- 1- الأحاديث مع سائقي التاكسيات تكشف كثيرا مما يفكر فيه الناس في المجتمع . فسائق التاكسي الذي يقابل أنواعا مختلفة من البشر تتكون عنده أيضا وجهات نظر فيما يجري حوله مما يسمعه ويقتنع به أو لا يقتنع . وتكون الأحاديث جزءا من المسافات الطويلة أو في الطرق الخالية وأيضا في الزحام وخصوصا أننا تعودنا علي الجلوس جوار السائق, وليست لدينا ثقافة الجلوس خلف السائق, وهي الطريقة الصحيحة لاستقلال التاكسي في العالم كله . في الإسكندرية وأنا استقل التاكسي هذا الاسبوع من محطة الرمل الي سموحة دار الحديث بيني وبين السائق . كان السبب هو الزحام واختفاء رجال المرور وضيقه الواضح من الفوضي . قلت له ضاحكا إياك تقول الثورة هي السبب . فوجئت به يقول في يأس ثورة ثورة ايه يا استاذ ؟ قلت الشباب لم يتولوا الحكم وليسوا في مناصب تنفيذية من أي نوع . والمسؤول عن هذه الفوضي المتعمدة في الطرق هي وزارة الداخلية . قال ماحدث ياأستاذ هو انقلاب وليس ثورة . قلت تقصد أن المجلس العسكري يحولها الي انقلاب ؟ قال شوف حضرتك المجلس العسكري ماكان ش عايز جمال مبارك ولا أحمد عز . الثورة قامت لقاها فرصة . مبارك خلاص فاضل سنة او اتنين ويموت فمش مشكلة إنهم يمشوه . لكن ماكانش ممكن يعمل ده لوحده, كان لازم يبقي معاه حد من الشعب . اتفق مع الاخوان المسلمين .قلت له كلنا نعرف ان اجتماعهم الاول مع عمر سليمان تم فيه اتفاق ما . حين قال انهم يرفضون الاجتماع لكن لديهم فرصة عظيمة .ابتسم وقال عمر سليمان مين يا استاذ . هما الاخوان مش نزلوا الميادين يوم 28 يناير . قلت له ايوة بعد ما انسحبت الداخلية واطمأنوا . ابتسم من جديد وقال يطمئنوا ازاي والجيش نازل الشارع . المجلس العسكري اتصل بيهم وطمنهم . اندهشت جدا فاستمر يقول أيوة قال لهم مش حنضرب .الحكاية مرسومة من بدري وبكرة الأسرار كلها حتبان بس يمكن بعد عشر سنين .التزمت الصمت فاستمر يتحدث وقال هو ليه الانتخابات ما حصلش فيها جريمة واحدة رغم أن الجرايم بتحصل كل يوم . علشان تتم علي خير وينجح الإخوان والسلفيين . بعد كده راح فين الجيش وهو فين دلوقت من اللي بيحصل . والانتخابات نفسها أنا اتكلمت مع ناس كتير قدام اللجنة . كل ما اسال واحد قريت البرنامج الانتخابي بتاع فلان يقول لي لا حاقراه ليه . دا راجل مسلم .وبعدين حتي المرشحين نفسيهم فيهم ناس يادوبك بتفك الخط . بالزمة فيه في الدنيا شهادة محو امية تدخل واحد مجلس الشعب اللي بيحط قوانين . أنا شفت واحد بيقدم ورقه . وصلته بالفاكسي وكنت معاه بيسالوه وهو بيملا ورق الترشيح عن وظيفته قال لهم انا ما باشتغلش , كنت مسجون 15 سنة. سألوه قبل السجن كنت بتشتغل ايه قال حلواني . حلواني حيدخل مجلس الشعب يحط قوانين ازاي . التزمت الصمت وظل يتحدث طوال الطريق المزدحم. حتي سألني ليه كلامي مش عاجب حضرتك. قلت له بالعكس انا التزمت الصمت علشان اسمع. وعلي أي حال كل ده مقدور عليه وحياخد وقت شوية المهم ان ينتهي الحكم العسكري . ابتسم ساخرا وقال وهما اللي اتفقوا مع المجلس العسكري وجم للسلطة حيقدروا يقولوله امشي . ربنا يستر علي الشباب. باشوفهم في الميادين بيعرضوا أفلام بيصعبوا عليا . حيعملوا إيه والا إيه. عرفت منه بعد ذلك إنه لم يتلق تعليمات. كان يعمل في احد الفنادق بالقاهرة ثم علي مركب سياحية بين الاقصر واسوان ثم انتهي إلي سائق تاكسي في مدينته التي يحبها . 2- جورج رمزي نخلة: يستحق جورج رمزي نخلة مقالا وحده . لكن كثرت علينا الأحداث والأحزان .فهو ناشط سياسي في حركة شباب 6 ابريل. كان أحد الأفراد المكلفين بتفعيل مبادرات التهدئة واسعاف المصابين كأحد المهام الانسانية. في يوم 6 فبراير 2012 تم القبض علية من إمام شارع محمد محمود اثناء قيامه بأعمال الاسعاف للمصابين حيث وجهت له تهم (اعمال الشغب - مقاومة السلطات - تعطيل المرور) ثم تم حبسة 4 ايام ثم 15 يوما تعرض خلالها للضرب والاعتداء البدني بداخل الحبس وتعرض لكسر يده وكدمات وسحلات بجميع أجزاء جسده خاصة قدماه وعيناه ولم يتلق العلاج من الإصابات التي تعرض لها مما قد يعرضه لعاهة مستديمة. هناك شهادة موثقة للقائمين علي المستشفي الميداني بميدان التحرير تثبت انه كان مكلفا وقت القبض عليه باعمال الاسعاف للمصابين ولم يتم الأخذ بها. وهناك شهادة تم توثيقها داخل نقابة المحامين الآن عن الاعتداءات البدنية التي تعرض لها . ويبدو أن هناك رفضا غير مفهوم من قبل الإعلام لطرح القضية. انا أقرأ كثيرا عن حالته علي تويتر والفيس بوك وأقرأ هذه التفاصيل وغيرها وأقف عن منطقة الرفض الاعلامي التي تضايق الكثيرين واكتب عنه حتي يري اصدقاؤه انه لا موقف من الاعلام تجاهه . وفي نفس الوقت اتمني له السلامة وان يتم علاجه في محبسه كحق أصيل له كمواطن محبوس علي زمة قضية وأحلم كذلك أن يجد جورج نصيبه من الإفراج العاجل.