بينما كانت الاممالمتحدة تحتفل باليوم العالمي للقضاء علي التمييزالعنصري، ويصرح السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون بأن العنصرية لا تزال تسبب المعاناة للملايين في العالم وقعت جريمتا كراهية عنصريتان هزتا انحاء امريكا. كان الضحية الاولي الصبي الاسود تريڤون مارتن (71 عاما) من ميامي. ذهب مارتن لزيارة والده في فلوريدا وخرج لشراء شاي مثلج وحلوي لشقيقه الصغير. اشتبه جورچ زيمرمان المتطوع الابيض (28عاما) لحراسة الحي في الصبي الذي كان يحمل في يد الشاي المثلج والحلوي وفي اليد الاخري التليفون ويتحدث مع صديقته (16عاما) في ميامي.اتصل زيمرمان بالبوليس وابلغ انه يشتبه في فتي اسود وسأله البوليس هل تتعقبه؟ فرد بالايجاب. فطلبوا منه الكف عن ذلك. وقالوا انهم في طريقهم للمنطقة.. ومع هذا استمر في السير خلف مارتن الذي ابلغ صديقته بان هناك من يلاحقه فنصحته بأن يركض. وفجأة سمعت صوتا يسأل صديقها: ماذا تفعل هنا؟وصديقها يسأل: لماذا تلاحقني؟ سقط التليفون ارضا وانقطع الاتصال.اتصل احد الجيران بالبوليس وابلغ انه سمع استغاثه صبي واعقبه طلق ناري. عندما وصل البوليس كان مارتن مسجي علي الرصيف، وقد لقي حتفه وبجانبه وقف زيمرمان. ادعي المتطوع الابيض الذي يبلغ وزنه ثلاث مرات علي الاقل وزن مارتن ان الفتي هاجمه وضربه من الخلف، ثم اسقطه ارضا وضرب رأسه في الرصيف، وانه أضطر لقتله دفاعا عن النفس ويسمح قانون »الدفاع عن النفس « لذي تطبقه 20 ولاية امريكية بالقتل دفاعا عن النفس اذا تعرض الانسان للخطر. تم نقل جثة مارتن واجراء اختبار كحول ومخدرات علي الجثة بينما لم تطبق هذه الاجراءات علي زيمرمان الابيض . الجريمة هزت امريكاعن بكرة ابيها حتي ان الرئيس باراك قال متأثرا لو كان لدي صبي لكان يشبه مارتن. ودعا لوقفة مع النفس لمراجعة الضمير وفهم كيف يمكن ان يحدث شئ كهذا.. بينما خرج مليون شخص علي الاقل في مسيرات تطالب بمحاكمة زيمرمان خاصة انه لم يتم احتجازه او مساءلته. رئيس قسم البوليس في سانفورد في فلوريدا تنحي مؤقتا لاحتواء غضب السود. واعلنت وزارة العدل ومكتب التحقيق الفيدرالي اجراء تحقيقات مستقلة والتحقيق مع ادارة البوليس في سانفورد لمعرفة ان كان قد تم تدمير او تغطية اي ادلة في الحادث وان كان للمسئولين في سانفورد تاريخ في ممارسات عنصرية ضد السود.. ولهم بالفعل سوابق عديدة في ممارسات عنصرية ضد السود. لم يكتفوا بقتل فتي في مقتبل العمر تلميذ مجتهد وعاشق للرياضة بل قام المتطرفون اليمينيون في وسائل الاعلام باغتيال مارتن معنويا بإدعاء انه اوقف من المدرسة 10 ايام، بعد ان وجدوا اثار ماريجوانا في كيس عثر عليه في حقيبة المدرسة، وانه سرق، مع ان الفتي لم يكن لديه سجل اجرامي من قبل.وتم تجاهل ان زيمرمان معروف في الحي بإندفاعه وعدوانيته خاصة ضد السود. حتي اليوم مازال غضب الامريكيين مشتعلا رغم مرور شهر علي الجريمة التي ما كادوا يفيقون منها إلا وفاجأتهم جريمة كراهية اخري. هذه المرة في كاليفورنيا، راحت ضحيتها امريكية من اصل عراقي عمرها 32عاما وام لخمسة اطفال تتراوح اعمارهم ما بين 17 عاما و8 سنوات. كانت شيماء العوضي قد هاجرت مع اسرتها في منتصف التسعينات هربا من بطش صدام حسين. حطم القاتل زجاج إحدي نوافذ المنزل وانهال علي رأسها 8 مرات بآلة حادة وترك رسالة عنصرية بجانب الجثة يقول فيها "عودي الي وطنك ايتها الارهابية". يعمل زوج الضحية ووالدها في قطاع المقاولات ومتعاقدان مع الجيش الامريكي لتقديم استشارات ثقافية للجنود المرسلين للشرق الاوسط. شيماء تم استهدافها لحجابها مما اثار قلق العرب والمسلمين الامريكيين بعد الحادث. ولا ننسي الجريمة العنصرية التي استهدفت مدرسة يهودية في تولوز في فرنسا وراح ضحيتها 3 اطفال ومدرس دين يهودي . السؤال الان لو كان الصبي الامريكي مارتن ابيض هل كان قد قتل؟ ولو كان الرجل الأبيض زيمرمان اسود هل كان سيطلق سراحه؟.