إبراهيم سعده [عمري 30 عاما. فرنسية الجنسية من جذور سنغالية. مسلمة الديانة. إنني لست ضحية لكن المجتمع الذي أعيش فيه يوجه لي ضربات وغمزات. والدي غادر السنغال في السبعينيات وأقام في فرنسا، وأمي لحقت به في الثمانينيات، وكوّنا أسرة أنا أحد أفرادها. الحياة بالنسبة لأبي وأمي كانت سهلة. وبالنسبة لي فقد واجهت مواقف صعبة لم يسبق لهما أن تعرّضا لها. في طفولتي أتذكر أن والديّ كانا يمارسان عقيدتهما الدينية بدون أي مشاكل. وقال لي أبي منذ أيام إنه عندما كان يقول في السبعينيات والثمانينيات إنه مسلم العقيدة لم يكن أحد يعلق أو يتساءل.. علي عكس ما يحدث الآن. صديق لأبي كان حاضراً وأراد أن يفسر من وجهة نظره أسباب أو مبررات هذا التغيير في نظرة المجتمع الفرنسي إلي المسلمين، فقال: في الماضي البعيد.. كنا نعيش ونؤدي فروضنا وعاداتنا داخل منازلنا. اليوم.. أصبحنا أكثر ظهوراً وأكثر انتشاراً بمساجدنا ومقار عبادتنا، وهو ما أثار قلق البعض من المتعصبين لدينهم ونجحوا تدريجياً في نقل تعصبهم إلي غيرهم.. وهو ما نعاني منه في هذه الأيام]. وعن هذه المعاناة اليومية.. تضيف كاتبة الرسالة واسمها: " مالاما" قائلة: [ عندما يعرف أناس بالصدفة إنني لا أترك عملي مثلهم لتناول الغذاء في شهر رمضان لأنني مسلمة ملتزمة، أفاجأ بنظراتهم الاستكشافية وكأنهم يتعرفون علي لأول مرة! إحدي صديقاتي المقربات تعمل موظفة في بنك أكدت لي أنها أصبحت تقسم، مراراً وتكراراً، لمعارفها وزميلاتها علي أن أسرتها لا تجبرها عليّ الإلتزام بوضع "إيشارب" علي رأسها، وإنما هي حرة في اختيار ما ترتديه، وما تؤديه من فروض الدين الإسلامي مثل صوم رمضان والصلاة وغيرهما. وأكثر ما يثير غضب صديقتي أن تمنع من دخول مكان لأسباب أمنية لا لشيء إلاّ لأنها تضع إيشاربا خفيفا علي شعرها ولا يغطي وجهها]. وتبدي الشابة الفرنسية/ المسلمة: "مالاما" في رسالتها المنشورة في إحدي الصحف الفرنسية دهشتها من غرابة اقتناع كثيرين من معارفها بأن: "الحداثة والإسلام لا يلتقيان "، وهي مقولة غير حقيقية ولا واقعية. فأنا أي الفتاة الفرنسية/المسلمة أرتدي "جوب" ليس طويلاً، و"الجينز"، ولم يجبرني والدي علي الزواج من ابن عمي أو غيره لا أوافق عليه. ووالدتي مازالت تعمل وليست مجبرة علي البقاء في المنزل حتي لا يراها، أو يتحرش بها، أحد! لقد تعلمت في المدارس والجامعة. وأدخن السجائر أحياناً. وأخرج أحياناً أخري للسهر مع صديقاتي الكثر، وأصدقائي القليلين.. وهو ما لا تتقبله أسرتي أو علي الأقل المتشددون منهم. ورغم هذا فأنا مسلمة، مؤمنة، وحريصة منذ سنوات علي تأدية صلواتي الخمس اليومية، التي يسبقها الوضوء فأغسل يدي اليمني قبل اليسري ثلاث مرات، وفمي، وأنفي ، ثلاث مرات، وأغسل وجهي ثلاث مرات، ثم أغسل ذراعيّ اليمني ثم اليسري، وأمسح شعري بالماء، وأذنيّ، وأغسل قدمي اليسري بعد غسل اليمني، وأغطي شعري بالإيشارب وأرتدي الجلابية وأبدأ الصلاة في اتجاه الكعبة.]. وتواصل صاحبة الرسالة تفاصيل ما يفرضه دينها علي تأديته فتقول: [ إنني لا أشرب الخمر. ولا ألتفت لمن تظهر أو يظهر تعجبهما من رفضي تذوقها. وكثيراً ما آكل الطعام الحلال خاصة بعد انتشار محلات بيعه وعرضه في فرنسا. لا أرتدي الحجاب. ولا أظن أنني سأرتديه خاصة في هذه الأيام تحاشياً للنظرات الغاضبة في عيون المارة أو في المصالح الحكومية وغيرها. وهذا ضعف في شخصيتي أعترف به]. .. الرسالة طويلة ولها بقية.