في منتصف السبعينيات وقف الشاب عبدالمنعم ابوالفتوح الطالب بطب القاهرة ورئيس اتحاد الطلاب يحاور الرئيس السادات في لقاء طلابي، بعده وقف حمدين صباحي طالب الاعلام يحاوره ايضا وبين تباين رد فعل الرئيس الراحل مع هذا وذاك نرصد ملامح عاشها جيلي مع الزميلين ابوالفتوح وصباحي. ابوالفتوح قال للسادات »بينافقوك« ياريس، اما حمدين فقد انتقد السادات في عدم وفائه للناصرية التي خرج من تحت عباءتها.. ابوالفتوح قال له السادات.. قف مكانك ورد عليه ما انا واقف اهه كأنه في قافية معه، اما حمدين فقد وجه طلقاته الناصرية إلي الرئيس الذي سار علي خطي عبدالناصر باستيكة. السادات رد علي ابوالفتوح بكلمات مقتضبة والغضب يملأ وجهه وأنهي النقاش معه دون ان يتعرض للاتهامات التي كالها له، اما عند حمدين صباحي فقد غادر السادات المنصة دون تعقيب، لكنه خلال اسبوع وعن طريق التليفزيون »ان لم تخني الذاكرة« رد علي حمدين صباحي في تسجيل من داخل الاستوديو. مرت اكثر من خمسة وثلاثين عاما علي الواقعة، دفع فيها زعيما الطلبة الثمن غاليا حتي جاءت ثورة يناير ووجد الاثنان انفسهما في درب جديد قد يصل بواحد منهما إلي مقعد رئاسة جمهورية مصر. هذا المنصب كما اتصور مازال يتطلب من صاحبه الفطنة واليقظة خاصة ان كلا منهما يشارف علي الستين من عمره، بالنسبة لابوالفتوح فقد كان تعامله - من وجهة نظري - مع حادث الاعتداء عليه من قبل بلطجية مغلفا بالصمت وربما من غير قصد وهي ما لا يجب ان يكون في سلوك من يسعي إلي كرسي الرئاسة. لقد كان صمته عن بعض التصريحات مثل تصريح الشيخ حازم ابواسماعيل »حيخلصوا علينا واحد.. واحد« وغيرها التي اعتبرت الحادث مدبرا ومحاولة لإقصاء المرشح المحتمل عن ماراثون السباق إلي المنصب.. هذا الصمت وحده كان كفيلا بمزيد من التشكيك في نوايا النظام الذي يحكم وفي قدرات رجال الامن الذين تعاملوا مع الحادث كما لم يتعاملوا مع 61 ألف حادث سرقة سيارة علي مدي عام، ويا بختك يا دكتور ابوالفتوح في 84 ساعة توصلوا للجناة وقبضوا علي اثنين منهم الذين اقسموا ان حظهم العاثر أوقعهم في براثنك ولو كانوا يعلمون انك المرشح المحتمل لضربوا لك تعظيم سلام تفاديا للمصيبة التي وقعوا فيها. كان مجرد تصريح من ابوالفتوح وهو الوحيد الذي لمس تعامل الجناة معه وبخبرات السنين يستطيع ان يجزم ان كانوا مدفوعين ضده ام انهم بلطجية أوقعوه بالصدفة.. تصريح يقول فيه انه علي يقين من ان الحادث ليس له اي ابعاد سياسية. كان يكفينا المواويل من الكتابات والتصريحات التي هزت ما بقي من امان في بلدنا.. ولكن نرجع ونقول يا بختك يا ابوالفتوح.