آلاف المتظاهرين الأتراك فى ميدان تقسيم باسطنبول عمت مشاعر الصدمة والاستنكار الأوساط الإقليمية والعالمية علي المستويين الرسمي والشعبي بعد الاعتداء الإسرائيلي علي أسطول الحرية وقتل عدد من المتضامنين الدوليين وتعرضت إسرائيل لانتقادات من أصدقائها وأعدائها علي السواء. وطالبت عدة دول بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي وباتخاذ إجراءات ضد إسرائيل. ونددت دول أوروبية بالجريمة بلهجة متفاوتة. واستدعت تركيا سفيرها في تل أبيب بينما تم استدعاء سفراء إسرائيل في عدة دول أوروبية لإبلاغهم الاحتجاج علي الاعتداء الدامي. وطلب لبنان الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة للمجلس للبحث في الاعتداء بينما نزل مئات المتظاهرين إلي الشوارع في أنقرةواسطنبولولندن للتعبير عن غضبهم. وفي تركيا التي ذكر مسئولو إغاثة أن معظم الشهداء في الهجوم من مواطنيها أعلن نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج أن بلاده استدعت سفيرها في تل أبيب للتعبير عن غضبها. كما أعلن في مؤتمر صحفي أن تركيا ستلغي ثلاث مناورات عسكرية مشتركة مزمعة مع إسرائيل. وجاء ذلك بعد قليل من استدعاء وزارة الخارجية التركية للسفير الإسرائيلي في أنقرة لإبلاغه احتجاجها علي الاعتداء. وحذرت وزارة الخارجية إسرائيل من "عواقب لا يمكن إصلاحها" في العلاقات الثنائية. وقطع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان جولته في أمريكا اللاتينية عائدا إلي بلاده. ودعت أنقرة إلي اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتوجه علي الفور وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلي نيويورك للمطالبة بجلسة عاجلة للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال دواد أوغلو لقناة "تي.آر.تي" التلفزيونية التركية وهو في طريقه إلي أمريكا من فنزويلا "لا يحق لأحد أن يفعل ذلك. لا أحد فوق القانون." وعقدت عدة اجتماعات طارئة لكبار المسئولين الأتراك بينهم وزير الداخلية وقائد البحرية وقائد العمليات في الجيش. وأعلنت إدارة الموانئ والخدمات البحرية في مدينة الانيا السياحية التابعة لمحافظة أنطاليا التركية وقف الرحلات البحرية السياحية بينها وبين إسرائيل. وقالت مصادر في الخارجية الإسرائيلية إن التقديرات تشير إلي أن الحكومة التركية سوف تقوم باتخاذ خطوات دبلوماسية ضد إسرائيل قد تصل إلي حد طرد السفير الإسرائيلي. وفي اسطنبول منعت قوات الأمن التركية مئات المتظاهرين الغاضبين من اقتحام مقر القنصلية الإسرائيلية احتجاجا علي الاعتداء الإسرائيلي. واكتفي بعض المظاهرين بإلقاء زجاجات بلاستيكية في اتجاه المبني. كما تجمع مئات الأتراك أمام مقر السفير الإسرائيلي في أنقرة الذي انتشرت قوات من الشرطة لحمايته ورددوا هتافات معادية لإسرائيل. وخرج متظاهرون أيضا في العاصمة البريطانية لندن للتنديد بالاعتداء. واستدعت اليونان السفير الإسرائيلي في أثينا وطالبته بمعلومات فورية بشأن أمن المواطنين اليونانيين المشاركين في أسطول الحرية. وأعلنت أثينا إلغاء مناورات عسكرية جوية مشتركة مع إسرائيل وإلغاء زيارة لقائد سلاح الجو الإسرائيلي لأثينا كانت مقررة اليوم وذلك ردا علي الاعتداء الدامي. واستدعت وزيرة الخارجية الدنماركية ليني اسبرسن السفير الإسرائيلي لدي كوبنهاجن لطلب توضيحات بشأن الاعتداء. واستدعت السويد أيضا السفير الإسرائيلي لإبلاغه بأن الهجوم "غير مقبول بتاتا". وقالت وزارة الخارجية السويدية إنها فقدت الاتصال ب 11 سويديا مشاركين في الأسطول. وكذلك استدعت اسبانيا التي تتولي حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي السفير الإسرائيلي لطلب توضيحات بعد الهجوم. وكان رد الفعل الفرنسي أقل حدة حيث أدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ما وصفها "بالاستخدام غير المتكافئ للقوة" في الهجوم الإسرائيلي وطالب في بيان لقصر الإليزيه "بإلقاء الضوء كاملا علي هذه المأساة". وأعرب وزير خارجيته برنار كوشنير عن "صدمته العميقة" مؤكدا ألا شيء يبرر مثل هذا العنف. وجاء رد فعل ألمانيا علي غرار الرد الفرنسي حيث أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن الهجوم يبدو غير متكافئ. وقال إن الحكومة تشعر بالصدمة وبأسف بالغ لفقدان أرواح. وأدانت إيطاليا الاعتداء بأشد لهجة علي لسان وزير خارجيتها فرانكو فراتيني الذي طالب بالتحقيق في ملابساته. وتتحقق إيطاليا من سلامة مواطنيها المشاركين في الأسطول. وندد وزير الخارجية البلجيكي ستيفان فاناكير بالاعتداء وقال إنه استخدام غير متكافئ للقوة. وطالب الاتحاد الأوروبي بتحقيق كامل حول الهجوم. وقال المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إنها "تعبر عن تعاطفها مع عائلات القتلي والجرحي" وعن أسفها البالغ. من جانب آخر أعرب السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون في كمبالا عن صدمته إزاء الاعتداء الإسرائيلي. وأعربت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي عن صدمتها إزاء الهجوم. وطلب لبنان من وفده في الأممالمتحدة التنسيق مع تركيا لعقد اجتماع طارئ لبحث الاعتداء.