الاخيرة بدماء الناس. وما قيل ليس الا حقيقة أكدها »موشي ديان« في كلمة له بالكنيست عام 8691 عندما كان وغيره لا يزالون تحت خدر مقولة ان جيش اسرائيل لا يهزم فقال: (إنه قدرنا ان نحيا في حالة حرب دائمة مع العرب سوف تستمر للمائة العام القادمة اننا في مرحلة تمدد بأعداد أكبر من اليهود والمستوطنات وهذا الامر لم يصل بعد الي نهايته وانه ليس واجبا علينا ان نصل الي نهايته بل ان واجبنا الاضافة علي هذا العمل لا الاختزال فيه وان لا نقول هذه هي النهاية لقد انجزنا مهمتنا). ونحن نقول ان إسرائيل مثلها كمثل الضفدع النطاط في قصة »الأمير المسحور« الذي يتحول في نهايتها الي سيد جميل مع فرق هنا ان صاحبتنا لن يصيبها تحول مهما طال زمانها وستظل ضفدعا يحدث نفسه بأنه أمير.