جلال عارف نجاح القاهرة في إيقاف العدوان الاسرائيلي الاخير علي قطاع غزة، والذي كانت اسرائيل تهدد بتحويله الي اجتياح شامل للقطاع كما حدث في 6002.. هذا النجاح لا ينبغي أن يصرف أنظارنا عن خطورة ما حدث في هذا التوقيت بالذات، ولا عن الحاجة لبلورة استراتيجية شاملة للتعامل مع احتمالات في غاية الخطورة تبدو في أفق المنطقة، ويجب ان نستعد لها جيدا. وهنا ينبغي أولا أن نتوقف عند عدة ملاحظات، منها أن العدوان قد بدأ بعد عودة نتنياهو من لقاء الرئيس الامريكي أوباما، وفشله في الحصول علي دعم أمريكا للهجوم علي المنشآت النووية الإيرانية، وهو هجوم يعرف أوباما أنه سيورط أمريكا في معركة طويلة. كما يأتي العدوان الاسرائيلي بنية متعمدة من اسرائيل لإشعال الموقف وإنهاء حالة التهدئة التي توافقت عليها مع حركة حماس في قطاع غزة، وافتعال أكذوبة أن أحد القادة العسكريين في حركة »الجهاد الاسلامي« كان ينوي الاعداد لعملية ضد اسرائيل فقررت تصفيته، ومنحت نفسها حرية اغتيال الفلسطينيين دون رد متوقع. والملاحظ أيضا اللهجة المتعجرفة التي تعامل بها قادة الكيان الصهيوني مع الامر، والتهديدات المتوالية بتصعيد الموقف، استغلالا للواقع الفلسطيني والعربي. حيث تمر حماس بفترة من الصراعات الداخلية، وتفتقد دعم سوريا التي تأكلها نيران الحرب الأهلية، وايران الغارقة بين صراعاتها في العراق والخليج، وأحلامها النووية، وترقبها لضربة عسكرية. يقول الخبراء الاسرائيلون ان العدوان أوصل الرسالة الي »حماس« حتي لا تظن ان الصعود الاسلامي في الدول العربية بعد ثورات الربيع العربي يمكن ان يغير موازين القوي!! ويقولون ايضا ان العدوان اثبت نجاح النظام الذي اهدته أمريكا لاسرائيل من اجل مقاومة الصواريخ.. وهي رسالة للفلسطينيين، وأيضا لإيران اذا اشتعلت الحرب التي تهدد بها اسرائيل! لكن المهم بالنسبة لنا هو ما يتعلق بما يقوله مسئولون اسرائيليون من ان العدوان كان اختبارا لما يمكن لمصر بعد الثورة ان تفعله ازاء اسرائيل حين تمارس سياستها العدوانية!! وهذا هو ما ينبغي ان يكون مركز اهتمامنا في المرحلة القادمة.