استيقظ العالم صباح أمس علي كارثة إنسانية وفضيحة دولية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فمع دخول الفجر هاجم جنود الاحتلال قافلة الحرية المتجهة لغزة محملة بمساعدات إنسانية بإطلاق الرصاص الحي قنابل الغاز مما أدي إلي سقوط 02 شهيدا وأكثر من 06 جريحا اصابة بعضهم بالغة. وحاول المتضامنون توجيه نداءات استغاثة لانقاذ الجرحي الذين اصيبوا في الاعتداء الإسرائيلي، ورفعوا الرايات البيضاء والتأكيد علي انهم مدنيون عزل جاءوا في مهمة إنسانية، الا ان هذا لم يشفع لهم أمام تصميم الاحتلال علي تنفيذ الهجوم الذي كشفت الصور المباشرة عنه. وقبلها مارس الاحتلال الإسرائيلي ضغوطا علي السفن المشاركة في الحملة حيث تعرضت لتشويش من قبل بحرية الاحتلال، وبدأ انقطاع الاتصالات يصيب السفن بفعل التدخل الإسرائيلي شيئا فشيئا حتي انقطع الاتصال نهائيا قبل نحو ساعتين من الاقتحام. وبقي البث المباشر وسيلة المتضامنين ومن علي ظهر السفينة للاتصال بالعالم الخارجي، حيث صورت اقتحام الجنود وإطلاقهم الرصاص الحي بشكل عشوائي عليهم مما أدي إلي هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحي. ومن بين كل الاصوات المنددة أعجبني سرعة رد الفعل الذي قامت به القيادة السياسية المصرية، فالرئيس مبارك استنكر لجوء إسرائيل للاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة، وما أسفر عنه من ضحايا ابرياء، وأكد تضامن مصر شعبا وحكومة مع أهالي غزة. كما استدعت الخارجية المصرية السفير الإسرائيلي وأبلغته احتجاج مصر الرسمي علي حادثة الاقتحام. ولا أعرف من يمكنه ان يوقف إسرائيل فيما تفعله في الفلسطينيين ومن يتضامن معهم، لقد ارسلت اسرائيل أكثر من ألف جندي لاقتحام القافلة، هذا غير الزوارق الحربية والطائرات والصواريخ والمعدات، كأنها ذاهبة لحرب أو هي بمعني أدق تستعرض قوتها. لكن مرة اخري أعود فأقول ان عبارة قد وردت في بيان رئاسة الجمهورية حول الحادث أكدت فيه ان المصالحة الفلسطينية هي الطريق لرفع الحصار، وهي التي تقطع الطريق علي إسرائيل وتوقف اعتداءاتها علي الشعب الفلسطيني، اننا في مصر نشعر بمعاناة أهلنا في غزة، نتألم لألمهم ونحزن مما يعانونه من حصار خانق يتسبب في قتل الابرياء يوميا، لكننا نتمني أيضا ان يسارع الفلسطينيون إلي رأب الصدع بين جميع الفصائل الفلسطينية والمسارعة في انجاز اتفاق المصالحة الذي تجمد ولم توقع عليه حماس رغم ان هذا الاتفاق الذي ترعاه مصر كان كفيلا برفع الحصار عن غزة وانهاء معاناة الشعب الفلسطيني. نرجوكم.. تصالحوا قبل فوات الأوان.