محمد دروىش هذه هي الأم المثالية علي مستوي المحافظة وتلك هي الأم المثالية علي مستوي مصر كلها.. وهؤلاء هن الأمهات المثاليات علي مستوي الإدارات الحكومية اللواتي يعملن بها، وأولئك امهات مثاليات علي مستوي الاحياء والقري، ثم يأتي دور الأب المثالي واختياره علي نفس الأسس التي يتم بها اختيار الامهات. حدث جميل نعيشه كل عام ونقرأ قصص التضحية والفداء. ولكن مهما تكن قصص هؤلاء الأمهات المثاليات والآباء وما قدموه من تضحيات فيكفيك أن تراقب من بعيد أحوال السواد الاعظم من نساء مصر لتعرف كم هن مثاليات وكم يستحققن ان تنحت لهن التماثيل وليس مجرد شهادة بالجائزة والمكافأة المالية. مُر علي ميدان رمسيس في الصباح الباكر وانظر إلي الفلاحات اللواتي يركبن قطار الضواحي ربما قبل آذان الفجر وعلي رأس كل منهن ما تنوء الجبال بحمله، يغادرن القطار ويبحثن عن الميكروباص الذي يصل بهن إلي وجهتهن في اسواق القاهرة المختلفة، تفترش الرصيف لتبيع ما تحمله، تتحمل سخافات هذا واستظراف ذاك ناهيك عن الاتاوة المطلوبة للبلطجي المسيطر علي السوق، فضلا عن زوج ربما توفاه الله أو قعد مريضا في الفراش أو تنطع وما أكثر المتنطعين في انتظار ان تنفق عليه وعلي أولادهما. ابحث في حياتهن واقترب لتعرف كم من الرجال قدّمن لمصر وكم من القيم والمباديء التي يزرعنها في أولادهن وسياج الحلال والحرام الذي يحيطنهم به. اقرأ في كتب الراحل رائد علم الاجتماع سيد عويس لتعرف كم ساهمت هذه المرأة البسيطة التي حرمت من نعمة القراءة والكتابة في حفظ العمود الفقري لشعب مصر بالأخلاق والقيم التي تمكلها ولا تملك من حطام الدنيا غيرها. فتش في دفاتر قضايا الخلع والطلاق ومحاضر الشرطة لن تجد من بين المدعيات فيها واحدة تعرف طريقا لقسم الشرطة أو باب المحكمة . انظر إلي الفطرة السليمة ثم إلي دينك مهما كان وعامل المرأة كما طلب خالقك وانظر إلي الخلق الذي تحبه فيها قبل الذي تكرهه وكن علي يقين انه عسي ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. وبالمناسبة مادامت الامهات المثاليات هن في كل زمان ومكان ونشهد لهن نحن قبل اختيارهن ومنحهن صك المثالية فمن أين اذن الحموات النكديات.. ألسن امهات ايضا. وعلي ذكر الحموات أترحم في عيد الام علي أمي التي كانت أماً لازواج وزوجات اولادها ولم تكن حما نكدية ابدا، وأترحم علي حماتي ام الشهيد.. تلك السيدة التي عاشت علي سجيتها وفطرتها النقية داعية خالقها ألا يجعلها تحتاج لأحد مهما كان وهو ما كان بالفعل... بل كان الجميع في حاجة إليها حتي لقيت ربها وهي في المطبخ تطهو الطعام. ويكفي ابنتها زوجتي فوزها بلقب الأم المثالية في الادارة الحكومية التي تعمل بها هذا العام . وفي يوم عيد الام نترحم علي جميع الامهات الراحلات وندعو للباقيات بأن يمتعهن المولي بالصحة والسعادة ولا نستثني من دعائنا الحموات.. حتي لو كن نكديات.