يوسف القعيد كنت أراجع ما تجمع لي من أخبار غربية وتحقيقات وتحليلات وأنا أستعد للسفر إلي القاهرة أمس، وفوجئت بحملة أميركية ظالمة وكاذبة حتي الفجور علي السيدة فايزة أبوالنجا، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، بسبب اعتقال اميركيين يعملون لمنظمات غير حكومية في مصر .الموضوع يعرفه المصريون جيداً فأزيد لهم وللقراء جميعاً رواية الميديا الأميركية لما حدث . " واشنطن بوست " في افتتاحية قالت :" إن الحملة ضد المؤسسة الجمهورية الدولية والمؤسسة الديموقراطية الوطنية وبيت الحرية " تقودها وزيرة التعاون الدولي فايزة أبوالنجا "، وهي مدنية من مخلفات نظام مبارك وديماغوجية طموحة تنتهج أسلوباً مطروقاً جيداً في السياسة المصرية هواستثارة المشاعر الوطنية ضد الولاياتالمتحدة كطريقة لمهاجمة المعارضين الليبراليين في الداخل " . أختنا فايزة ليبرالية، والمشاعر ضد الولاياتالمتحدة لا تحتاج إلي أن تذكيها وزيرة أوحزب، فالولاياتالمتحدة تؤيد دولة أبارتهيد واحتلال مجرمة هي إسرائيل . كذلك الحروب الأميركية قتلت أكثر من مليون عربي ومسلم في العقد الأخير ولا يزال القتل مستمراً .أيضاً المنظمات المذكورة يمولها " الوقف الوطني للديموقراطية "، والأوليان تمثلان الحزبين الجمهوري والديموقراطي وسياستيهما ومصالحهما، لا أي مصلحة مصرية، أما بيت الحرية فهومليء بليكوديين معروفين ورجال لوبي إسرائيل . ثم إن سمعة الوقف إياه هي إثارة القلاقل من روسيا إلي نيكاراغوا إلي أوكرانيا وجورجيا وصربيا وكل مكان. أستطيع أن أفند كل سطر في الافتتاحية، والجريدة لا تكتفي بها وإنما تنشر خبراً بالمعني نفسه عنوانه " مهندسة الحملة علي المنظمات غير الحكومية في مصر من مخلفات مبارك ". ولا أقول سوي إن ": كاتب الخبر وكتاب الجريدة كلهم لا يعرفون السيدة فايزة كما عرفتها علي امتداد ربع قرن، فهي مفخرة لمصر وللعرب، ولوأن لها أخطاء أومخالفات لما رحمها ثوار مصر ". الكاتب الإسرائيلي الهوي مايكل غيرسون، في " واشطن بوست " أيضاً، يعتبر الحملة علي المنظمات غير الحكومية تنذر بالشر ويتحدث، كما فعل الآخرون، عن احتمال قطع المساعدات العسكرية الأميركية . وعلي الأقل ديفيد إغناشيوس كتب بموضوعية عن الخلاف (لم يبق غيره موضوعياً هناك) وحذر من " إذكاء الولاياتالمتحدة الفوضي في القاهرة ". " نيويورك تايمز " كتبت عن الموضوع بالتحامل نفسه والخطأ والتلفيق، وافتتاحيتها " نهج مصري غير حكيم " بدأت بالقول :" إن عسكر مصر أكثر من يتلقي مساعدات من الخارج، أوحوالي 1.3 بليون دولار في السنة، أي أكثر من 39 بليونا في العقود الثلاثة الأخيرة ". أبداً. هذا كذب . مصر ما كانت تلقت دولاراً واحداً لولا معاهدة السلام مع إسرائيل، فالمساعدات لمصر تقع في خانة إسرائيل وحدها، وهي دولة معتدية محتلة لها نصف المساعدات الخارجية الأميركية أو أكثر لأن لوبي إسرائيل اشتري أعضاء الكونجرس . وبما أن الجريدتين تشتركان في المصادر فهما تشتركان أيضاً في الخواطر . لذلك ضمت " نيويورك تايمز " خبراً يبدأ بالقول :" إن أختنا فايزة من " مخلفات عهد مبارك، " وإنها تقود الحملة علي 16 أميركياً يواجهون تهماً إجرامية وتتحدي المجلس العسكري الحاكم ". (أرقام المعتقلين تختلف من جريدة الي أخري). فايزة أبوالنجا تفعل هذا ؟ هل هناك اثنتان فايزة، واحدة أعرفها أنا، وواحدة يعرفها الأميركيون، أوالإسرائيليون الذين يحملون جنسية أميركية .
قرأت أيضاً : هجوم مصر علي المجتمع المدني/ مصر تتحدي الولاياتالمتحدة بتوجيه تهم إجرامية إلي 19 أميركيا/ مصر تدير كتفها ببرود : موجة مفاجئة جديدة ضد أميركا تزذهر في القاهرة/ أزمة رهائن تغلي في القاهرة./ العسكر المصريون يجعلون الولاياتالمتحدة كبش الفداء لجرائمهم. ما يجمع بين المتطرفين الذين اخترت مما كتبوا أنهم ليكوديون من أعداء العرب والمسلمين وهجومهم علي فايزة أبوالنجا وسام علي صدرها . تصوروا معي الإحراج لوكان أوباش لوبي إسرائيل امتدحوها . أخيراً، بين المحتجزين الأميركيين في مصر سام، ابن راي لحود، وزير العمل الأميركي . والابن مدير مكتب المؤسسة الجمهورية الدولية، وهوآخر من يروج للديموقراطية، فما قرأت عنه أنه عمل مراقباً أيام الاحتلال الأميركي في العراق . نحن لن نشتري إسرائيل . وهم لا يبيعون ديموقراطية. جريدة الحياة 21 فبراير2012 نقلت نص كلمة جهاد الخازن في زوايته اليومية في جريدة الحياة : عيون وآذان دفاعاً عن فايزة أبوالنجا التي أعرفها ولا أعرفها . ليس لمجرد الإعجاب بما كتبه ولكن كنوع من الحسرة علي بعض كتاب الاعمدة اليومية في صحافتنا المصرية : هنا والآن .